شب ظهر أمس حريقاً في مصنع الغزل والنسيج بمحافظة عدن استمر لأكثر من خمس ساعات, التهم مستودعاً بداخله آلات حياكة وأخشاباً ومواد قرطاسية.
وقالت مصادر مطلعة لـ " أخبار اليوم " إن التحقيقات الأولية كشفت أن الحريق الذي شب بالمستودع كان بفعل فاعل, كون المستودع مفصولاً عنه التيار الكهربائي, مشيرة إلى أن الخسائر المادية التي خلفها الحريق تتجاوز ثلاثة ملايين ريال, مؤكدة بأن الحريق استمر زها خمس ساعات دون إخماده بسرعة نتيجة ضعف إدارة الدفاع المدني بالمحافظة التي لم تقم بواجبها في إخماد الحريق منذ ساعة نشوب الحريق.
وأوضحت أن الدفاع المدني بمديرية المنصورة قد اعتمد على سيارة واحدة في إخماد الحريق ولم تشارك في عملية الإطفاء الجهات الأخرى التي بجانب المصنع ومنها المنطقة الحرة التي تملك سيارات الإطفاء, مشيرة إلى أن الأجهزة الامنية وخبراء الحرائق قد قاموا بالتحقيق الأولي حول ملابسات الحريق, مؤكدين أن التحقيقات الأولية كشفت أن الحريق كان بفعل فاعل ولم يتم الكشف عن الفاعل المتسبب في إحراق المصنع.
ويعد مصنع الغزل والنسيج من أوائل المصانع الخدمية, انشئ في الجنوب مطلع السبعينات من القرن الماضي بمساحة كبيرة تقع بين مديريتي المنصورة والشيخ عثمان بمحافظة عدن وقد استطاع المصنع خلال حقبة من الزمن أن يصدر منسوجاته إلى الخارج بفضل الجهود التي كانت تبذل من موظفي المصنع نساء ورجالاً, إلا أنه بعد الوحدة اليمنية وقانون الخصخصة قد تم تسريح المئات من العمال ولم يتم تزويده بالآلات والمعدات الحديثة وتم البسط على مساحة كبيرة من المصنع من الاتجاه الجنوبي وقامت الإدارات المتعاقبة على المصنع بممارسة التآمر على المصنع وعماله ونهب معداته وقد ضبطت الأجهزة الامنية خلال السنوات الأربع الماضية عدداً من تلك الآلات قام بإخراجها أحد قيادات المصنع لبيعها.. وظل العمال يضربون ويطالبون بحقوقهم ومساواتهم مع مصنع المنسوجات في صنعاء, إلا انه لم يتم تلبية مطالبهم من قبل وزارة الصناعة, على الرغم من زيارة اكثر من وزير للمصنع
وقد تواصلت عملية النهب للمصنع أكثر من مرة من خلال سرقة الكابلات الكهربائية من قبل الجنود الذين تعاقبوا على حراسة بوابة المصنع والمواطنين خلال العام الماضي.
وكان أحد الجنود الشرفاء قد قام بالتصدي لتلك العناصر التي تقوم بسرقة كابلات الكهرباء الخاصة بالمصنع, إلا انه استشهد بجانب بوابة المصنع, وتعرض أيضاً المصنع للاعتداء أكثر من مرة من قبل عناصر خارجة عن القانون, برمي قنابل يدوية إلى داخل المصنع الذي يعد واحداً من أهم المنشآت الحيوية التي تم تدميرها من قبل النظام السابق.
