دعا الرئيس/ عبد ربه منصور هادي, إيران إلى «رفع يدها عن اليمن»، وإلى أن توقف دعمها «كل التيارات المسلّحة والمشاريع الصغيرة», وأشاد بالدور الذي لعبته السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي في إخراج اليمن من محنته، مؤكداً أن «أمن المملكة هو من أمن اليمن، وأمن اليمن هو من أمن المملكة».
ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية- في عددها الصادر اليوم الاثنين عن الرئيس هادي- قوله عندما سُئِل عما إذا كانت إيران لا تزال تتدخل في الشأن اليمني الداخلي, فأجاب: «للأسف لا يزال تدخل إيران قائماً، سواء بدعمها الحراك الانفصالي أو بعض الجماعات الدينية في الشمال، وقد طلبنا من أشقائنا الإيرانيين مراجعة سياساتهم الخاطئة تجاه اليمن، لكن مطالبنا لم تثمر حتى الآن.. لا توجد لدينا أي رغبة في التصعيد مع طهران, لكننا في الوقت ذاته نأمل بأن ترفع يدها عن اليمن، وتعمل لإقامة علاقات أخوية وودية، وتتوقف عن دعم كل التيارات المسلّحة والمشاريع الصغيرة».
وتأتي مطالبة الرئيس هادي لإيران برفع يدها عن التدخل في اليمن ودعم الجماعات المسلحة الانفصالية في الجنوب بزعامة البيض والحوثيين في الشمال, في الوقت الذي تشهد الساحة اليمنية حالة غضب واستنكار واستهجان لسياسة الرئيس هادي في التعاطي مع تلك الجماعات المسلحة التي تمكنت- في ظل رئاسته- من السيطرة علي مدن ومديريات جديدة وصلت إلي أطراف العاصمة صنعاء دون أن يتحمل الرئيس مسئوليته في ردعها وحماية المواطنين من عمليات القتل التي يتعرضون لها والتهديم لمنازلهم وتفجير دور العبادة والتعليم من قبل الجماعات المسلحة التابعة للحوثي في الشمال, فيما تشهد المحافظات الشرقية والجنوبية هي الأخرى نشاطاً وتوسعاً وسيطرة على الأرض غير مسبوقة وصلت إلى محاصرة تلك الجماعات المسلحة- التي يتهم الرئيس هادي ايران بدعمها- إلى محاصرة الشركات النفطية ومهاجمة مواقع عسكرية وعملية تهجير وقتل جماعي للمواطنين في حين- وفقا لتعليقات مراقبين- يكتفي الرئيس بمواجهة تلك الجماعات المسلحة من خلال شاشات الإعلام وصفحات الصحف العربية والعالمية، مشككين- في ذات الوقت- من مصداقية تصريحاته التي يهاجم فيها التدخل الإيراني ودعمها للجماعات المسلحة.
وتساءل المراقبون لمن يطلق الرئيس هذه التصريحات التي أفرغها من مصداقيتها الواقع الذي يشهد أكبر عملية توسع للنفوذ الإيراني في اليمن منذ خمسين عاماً خاصة بعد استمراء الرئيس سياسة الحياد السلبي تجاه ما تمارسه تلك الجماعات المسلحة ضد شعبه وجيشه ومؤسسات الدولة التي يرأسها حيث وصل الأمر إلي ذهاب العديد من السياسيين إلي توصيف سياسة هادي تجاه النفوذ الإيراني بأنه يمثل دعماً لوجستيا لتوسع النفوذ الإيراني في شمال اليمن وجنوبه؟ّ!
وعن دعم السعودية ودول الخليج بلاده، قال الرئيس عبد ربه منصور هادي: «لا تستطيع أي كلمات نقولها أن تفي حق أشقائنا في المملكة العربية السعودية وفي المقدمة أخي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، فما قدّموه لليمن في الفترة الماضية كان له الدور الأكبر في انتشال اليمن من أزمته والخروج به من محنته، سواء من الناحية السياسية أو الاقتصادية أو الأمنية أو العسكرية».
وأضاف: «لولا هذا الموقف الأخوي الكبير من قبل أشقائنا في المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي لما حقق اليمنيون هذا النجاح الكبير في التسوية السياسية ومؤتمر الحوار الوطني, ونأمل من أشقائنا استمرار دعمهم لليمن بالروح ذاتها التي عهدناها منهم في الفترة الماضية».
ودعا اليمنيين إلى تفهّم حاجة البلد إلى استخدام الضربات الجوية التي تنفّذها طائرات بلا طيار «للحد من تحركات تنظيم القاعدة ونشاطه وهي ساهمت في شكل كبير في ذلك، رغم الأخطار المحدودة التي حدثت والتي نأسف لها».
وأشار إلى أن استخدام الطائرات الحربية اليمنية في مهاجمة «القاعدة» أدى إلى «خسائر أكبر بكثير».. وأعرب عن ارتياحه إلى ما حققته المرحلة الأولى من عملية إعادة هيكلة الجيش والتي «نجحت في نزع كل فتائل الانفجار والصراع داخل هذه المؤسسة الوطنية الكبرى.. ويمكن القول إنه لم يعد هناك مجال لحضور سياسي أو حزبي في أوساط الجيش» الذي «تحرر إلى الأبد من أي هيمنة مناطقية أو قبلية أو عائلية».
ونفى أن يكون تنظيم «القاعدة» نجح في اختراق الأجهزة الأمنية التي «تتعافى شيئاً فشيئاً».
ونبّه هادي إلى أن المركزية أضرت باليمن وكادت أن تدمّر وحدته، معتبراً أن نظام الأقاليم سيحفظ وحدة البلاد وسيؤدي إلى الاستقرار والازدهار.
وأضاف: «تجنّبنا مقترح الإقليمين في لجنة الأقاليم استجابة لمطالب كثيرين من أبناء المحافظات الجنوبية وبالذات في الإقليم الشرقي»، مشيراً إلى «المكاسب التي تحققت للمواطنين من أبناء المحافظات الجنوبية».
وأكد أن لا عودة عن خيار الحوار لبناء الدولة اليمنية الحديثة وقال: «سنتجنّب- بمقدار ما نستطيع- اللجوء إلى القوة ولكن على جماعات العنف أن تَحْذَر من غضب الحليم».