أكدت مصادر قيادية في أحزاب اللقاء المشترك لـ"أخبار اليوم" أن مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الإرهاب برينان ـ أبدى انزعاجه من أي تأخير لعملية نقل السلطة وأن واشنطن تدعم النقل السريع والفوري للسلطة وفق المبادرة الخليجية وبمشاركة جميع الأطراف السياسية في إطار عملية سلمية.
ونقلت المصادر القيادية في المشترك أن برينان أكد في اجتماعه بأمناء أحزاب اللقاء المشترك ـ ظهراً، الذي تم في مقر السفارة الأميركية ـ أكد لقيادات المعارضة أنه طلب ناصحاً للرئيس أثناء لقائه في مقر إقامته بالمستشفى العسكري بالرياض بأنه يجب عليه التوقيع على المبادرة الخليجية فوراً، وذلك لكي تبدأ عملية نقل السلطة، كما نقلت ذات المصادر أن المبعوث الأميركي نصح الرئيس أيضاً بعدم العودة إلى اليمن قبل أن تبدأ عملية انتقال السلطة، إلا أن رد الرئيس ـ حسب ما نقتله ذات المصادر القيادية عن المبعوث الأميركي ـ أن الرئيس رفض الاستجابة لتلك النصائح وأنه يصر على العودة إلى اليمن في أقرب وقت وبأنه يطرح "الرئيس" إصراره على بقائه في منصبه حتى نهاية ولايته الحالية والتي ستنتهي في سبتمبر 2013 أو من خلال انتخابات مبكرة تم الاتفاق عليها، يتم أيضاً في ظل بقائه في منصبه.
وأشارت المصادر إلى أن المبعوث الأميركي أظهر عدم رضائه بموقف الرئيس وأنه يدعم عملية النقل السريع الفوري للسلطة إلى نائب الرئيس وأن رسالة أوباما تضمنته موقف واشنطن بصورة واضحة وأن عملية نقل السلطة يجب أن تتم بمشاركة جميع الأطراف السياسية.
من جانبها أكدت قيادة أحزاب اللقاء المشترك تمسكها بعملية نقل السلطة الفوري أولاً قبل أي حوار تم الحديث عنه، مؤكدين أنهم مازالوا يدعمون بقوة انتقال السلطة إلى نائب الرئيس عبدربه منصور هادي وأنها جاهزة أيضاً لتشكيل الحكومة وفق ما جاء في المبادرة الخليجية، لكن ذلك يجب أن يسبقه عملية نقل السلطة وأبلغت قيادات أحزاب اللقاء المشترك ـ حسب ما نقلته مصادر قيادية ـ تقديرها للموقف الأميركي الداعم لإرادة الجماهير وتطلعاتهم نحو التغيير، مطالبة في نفس الوقت الجانب الأميركي بمزيد من الضغوطات التي تدفع نحو تحقيق انتقال السلطة بصورة عاجلة وفورية من جهة ومن جهة ثانية بالاعتراف السياسي بشرعية ثورة الشباب والشعب التي مازالت صامدة في جميع الميادين المتوزعة في 17 محافظة والتي خرجت لتطالب بصورة سلمية بحقها في التغيير المتمثل في إسقاط النظام.
وأشارت المصادر القيادية إلى أن المبعوث الأميركي أبدى تفهمه لمطالب الشعب المتمثلة بالتغيير وبأن هذا هو الموقف الأميركي الذي تدعمه واشنطن ومعها شركاتها في الاتحاد الأوروبي ودول الخليج.
من جانب آخر وفي نفس السياق أصدرت السفارة الأميركية بياناً حول زيارات مساعد الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي برينان أوضحت فيه ما جاء في مباحثاته أثناء لقائه بجميع الأطراف السياسية في اليمن قالت فيه "إن جون برينان نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي قام بزيارة إلى صنعاء يومي الاثنين والثلاثاء الموافق 11-12 يوليو، وذلك للتشاور مع المسؤولين اليمنيين والأميركيين حول العلاقات الثنائية.
والتقى برينان الاثنين 11 يوليو بمسؤولين يمنيين بمن فيهم نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي ووزير الخارجية أبو بكر القربي، وكذا مسؤولين عسكريين ومسؤولي السفارة الأمريكية, كما التقى برينان الثلاثاء 12 يوليو بمجموعة من قادة المجتمع المدني، وكذا قيادات المؤتمر الشعبي العام وقيادات المعارضة".
وخلال لقاءاته، أكد برينان موقف الولايات المتحدة وقال بأنه من الأهمية بمكان لجميع الأطراف المشاركة في عملية سياسية سلمية للإفاء بالاحتياجات الملحة للشعب اليمني في تحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية، وكذا التنفيذ العاجل لنقل السلطة الذي يحقق تطلعات الشعب اليمني.
من جانبه فسر السفير البريطاني بصنعاء، جوناثان ويلكس تركيز بلاده على اليمن لأن تنظيم القاعدة يهدد بريطانيا وحلفاءها وأن التغلب على مشكلة الإرهاب في اليمن يتطلب نهجاً شاملاً وشراكة مع اليمن لمساعدته في بناء اقتصاده، إضافة إلى بناء مؤسساته الأمنية والسياسية، واصفاً تركيز لندن بشأن القاعدة بالضروري..
وأكد السفير ويلكس في مقال له نشره موقع "العربية نت" أن بلاده تعمل حاليا مع الاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية لتجنب الانحدار نحو الفوضى في اليمن، ولأجل انتقال منظم للسلطة وإجراء انتخابات مبكرة تضمن مشاركة كاملة لجميع القوى السياسية في البلاد، وتحقق التوازن بين مختلف الفئات الاجتماعية والمناطق فيه، معتبرا ذلك هو السبيل لحماية وحدة اليمن وضمان أمنه وازدهاره مستقبلاً، الأمر الذي سيتيح للغرب وللحكومة اليمنية القادمة التركيز على التنمية المستدامة في اليمن، وتحقيق حياة أفضل لجميع اليمنيين.
وقال ويلكس بأن حكومة المملكة المتحدة عملت بجهد خلال السنوات الأخيرة لإقناع الحكومة اليمنية، بأنه في ظل غياب الإصلاحات لمعالجة نقاط الضعف الاقتصادية والمؤسسية في البلاد سوف تقع أزمة فيها، مشيرا إلى أن هذا ما حدث بالفعل.
