حذّر وزير الخارجية الدكتور/ أبوبكر القربي من مغبة التدخل الإيراني في الشؤون اليمنية، مشيراً إلى أطراف إيرانية وصفها بالمتشددة دفعت بالقرار الإيراني إلى التدخل في الشأن اليمني.
وقال وزير الخارجية إن نتائج التحقيق الذي قام به فريق من مجلس الأمن حول الأسلحة التي أدخلت إلى اليمن اتهمت إيران بالتورّط في عمليات تهريب الأسلحة والمتفجرات إلى اليمن.
وأكد القربي ـ في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية ـ أن إيران قامت بإرسال الأسلحة وشبكات التجسس والمواد التخريبية الخطيرة، متسائلاً عما قدمته إيران الرسمية من دعم حقيقي لليمن وهي التي تردد رسمياً دعمها للوحدة والاستقرار في اليمن.
وأشار إلى أن العلاقات اليمنية - الإيرانية شهدت مراحل مختلفة من التطور، قائلاً: "حينما بدأت التدخلات الإيرانية في الشأن اليمني بالتزايد كنا نفضل التحاور مع أشقائنا في طهران، والتأكيد على أهمية العمل على تعميق علاقات الإخاء والتعاون وترسيخ المصالح المشتركة، محذرين من مغبة التدخل في الشأن اليمني.
وكشف القربي "أن أطرافاً متشددة دفعت القرار الإيراني نحو مزيد من التدخل في الشؤون اليمنية، وقد تم خلال الفترة الماضية الكشف عن شبكات تجسس تعمل لصالح إيران".
صدور هذه الاتهامات المباشرة من وزير خارجية اليمن تجاه إيران، يقود المتابع للشأن اليمني إلى تساؤل حول عدم اتخاذ السلطات اليمنية أي اجراءات تجاه إيران ولو حتى على الصعيد الدبلوماسي كتقليص التمثيل الدبلوماسي الإيراني في اليمن واستدعاء سفير اليمن لدى إيران وغيرها من الإجراءات المتعارف عليها دبلوماسياً.
وفي هذا السياق يرى المحلل السياسي اليمني الدكتور/ فؤاد الصلاحي ـ أستاذ علم الاجتماع ـ أن ما طرحه القربي بشأن إيران في ظل عدم اتخاذ أية إجراءات دبلوماسية من قبل حكومة الوفاق بأنه ليس موقفاً وطنياً يمنياً بل يأتي في إطار صراع سعودي- إيراني باليمن.
وفي تصريحه لـ "أخبار اليوم" علق أستاذ علم الاجتماع السياسي حول ما طرحه القربي بشأن تأكيد الفريق المحقق في شحنة الأسلحة الإيرانية "جيهان" بأن إيران متورطة في إر سال الشحنة إلى اليمن وأشار الصلاحي إلى احتمالين, أحدهما أن تكون الحكومة اليمنية كاذبة أو أن تكون الحكومة تنفذ أجندة إقليمية, مشيراً إلى أنه من مصلحة الشعب اليمني أن يعرف الحقيقة كاملة عبر الإعلام وعبر القضاء حتى يكون للحقيقة دورها في بلورة رأي سياسي محلي شعبي ورسمي تجاه هذه الدول التي تستهدف اليمن.
وبشأن ما كشف عنه الدكتور القربي بشأن شبكة تجسس تعمل لصالح إيران باليمن.. قال الصلاحي: بأنه من المفترض أن يتم محاكمة هذه الشبكة حتى يتسنى للحكومة وفقاً للإجراءات المتعارف عليها اتخاذ خيارات سياسية معينة تجاه إيران.
وتساءل الصلاحي: هل في اليمن شبكة إيرانية فقط أم أن هناك شبكات أخرى, سعودية وقطرية وتركية.. الخ وهي معروفة لدى الدولة اليمنية وأجهزتها الأمنية وليست مخفية حتى على الصحافة والمراقب العادي.
ولفت الصلاحي إلى أن اليمن أصبح ساحة لتصفية حسابات بين المملكة العربية السعودية وإيران, معتبراً حديث وزير الخارجية يصب في هذا الاتجاه, مشيراً إلى تركيب جديد للسعودية داخل اليمن من خلال مراكز القوى الجديدة والتي تشكلت خلال الفترة الماضية, منوهاً إلى أن هناك شبكات أخرى تابعة لدول غير إيران ويجب محاسبتها.
