أدت الأبحاث الخاصة بمعرض شيكاغو "سلفادور دالي: الصورة تختفي" إلى اكتشافات جديدة حول الفنان السريالي الشهير، إذ ووضعت كيتلين هاسكل وجنيفر كوهين وهما باحثان فى الفنون نصب أعينهما لوحته "رؤى الخلود" التي يرجع تاريخها إلى عام 1936 إذ أن "رؤى الخلود" كبيرة بشكل استثنائي حيث يبلغ ارتفاعها حوالي 7 أقدام.

وتم إنشاؤها في وقت كان فيه الفنان السريالي الشهير يرسم في الأساس أشكال زيتية وحيوانات وأشياء دقيقة على لوحات صغيرة وألواح خشبية كما تمتلئ أعماله الصغيرة بالرمزية والمعاني المزدوجة، وتحث المشاهدين على الاقتراب؛ وفي الوقت نفسه، فإن "رؤى الخلود" لوحة قليلة الكثافة عكس بقية أعمال دالي وتتطلب من المراقبين الرجوع بضع خطوات إلى الوراء.

وقد كانت اللوحة غير العادية واحدة من 25 عملًا فنيًا لدالي تم تحليلها على نطاق واسع استعدادًا لمعرض "سلفادور دالي: الصورة تختفي" المنطلق فى الولايات المتحدة ، في 18 فبراير في معهد الفنون وفقا لسى إن إن.

عمل هاسكل وكوهين جنبًا إلى جنب مع مسؤولي ترميم اللوحات أليسون لانجلي وكاترينا راش ، اللذان أجروا تحليلًا تقنيًا للأعمال الفنية، وكشفوا عن رؤى حول بعض أعمال دالي التي غيرت معناها بشكل كبير.

على سبيل المثال كشفت الأشعة السينية والتصوير بالأشعة تحت الحمراء عن صورة مخفية من الجرافيت لملك بافاريا لودفيج الثاني تحت سطح العمل الفني لعام 1936 "كيميائي يرفع بشرة بيانو كبير بحذر شديد".

في حالة أخرى، أكد لانجلي وراش وجود كلب أزرق غامق غير مرئي تقريبًا في الزاوية اليمنى السفلية من لوحة "اختراعات الوحوش" عام 1937، ويعتقد كوهين أن الكلب هو إشارة سرية للشاعر فيديريكو جارسيا لوركا، صديق دالي المقرب الذي تم إعدامه في الحرب الأهلية الإسبانية.

ومع ذلك فإن اللغز المحيط بـ "رؤى الخلود" لم يمكن حله في المختبر فقط، نظرًا لعدم احتواء العمل الفني على رسومات مخفية أو مؤشرات سرية غير أن الباحثين توصلا إلى أن أساس هذه اللوحة هي جدارية أكبر.

فقد تأكدا من أن "رؤى الخلود" جزء من جدارية "حلم كوكب الزهرة" التي أنتجها سنة 1939 وكانت الفاصلتان اللتان على يسار الساعة المركزية في لوحة حلم كوكب الزهرة الدليل الذي يجتاحه القيمون على المعرض لتأكيد أن "رؤى الخلود" لوحة مأخوذة من هذه الجدارية.