الاستثمار الخاطئ في رمضان

2009-09-01 03:56:31

(الشيخ حسن بوخمسين)

يتعاطى البعض منا أفرادا ومؤسسات على أن شهر رمضان فرصة مثالية لتحقيق أضعاف ما يتم تحقيقه طوال العام من مصالح مادية مباشرة ، كما نشاهده عند شريحة تجار التجزئة في قطاع المواد الغذائية مثلا من استعداداتهم المسبقة والمهولة لجلب مختلف الأصناف من هذه المواد الصغيرة منها والكبيرة وعرضها في مراكزهم البيعية وتقديم العروض والخصومات السعرية الكبيرة عليها لتشجيع المستهلك العادي على اقتنائها وشرائه ما يجعل هذا الأخير بدوره يتجاوب كثيرا لهذه الحالة ويضطر إلى صرف أضعاف ما كان يصرفه في أيامه العادية على غذائه ومصروفاته اليومية وبالتالي انجراف البعض نحو المزيد من الأ كل والشرب في هذا الشهر الفضيل بنسبة تزيد عن بقية الشهور الأخرى ما يجعله لا يخرج من شهر الصوم إلا بزيادة كيلوين أو ثلاثة في وزنه على الأقل !.

وهذا يخالف أبسط الغايات والأهداف التي يتوخاها الشرع أساسا من فرضه لحكم الصوم في شهر رمضان ، فهو - أي الشارع الحكيم - يريد من الصائم المؤمن أن يشعر ويحس بألم الجوع والعطش خصوصا إذا كان من فئة الأغنياء والمقتدرين من أجل يشعر بجوع الفقراء الدائم وآلامهم ومعاناتهم طوال أيام سنتهم فيدفعه ذلك الإحساس إلى مواساتهم والتعاطف معهم ومن ثم دعمهم ومساندتهم بالمال والمادة وبالتالي يتحقق هدف الصوم في خلق حالة التعاضد والتعاطف الاجتماعيين.

وهذا مصداق الحديث المروي عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام» أما العلة في الصيام ليستوي به الغني والفقير ، وذلك لأن الغني لم يكن يجد مس الجوع فيرحم الفقير ، لأن الغني كلما أراد شيئا قدر عليه فأراد الله عز وجل أن يسوي بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والألم ليرق على الضعيف ويرحم الجائع» .

التلفزيون له دور أيضا

وما نجده من تعاطي بعض القنوات الفضائية مع هذا الشهر الكريم التي تجعل منه هي الأخرى فرصة للربح والحصول على المداخيل المادية الكبيرة من خلال الإعلانات والدعايات التلفزيونية الباهظة الثمن الذي يتطلب منها في المقابل إعداد وإنتاج الكثير من البرامج الجاذبة للجمهور والمشاهدين التي تحتوي في معظمها وللأسف الشديد على مضامين غير هادفة إن لم تصل إلى حد «الهبوط» في بعضها مثل بعض المسلسلات أو المسابقات وما إلى ذلك ، ما يجعل هذا المشاهد يغرق حتى الثمالة قاضيا نصف وقته تقريبا في متابعتها وملاحقتها !.

وهذه الحالة أيضا تتناقض بشكل كبير وصارخ مع الأجواء الإيمانية والرمضانية التي يهدف الشرع الحنيف إلى إشاعتها بين المؤمنين الصائمين في هذا الشهر المبارك ، فهو شهر القرآن وقراءته وتلاوته بقدر ما يستطيع المؤمن في نهاره وليله ، وهذا ما يؤكده قول الله عز وجل « شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان» وما يؤكده أيضا حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «رمضان ربيع القرآن» .. وهو شهر القيام والدعاء والاستغفار وطلب الرحمة والمغفرة ليل نهار ، فالمؤمن مستجاب الدعاء في هذا الشهر أكثر من أي وقت آخر والملائكة هي الأخرى تطلب له الرحمة والمغفرة وقد ورد في الحديث الشريف عن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام «نوم الصائم عبادة وصمته تسبيح وعمله متقبل ودعاؤه مستجاب».<

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد