زينب خليل
عودة
كنت أتحادث مع زميلي بالعمل عن أجواء رمضان
الروحانية وأحوال الناس فإذ به يفاجئني ويقول لي أن الكثيرون من المصلين إما منشغل
ذهنه أو يتسلل من صلاة التراويح مسرعاً يسابق الريح للرجوع إلى بيوتهم لمتابعة
مسلسل (باب الحارة) لقد صدمت ولم أصدم في ذات الوقت ولقد حدثني نفسي أن ذلك متوقع
للمشاهد والمواطن المسلم والعربي للأسف الشديد .
لااريد أن يفهم أنى ضد مسلسل باب الحارة أو معه، ولست هنا
لنقده أو مهاجمته، ولكن أثار في نفسي هذا السلوك تساؤلات عدة على ماوصلنا من واقع
يجعل المصلى وهو في المسجد أن ينشغل باله أكثر وأكثر وأن يضبط نفسه مع توقيت هذا
المسلسل أو ذلك وان يتسلل منسحبا بخطى ليست مثقلة ، هي ليس لأن يقرأ مثلا قرآن ويتم
آية أو يحضر برنامجا دينيا أو يصل رحما أو يزور مريضا أو يشمر عن ساعده لمساعدة
أيتام ومحتاجين وآرامل ومعاقين ...
انسحب وهو بين يدي الله كي يشاهد مسلسلا أو
فيلما ما أو مباراة ما، انسحب ليفتح التلفاز وليهنأ بمسلسل باب الحارة ، تاركا
أبواب كثيرة يفتحها الله لنا في شهر رمضان المبارك .
تخيلوا معي بما قرأت في أحد
الصحف المحلية خبرا مفاده أن هنالك مايزيد عن 60 مسلسلا وبرامج لاتعد ولا تحصى تعرض
حاليا ، وقد سبقها حربا معلنة في الإعلان لها تحاول خلالها كل قناة أن تجذب وتثبت
أنها الأفضل وأنها تمتلك أورع القصص والحكايات وأنها تقدم لجمهورها أهم النجوم ،
لاأدرى كم كانت ميزانية هذه المسلسلات وهذه البرامج الخاصة في شهر رمضان المبارك،
ولكن تبدو أنها تحقق أهدافها أكثر مما نتخيل قياسا بأن يترك المواطن العربي المسلم
طاعة الله وبيت الله وهو في صلاة التراويح ليلحق كي يتابع مسلسل (باب الحارة) وهنا
المقصد فقلت في نفسي لاتعتب علينا ياشهر رمضان لاتعتب فإنا غارقين بما هو أهم وأهم
؟؟؟ فعلا لاتعتب علينا يارمضان فالشعوب العربية معظمها بعدت عن دينها وعن أفكاره
الحقيقية بالحياة والعجب انه النجوم يطلع كل يوم منهم عامل حاله إنساني وكثير قومي
ويهمه قضايا العالم الإنسانية وهو ا كثر إنسان يساعد في الحرب على المشاهد بما
يقدمه من ترهات تحت مسميات رسالة الفن وخدمه المشاهد العربي بحيث يحسسهم إنهم رجعوا
رجال ولكن للأسف بالخيال فعلا لاتعتب علينا يارمضان لاتعتب فلم تعد شعوبنا العربية
تفكر فيك مليا، وكيف تستقبلك بتجديد النية والعمل لوجه الله عزوجل ولنيل رضاه ولنشر
رسالة الإسلام العظيمة على الكون كله ، والإصلاح في نفوسنا وبيوتنا وجامعاتنا
وشوارعنا، شعوبنا العربية رغم كل أزماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحتى
الدينية ، وحصار غزة واحتلال العراق وضياع أمة وغيرها، يهرب الأغلبية منها إلى
المسلسلات وغيرها في رمضان وبدلا أن يجمعها القرآن يجمعها هذا المسلسل أو ذاك
....
فعلا لاتعتب علينا يارمضان لاتعتب فإن شعوبنا بالاسم عربية وبالاسم مسلمة
وباتت غريبة عن بعضها البعض مايفرقها أكثر مما يجمعها ..
فلا تعتب علينا يارمضان
...
