برشلونة يواجه أتلتيكو في "نهائي" الرغبات المتضاربة بالدوري الاسباني

2021-05-08 01:13:44 أخبار اليوم/متابعات

 

 

أن تواجه المتصدر وأنت على بعد نقطتين فقط منه قبل أربع مراحل على الختام، فهذه فرصة مثالية أمام برشلونة لكي يدخل سباق الأمتار الأخيرة وهو في موقع قوي لاحراز اللقب، لكن الفوز يوم السبت 08 مايو 2021 في موقعة بمثابة "النهائي" على أتلتيكو مدريد في المرحلة 35 من الدوري الإسباني سيكون خدمة هائلة للغريم التاريخي ريال مدريد.

يدخل برشلونة لقاء اليوم على أرضه ضد نادي العاصمة الحالم باللقب الأول منذ 2014، وهو في المركز الثالث بفارق المواجهتين المباشرتين خلف ريال مدريد حامل اللقب، فيما يتصدر أتلتيكو بفارق نقطتين عن العملاقين.

من المؤكد أن الحسابات المزدوجة للفوز على أتلتيكو لا مكان لها فعلياً في تفكير لاعبي برشلونة وإدارة النادي ومدربه الهولندي رونالد كومان، لكنها ستفتح الباب من دون شك أمام ريال للاحتفاظ باللقب نتيجة فارق المواجهتين المباشرتين مع غريمه الكاتالوني الذي خسر ذهاباً 1-3 على أرضه وإياباً 1-2.

من ناحية النقاط، سيكون مصير أتلتيكو بين يديه تماماً في حال نجح في تجديد الفوز على برشلونة الذي خسر اثنتين وتعادل في واحدة من مواجهاته الثلاث الأخيرة مع "لوس روخيبلانكوس" ولم يفز عليهم منذ كانون الأول/ديسمبر 2019 في أرضهم 1-صفر بهدف للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي.

ويأمل فريق كومان ألا يدفع غالياً ثمن اهداره فرصة انتزاع الصدارة وأخذ الأفضلية في السباق على اللقب حين خسر على أرضه أمام غرناطة 1-2 في مباراته المؤجلة من المرحلة الثالثة والثلاثين.

ويخوض برشلونة الموقعة المصيرية مع أتلتيكو من دون مدربه كومان الذي أوقف لمباراتين بسبب طرده في الخسارة أمام غرناطة لـ"عدم احترام الحكم".

وسبق أن غاب الهولندي عن مباراة نهاية الأسبوع الماضي ضد فالنسيا، حين فاز رجاله 3-2 بفضل ثنائية لميسي رفع بها رصيده الى 28 هدفاً في صدارة ترتيب الهدافين.

مع الوصول الى الأمتار الأخيرة من الموسم، أقر مدافع برشلونة جيرار بيكيه بعد الفوز على فالنسيا "أننا لن نحظى بأي مباراة هادئة. ما زلنا في قلب الصراع. وإذا كانت المباريات هادئة، فذلك يعني أنك لا تنافس على أي شيء".

وشدّد "الفكرة الوحيدة التي لدينا حالياً هي الفوز على أتلتيكو. أمل أن نكون في الصدارة في نهاية عطلة الأسبوع وحتى إن كان أحد غيرنا هناك (في الصدارة)، فلن أراهن بمنزلي عليهم كي يكونوا أبطالاً" في نهاية الموسم، متوقعاً بذلك ألا تحسم الأمور بتاتاً حتى صافرة نهاية المرحلة الختامية.

أفضل صديقين في الحياة.. يتواجه الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريس السبت في منافسات المرحلة 35، ضمن إطار "عداوة" ستكون الاولى بينهما مذ رحل الثاني عن كاتالونيا، في حين أن الفائز من هذه القمة بين برشلونة الثالث وأتلتيكو مدريد المتصدر سيخطو خطوة نحو الفوز بلقب الدوري الإسباني لكرة القدم.

هو مشهد ملحمي للقاء حاسم: بعدما أرعبا الدفاعات معاً في جميع ملاعب كرة القدم الأوروبية كرأسي حربة برشلونة خلال ستة أعوام (2014-2020)، سيتنافس ميسي وسواريس للمرة الاولى ضد بعضهما البعض بقميص نادٍ في مباراة بامكانها أن تحسم مستقبل هوية الفائز بـ "الليغا".

ويوم الأحد، يستقبل ريال مدريد الثاني مع 74 نقطة وبالتساوي مع برشلونة، إشبيلية الرابع (70) في سعيه للاقتراب أكثر في سباق السبرينت الأخير، بعد أربعة أيام من خروجه خالي الوفاض من نصف نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنكليزي باجمالي المباراتين 1-3.

حفر ميسي وسواريس اسميهما في كتاب الأرقام القياسية خلال الأعوام الستة معاً في كاتالونيا، ففي 4 مناسبات، وتحديداً بين عامي 2015 و2019، اجتاز هذا الثنائي حاجز 74 هدفاً في مختلف المسابقات، ودوّن اسمه كأكثر ثنائي غزارة للأهداف في التاريخ مع 100 هدف في موسم 2015-2016، تقاسماها على الشكل التالي: 59 لسواريس و41 لميسي.

وحتّى بعد انفصالهما مع بداية الموسم الحالي اثر انتقال سواريس الى العاصمة مدريد، يتنافسان عن بُعد في ترتيب "بيتشيتشي"، وهي جائزة تُكافىء أفضل هداف في الدوري الاسباني.

"موسم رائع"-

حقق سواريس بداية رائعة بقميص فريقه الجديد أتلتيكو، فسجل 16 هدفاً في مبارياته الـ 20 الاولى في "الليغا، منها ثنائية حبست الأنفاس في مباراته الاولى بقميص "روخيبلانكوس" خلال الفوز العريض على غرناطة 6-1 في 27 أيلول/سبتمبر 2020.

"يخوض موسماً رائعاً. جاء مع تاريخ غني، وأكد أكثر مما هو منتظر منه"، قال مدربه الارجنتيني دييغو سيميوني في المؤتمر الصحافي الذي عقده الجمعة عشية القمة المنتظرة، في إشارة إلى أهدافه الـ 19 في 28 مباراة في "الليغا".

وبخلاف سواريس، احتاج ميسي الذي ما زال لم يجدد عقده مع برشلونة المنتهي بعد شهرين ونصف الشهر، في 30 حزيران/يونيو، للمزيد من الوقت وتحديداً حتى منتصف شباط/فبراير للعودة إلى نجاعته التهديفية للهيمنة مجدداً على صدارة الهدافين مع 28 هدفاً في 32 مباراة، حينها أرخت مسألة رحيل "البرغوث الصغير" عن الفريق وعدم رغبته في البقاء على مستواه فتراجعت تأديته، كما وجد نفسه وحيداً من دون سواريس.

ستسلط الأضواء اليوم على هذه المواجهة الحديدية بين أفضل صديقين وهدافين اسطوريين: هدف من ميسي أو سواريس سيسمح لبرشلونة أو أتلتيكو بلمس بأطراف أصابعه كأس بطل الدوري الاسباني، وبعدما غاب سواريس عن مواجهة الذهاب على أرض فريقه بسبب اصابته بفيروس كورونا (فاز أتلتيكو 1-صفر)، سيكون حاضراً في الإياب لمواجهة للمرة الاولى فريقه السابق برشلونة في معقله في "كامب نو"... المقفل مجدداً أمام الجماهير بسبب تداعيات جائحة "كوفيد-19".

وعلى الرغم من الخصومة الآنية وأهمية هذه المباراة، لا يحوم الشك حول الشوق والتعاطف بين الأميركيين الجنوبيين، أصدقاء الأمس - أعداء اليوم في قمة لم شملهما مجدداً، فالأوروغوياني كان حاضراً خلال حفل زفاف قائد برشلونة في عام 2017، فيما رد الاخير التحية لصديقه في حفل زفافه في عام 2019، كما اعتادا أن يمضيا العطل الصيفية معاً، وتعتبر أنتونيلو روكوتسو زوجة ميسي الصديقة المقربة من صوفيا بالبي زوجة سورايس، فيما عبّر الثنائي الارجنتيني عن حزنه لرحيل الاوروغوياني وزوجته عن برشلونة بنشره رسائل تعاطف على مواقع التواصل الاجتماعي.

رغم ذلك، يتوجب على اللاعبَين وضع جانباً صداقتهما ومشاعرهما خلال 90 دقيقة في سعيهما لجلب اللمسة ما قبل الأخيرة لموسم منتظر للفريقين: من ناحية المدرب سيميوني، لانه لم يكن متوقعاً أن ينافس على اللقب بهذه السرعة بعد الموسم الماضي الانتقالي، ومن ناحية المدرب الهولندي رونالد كومان، لأنه يراهن عليه أي شخص أن يكون في هذا المركز المتقدم بعد كارثة عام 2020 التي مر بها النادي.

مسار برشلونة الأسهل على الورق

ويبدو المسار معبداً أمام برشلونة في الأمتار الأخيرة من الموسم أكثر من منافسيه أتلتيكو وريال، إذ وبعد لقائه رجال سيميوني سيتواجه في المراحل الثلاث الأخيرة مع ليفانتي وسلتا فيغو وإيبار، أما أتلتيكو، فيصطدم بعد برشلونة بريال سوسييداد الخامس في أصعب مباراة له في المراحل الثلاث الأخيرة لأنه يلتقي بعدها أوساسونا وبلد الوليد.

ويبقى المسار الأصعب ريال الذي يخوض الأحد مباراة لا تقل أهمية وصعوبة عن المواجهة بين برشلونة وأتلتيكو، إذ يستضيف إشبيلية الذي دخل بدوره صراع اللقب بما أنه يحتل المركز الرابع بفارق أربع نقاط عن كل من ريال وبرشلونة.

وسيكون المدرب الفرنسي زين الدين زيدان أمام مهمة صعبة لرفع معنويات لاعبيه بعد الخروج المخيب من نصف نهائي دوري الأبطال في منتصف الأسبوع الحالي، بالخسارة على أرض تشلسي الإنكليزي صفر-2 إياباً بعد التعادل ذهاباً 1-1.

ويعوّل النادي الملكي على سجله في مواجه إشبيلية خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ خرج منتصراً من مواجهاته الأربع الأخيرة أمام النادي الأندلسي ولم يخسر ضده في مدريد منذ كانون الأول/ديسمبر 2008.

ويأمل زيدان أن ينسى لاعبوه خيبة دوري الأبطال التي جعلت البعض يتحدّث عن ثورة في الفريق الموسم المقبل وعن رحيل الفرنسي عن القلعة البيضاء في تكهن أجاب عليه بطل العالم لعام 1998 بالقول "لا أفكر بالأمر. ما زلنا نصارع على لقب +الليغا+"، وتابع "الآن لدينا أربع مباريات متبقية في الدوري وما يتعين علينا القيام به هو أخذ قسط من الراحة لأننا نقاتل على اللقب. هذا مهم جداً، كانت بطولة دوري الأبطال جيدة جداً وكدنا نصل إلى النهائي. لن نستسلم مع تبقي أربع مباريات، علينا انهاء الموسم بأفضل شكل ممكن".

ويدرك زيدان أن على لاعبيه نقل تركيزهم بالكامل الآن الى صراع الدوري، لاسيما أن بانتظارهم مهمة صعبة في الأمتار الأخيرة لأنه وبعد لقاء غرناطة الثامن في المرحلة المقبلة، سينتقلون الى الباسك لمواجهة أتلتيك بلباو قبل اختتام الموسم في "الفريدو دي ستيفانو" ضد العنيد فياريال السادس.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد