قال حمود محمد عباد وزير الشباب والرياضة رئيس اللجنة المنظمة لخليجي 20 إن إخواننا وأشقائنا في الخليج حينما يأتون إلى بلدنا ينبغي أن يجدوا فينا ما وجده الحبيب المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) وهو إننا أهل حكمة وفكر واقتداء ونتسم بقدر واسع من الخلق الرفيع الذي يهتم بالضيف ويمنحه فرصة مناسبة لأن يكتشف أخلاقنا ونكون أمامهم محل اقتداء من خلال السلوك الذي سنمارسه بتعاملنا معهم فنشعرهم بأننا فعلا ً أهل قلب واحد وأهل عصبة واحدة ووحدة واحدة وأننا متحابون مترابطون ما يجعلنا ألقا ً إيمانيا ًحكيما ً في أرواحهم وأبصارهم .

 جاء ذلك في كلمة له اليوم في الدورة الثانية من المرحلة الأولى لخطباء مساجد الجمهورية في محافظة عدن للفترة من 23 ـ 28 أكتوبر الحالي والتي نظمتها الهيئة الوطنية للتوعية تحت شعار ( نحو خطيب جامع ) بحضور عبد الكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي في م / عدن وعلي ماطر الأمين العام للمجلس المحلي في م / لحج وعدد من الوكلاء ومدراء عموم المكاتب التنفيذية في المحافظتين وكوكبة من علماء الدين و83مشاركاً من خطباء المساجد في 7 محافظات .

 وأضاف : ينبغي أن يعكس أهلنا وإخواننا وعلماؤنا وأفاضلنا وخطباؤنا في دروسهم ومواعظهم كل المعاني الخيرة التي يدخلون بها عقول وصدور الناس .

 واستطرد قائلا ًونحن في رحاب الرياضة نعتبر أن كل معنى من معانيها وكل ملعب من ملاعبها ينبغي آن يكون كذلك ساحات لعبادة الله سبحانه وتعالى توجه في سياقات ترتفع بروحيات شبابنا وأخلاقياتهم في مصاف أخلاق الله وفي محبة الاقتداء بسيدنا رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ولعل هذا اللقاء لخطباء مساجدنا في الجمهورية وبالأخص في ثلاث محافظات عدن ولحج وأبين وعدد آخر من محافظات الجمهورية يجسد المعنى الكريم لطبيعة اللقاء الذي يوجد تواصلا ً ايمانيا ً بين أصحاب الكلمة الربانية في الاتجاه الذي يحقق التوافق ويمنع معاني الاختلاف وأنتم من يحمل كلمة الرسول العظيم بالتأكيد وأن الأرواح جنود مجندة ما تقارب منها ائتلف وما تنافر منها اختلف .

 ونحن مع وجوب القضاء على أنواع الاختلاف وفي مصاف الائتلاف لأن الخطيب الجامع هو الخطيب الذي يسعى إلى أن يجمع لا أن يفرق وما أحوجنا في هذه الأيام إلى هكذا لقاءات لتوحيد وجهات النظر ولتثبيت واحدية المسار الإسلامي في الخطاب العام الذي يمكن أن يقدمه المسجد لمصلحة الأمة فقط .

فمنبر الجمعة هو منبر الأمة وليس منبر الخطيب لأن الخطيب يتربع في هذا المكان تعبيرا ً عن واحدية الأمة التي يتعامل معها ولا ينبغي أن يكون بأي حال هذا الخطاب لغة لمذهب أو هوى لجماعة أو لحزب لأنه خطاب لله الذي جعل الأمة الإسلامية جميعها وجميع أفراد المجتمع مستخلفين له في الأرض.

وينبغي أن تجمع قلوبهم نحو ذكره وأن تتوحد إرادتهم في مصاف مقاومة غواية الشيطان الذي يدعو إلى التفرق والاختلاف ولا نتجه هذا الاتجاه إلا حينما نشعر بأهمية دورنا ورسالتنا في خلق هذا التوحد وهو المقصد الذي جاء به الإسلام .

 من جانبه أعرب عبد الكريم شائف الأمين العام للمجلس المحلي نائب محافظ عدن عن شكره للهيئة الوطنية للتوعية ولكل المخلصين المنضويين في إطارها وخدمة أهدافها الوطنية .

 ودعا المشاركين إلى المساهمة بفعالية في تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة وتكوين وعي ديني وطني مجتمعي يتسم بالواقعية والاعتدال والتسامح والمشاركة في بناء جيل ملتزم بمبادئ وقيم وأخلاقيات الدين الإسلامي الحنيف ومتشبع بحب الوطن والحفاظ على مكتسباته وثرواته ومقدراته والإسهام بفعالية في ترسيخ مبادئ الولاء الوطني، مؤكداً على ضرورة مشاركة كل الوطنيين والمفكرين والمثقفين وفي مقدمتهم رجال الدين والعلماء نظرا ً لأهمية ومكانه المسجد ودور الخطباء في التصدي للثقافات والسلوكيات التي لم نكن نعرفها ونسمع بها من قبل بعكس الآن حيث يتعرض الإسلام والمسلمون لمخاطر كبيرة بسبب بعض الجماعات التي تعيث في الأرض فسادا ً وتقتل النفس البريئة وتأتي بالفتاوى الخاطئة وتسمم عقول الشباب بأفكار بعيدة عن دين الإسلام الحنيف .

 ودعا جميع أفراد المجتمع إلى العمل بإرادة وثقة وحزم دون تردد للوقوف أمام السلوكيات المسيئة لتقاليد وقيم شعبنا العظيم وذلك من خلال الحفاظ على أبنائنا من الوقوع في مستنقع الأفكار الظلامية المتطرفة وكذا بذل الجهود في توعيتهم وإرشادهم نحو الطريق القويم وذلك في المسجد والمدرسة والبيت والشارع .

 وطالب شائف في ختام كلمته أولئك الشباب الذين وقعوا تحت تأثير الأفكار الظلامية الهدامة إلى مراجعة النفس والعودة إلى الله والتوبة والسير في طريق الآباء والأجداد ووفقا ً لتعاليم المدرسة الإسلامية القديمة التي جعلت من الإسلام دين محبة وتسامح وتكافل وبناء وأن يدركوا أن العنف وسفك الدماء ليس هو الطريق إلى الجنة . 

كما أكد كل من الدكتور محمد سعد نجاد مشرف الدورة والدكتور عبدالله أبو حورية النائب الأول للمدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية في كلمتيهما على ضرورة الاهتمام الفاعل في تشكيل المجتمع اليمني المسلم وبناء مقوماته على أسس سليمة واستخدام وسيلة منبر المسجد في التوعية لتحقيق مجتمع متعاون ومتكافل وأفراد يستشعرون روح المسؤولية التي تحترم الأنظمة والقوانين ويعملون بها بوعي تجاه قضايا الوطن والأمة.