دشن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان ( HRITC  ) صباح أمس السبت برنامجاً خاصاً حول الشرطة وتعزيز النزاهة بالتعاون مع مركز المشروعات الدولية الخاصة ( CIPE ) حيث يهدف البرنامج إلى رفع التوعية في الآثار الاقتصادية والاجتماعية للفساد ونتائجه المدمرة للمجتمع.

وفي حفل التدشين أوضح الأخ/ عز الدين الاصبحي ـ رئيس مركز المعلومات أن الشرطة هي إحدى المؤسسات التي لها دور مهم في هذا المجال الهام بل وتمثل الصدارة من حيث الاهتمام والدور المطلوب منها في عملية مكافحة الفساد.

كما أشار الاصبحي إلى أن عملية مكافحة الفساد وتعزيز النزاهة في المجتمع هي قضية مجتمعية تقوم بها مختلف المؤسسات وقطاع المجتمع المدني وعلى رأسها مؤسسة الشرطة كون الفساد في المفهوم الاجتماعي والقانوني جريمة يجب التصدي لها بقوة وشراكة، متكاملة منوها إلى أن المركز قد عمل في السابق مع كافة القطاعات المختلفة في قضية الفساد.

وقال: إذا استطعنا تقوية الأجهزة الأمنية وجعلها تقوم بدورها كما ينبغي استطعنا أن نقي بلادنا الكثير من المشاكل.

فيما تحدث الدكتور/ عبد الوهاب الآنسي ـ المدير الإقليمي لمركز المشروعات الدولية عن الصورة المشوهة عن اليمن في الخارج والصورة التي يحاول الإعلام بشكل عام خلقها.

مؤكداً أن مشكلة اليمن هي مشكلة تنموية وأن غياب التنمية في بلد يملك الامكانيات كاليمن من شواطئ وعمالة وما إلى ذلك لشيء مؤسف جداً.

وذكر أن السبب في كل ذلك هو وجود الفساد في كل شيء وفي معيشة المواطن حتى أصبح ظاهرة اجتماعية يومية ضرورية وحتمية مشيراً إلى أن الحل ليس أخلاقياً ودينيا بل يجب التعامل معه من خلال تأثيره والتعاون والتكاتف بين الدولة والمنظمات والمجتمع بشكل عام وان يكون له أولوية خاصة في مكافحته.

من جانب آخر أكد علي منصور الشميري مدير عام العلاقات العامة بوزارة الداخلية أن هذا المشروع من أول الاحتياجات لدى الدولة لحاجتها لبيئة تنموية خالية من الفساد وذكر أن عبارة الفساد هي كلمة مختزلة لكل الإخفاقات التي أصابتنا والتعبير الأدق لفشلنا.

وتخلل الحفل عرض لفيلم ( الوحش الكاسر ) للمخرجة خديجة السلامي والذي تحدث عبر الصورة الناقلة للواقع عن الممارسات اليومية للفساد في كثير من المرافق الحكومية مع تصوير حي لكثير من عمليات الابتزاز والرشوة وأشارت السلامي إلى أن الفيلم قد اخذ منها قرابة العامين في التصوير بسبب إيقافها ومنعها من التصوير واتهامها برشوة البعض لإظهار فساد في البلد مؤكدة أن الغرض من هذا الفيلم ليس التشهير وإنما عرض الحالة التي نعيشها وكشفها للرأي العام ومحاولة معالجتها.

هذا وتشمل أنشطة المشروع الذي يستمر لعشرة أشهر دورة لعشرين مدربا لينفذوا عشرين ورشة عمل في ثلاث محافظات تعز وعدن وحضرموت بالإضافة إلى الأمانة وتستهدف في مجملها 900 مسئول من الموظفين المختصين بإصدار الجوازات والهوية الشخصية ( ضباط إدارة الجوازات ) وضباط الشرطة وكذلك طلاب المراحل المتقدمة والمتدربين في أكاديمية الشرطة.