ناقش المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل مساء أمس العلاقات اليمنية الألمانية بمناسبة مرور أربعين عاماً على تجديد اتفاقية التعاون الثنائي بين اليمن وألمانيا ومرور عشرين عاماً على تحقيق الوحدة اليمنية والوحدة الألمانية .

وأكد الدكتور/ محمود الشعبي ـ أستاذ التاريخ والعلاقات الدولية بجامعة صنعاء أن العلاقات اليمنية الألمانية تختلف كثيراً عن علاقات اليمن مع فرنسا وهولندا وإنجلترا، تلك القوى التي فرضت وجودها الاستعماري في أفريقيا وأسيا بالقوة العسكرية, وأن علاقات البلدين في العقود الثلاثة الأخيرة تعيش أزهى مراحلها على الإطلاق وأنها مستمرة وبنفس الزخم.

وقال الشعبي في محاضرة له بالمركز أن زيارات الرئيس اليمني/ علي عبدالله صالح, المتعددة إلى ألمانيا ساهمت في توثيق علاقة البلدين, وأن هناك الكثير من النشاط الحكومي بين البلدين, واستمرار نمو الاستثمارات الألمانية في اليمن, وأصبحت اللغة الألمانية في مدارس وجامعات اليمن بالدرجة الثانية بعد اللغة الانجليزية.

وأوضح أنه يوجد حالياً في ألمانيا أكثر من ألفين طالب يمني يدرسون في مختلف الجامعات, ويوجد مجموعة من الطلاب الألمان في جامعة صنعاء وبعض الجامعات الأخرى, ما يعني توطد العلاقات بين البلدين بشكل أكبر.

وأوضح الشعبي أنه وحتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لم تكن ألمانيا قد توحدت، وكانت مقسمة إلى عدة إمارات شبه مستقلة، تخضع لسيادة اسمية ضعيفة يمتلكها أباطرة آل هابسبوج، وهناك عوامل كثيرة أعاقتها عن المشاركة في حركة الكشوف الجغرافية والاستعمارية، حتى نهاية القرن التاسع عشر، أهمها بعدها عن البحار المفتوحة، وانشغالها في الحروب الدينية.

وأنه لتلك الأسباب وغيرها انحصرت علاقاتها "باليمن" من بداية القرن السابع عشر وحتى مطلع القرن العشرين، بنشاطات فردية قام بها مغامرون ورحالة ومستكشفون ومستشرقون وعلماء أثار وطلاب علم.

وأوضح الشعبي أنه منذ توحيد ألمانيا عام 1871 وحتى نهاية الحرب العالمية الأولى، كانت علاقاتها باليمن تمر عبر الدولة العثمانية، باعتبار شمال اليمن ولاية عثمانية, وبسبب وجود تمثيل قنصلي ألماني في مستعمرة عدن، من بداية القرن العشرين، منوهاً أنه وجد في بعض الوثائق الألمانية ما يدل على أن تجاراً من شمال اليمن كانوا يستوردون من مستعمرة عدن بعض المنتجات الصناعية الألمانية، ومن غير المستبعد أن يكونوا قد صدروا لها كميات من البن وبعض المنتجات الزراعية والحيوانية الأخرى.