نشرت وكالة" أنباء فارس " تصريحاً على لسان محمد حسين جراغي ـ رئيس منظمة التجارة في محافظة الأحواز العاصمة (ماتسمى بخوزستان) ـ حول موضوع إقامة معرضين تجاريين في محافظات البصرة وميسان العراقيتين والمحاذيتين لجنوب قطر الأحواز المحتل، لعرض البضائع التجارية والمنتجات الزراعية الفارسية بهدف الاستحواذ على أسواق هذه المحافظات لتكون جسر عبور إلى باقي المحافظات العراقية من أجل الهيمنة الاقتصادية التي تُكمل بدورها الهيمنة السياسية والعسكرية التي فرضتها الدولة الفارسية بواسطة المليشيات الموالية لها منذ سقوط بغداد عاصمة الرشيد عام 2003 م وحتى الساعة.


رغم أننا لسنا بصدد التعليق على التغلغل السياسي والعسكري في العراق، لأنه واضح وضوح الشمس للجميع، لكن ما نود الإشارة إليه هو أن الغزو الاقتصادي لا يقل خطورة ومرارة من الغزو السياسي الموجود في بلاد الرافدين، وما يحز في قلوب أبناء هذه الأمة ومنهم الأحوازيين بشكل خاص الذين اكتووا بنار الاحتلال الفارسي ـ أن تُركز القوى القومية والوطنية العربية وحتى العراقية منها حول الدور والتغلغل السياسي للدولة الفارسية في العراق وتترك التغلغل الاقتصادي الاستعماري الهادف إلى السيطرة والهيمنة على خيرات هذا البلد الغني من كل النواحي والجوانب وأيضاً رغم الأهمية البالغة لضرورة التصدي للمشاريع السياسية والثقافية الفارسية، لكن تبقى الجوانب الأخرى التي لا تقل أهمية عن الجانب السياسي، لذلك نعتقد أن تجاهل النفوذ الاقتصادي سيكلف العراق الكثير من الخسائر على المدى القريب والبعيد.
إن الدولة الفارسية تعرف جيداً أهمية هذا الجانب من مشروعها الكلي في هذه المنطقة، ولهذا السبب بدأت بالتركيز والعمل الجاد لتفعيل كل إمكانياتها السياسية الجاهزة والإقتصادية المتفوقة لتنفيذها في العراق.
هذا وفي خطوة أخرى تتمحور على هذا المشروع وترمي إلى تحقيق هدف أخر ـ أعلن المدير العام لشركة بناء المدن الصناعية رضا طاهري: عن توافقات تمت بين الدولة الفارسية والعراق !! على بناء مدينة صناعية في منطقة الجذابة الأحوازية الواقعة بين البلدين، بهدف تعزيز التبادل التجاري والصناعي والاستفادة من الخبرات الموجودة لدى الجانبين، مؤكداً أن الإجراءات اللازمة لبناء هذه المدينة من حيث الدعم المالي قد تمت ودخلت حيز التنفيذ.