وقائع الندوة العلمية "منهج التسامح والتصالح في الجمهورية اليمنية ـ عدن"

التأكيد على تفعيل دعوة فخامة الرئيس للتسامح والتصالح ونبذ ثقافة الكراهية والعمل على كتابة تاريخ الحركة الوطنية ومسيرة شعبنا بحيادية مطلقة

2011-01-16 00:58:02 تغطية/ سالم لعور


برعاية كريمة من فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح "حفظه الله" وتحت شعار "اليمن أولاً" أقامت جامعة عدن أمس الندوة العلمية عن "منهج التسامح والتصالح في الجمهورية اليمنية ـ عدن" وذلك بقاعة ابن خلدون

كلية الآداب جامعة عدن بحضور الأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور ـ رئيس جامعة عدن وعبدالكريم شائف ـ نائب محافظ عدن ونواب رئيس الجامعة وشخصيات اجتماعية وأكاديمية وتربوية ومثقفين وطلاب وطالبات

جامعة عدن.
وتناولت الندوة "3" محاور المحور الأول الخلفية التاريخية للدولة اليمنية الحديثة منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى قيام الوحدة اليمنية والمحور الثاني "غياب ثقافة التسامح التصالح في الفكر الشمولي السائد قبل الوحدة

اليمنية" والمحور الثالث "آفاق التطور المستقبلي لبناء اليمن الحديث".
بدأت الندوة في جلستها الافتتاحية الأولى بكلمة للأستاذ الدكتور/ عبدالعزيز صالح بن حبتور ـ رئيس جامعة عدن أشار فيها بأن "منهج التسامح والتصالح في الجمهورية اليمنية مستوحاه من طبيعة الحدث والزمان والمكان التي

وقعت في مثل هذا الشهر يناير قبل "25" عاماً ومستلهمة من الدعوة الكريمة بفخامة رئيس الجمهورية لإقامة هذه الندوة التي تخدم الوطن والاستفادة من عبر ودروس الماضي الأليم بروح وفكر تسامحي تصالحي أخوي منفتح

على الجميع كما حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف.
وأوضح رئيس جامعة عدن أن الضرورة التي استدعت عقد الندوة تتمثل في أن المناسبة التي نعيش بها كانت فاجعة لما ألم بجزء من الوطن في 13 يناير 1986، تدفعنا لمعالجة نتائج وآثار هذه المأساة من زوايا أخلاقية وإنسانية

ودينية وأن نسمي الأسماء بمسمياتها مع البحث عن علاج حقيقي لاستئصال هذا الألم من النفوس والواجدان ويناير هي محطة من المحطات المآساوية للوطن، لها أسبابها الموضوعية الذاتية ومنها السلسلة الطويلة من الأحداث التي

دارت بين أجنحة الحزب الشمولي الواحد الذي كان مبني على ثقافة ونهج إقصاء الآخر والعشائرية والمناطقية والقروية وثقافة النهج الستاليني البرجوي المتطرف في معالجة أي حدث على أساس إقصائي مشيراً إلى أن تلك الفترة

التي شهدت تغييب العقل والقيم الدينية والإنسانية والاتجاه الاقتتالي والتصفيات الجسدية، قد ولدت مصاعب إضافية لواقع الحال آنذاك وقد استقر الوضع المحزن حتى يوم 22/ مايو/ 1990م بتحقيق الوحدة اليمنية

المباركة، وأضاف الدكتور/ بن حبتور أن نهج التصالح والتسامح الذي عبر عنه فخامة الرئيس هو منهج أصيل علينا التعلم منه وأن التمترس خلق أراء متشددة على أساس التشدد الفكري والمناطقي والسياسي هي لا تمت

للسياسية بصلة وتطوير هذا "المنهج التسامحي في سلوكياتنا وأن الحفاظ على الوحدة اليمنية وقيمها التسامحية ونهجها الديمقراطي التعددي هي الضمان الوحيد للتخلف من آثار الماضي للنظام الشمولي فالوحدة هي حاملة منهج

التسامح في جوهرها وصمام أمان التعددية والديمقراطية كما أن إجراء الانتخابات القادمة في أبريل القادم هي إحدى المحطات لهذا النهج الديمقراطي كما أن التوجه نحو التعديلات الدستورية بما يضمن نقل الصلاحيات في المركز

إلى السلطات المحلية في المحافظات أحد علامات التطوير القانوني المصاحب للتجربة الديمقراطية الناجحة في بلادنا وباسمى وباسم كل الأساتذة الأكاديميين في جامعة عدن نؤكد على أهمية تمسك جميع الأحزاب والتنظيمات بمنهج

التسامح والتصالح تحت سقف الوحدة والثوابت الوطنية بعيداً عن المزايدات والمكايدات والسياسية والمصالح الأنانية الضيقة.
وتطرق الأخ/ عبدالكريم شائف الأمين العام لمحلي محافظة عدن "نائب محافظ عدن" في كلمته:
(من خلال هذه المحاور الثلاثة الهامة للندوة والتي شارك في إعدادها 54 شخصية أكاديمية تتضح من خلالها الفائدة العظيمة لما تحويه تلك المحاور والنقاشات وتشكل إضافة طيبة لتلك الأفكار النيرة النابعة من الضمير الحي

سواء من شخصيات سياسية ووطنية ومثقفين أو مواطنين بمختلف توجيهاتهم الذين يهدفون دائماً إلى تعزيز الروح الوطنية وترسيخ الوحدة الوطنية من أجل بناء اليمن الحديث الموحد وأن فتح ملفات الماضي ليس بنكاية بأحد بل من

أجل الاستفادة لحل الحاضر والانطلاق نحو المستقبل.
وأضاف واعتبار الوطن يتسع للجميع دون أن يستثنى أحد وإن وجدت التباينات والاختلافات السياسية، بأن الاستفادة من المسيرة الطويلة للوطن هي فرصة لكل القوى السياسية لإعادة تقييم أساس واحترام الآخر وتكمن قوة الوطن

في تلاحم أبنائه وأن السبيل الوحيد لإدارة الحكم تكمن من خلال الوسائل الديمقراطية السلمية وأن طريق العنف والالتفاف على تقاليد وأصول العمل السياسي ستكون نتائجها كارثية ومدمرة على الجميع في هذا الوطن ولنا في كارثة

13 يناير عبرة، فكانت من اكبر المحطات دموية وكارثية في تاريخ الشعب وفي لحظة طيش سياسي فقد الوطن الآلاف من قيادته وكوادره وأبنائه دون أن يكون هناك شيء يستحق لهذه الدماء والأرواح وان التسامح يحتاج لروح

وطنية صرفة.
وتناول الدكتور مهدي علي عبدالسلام –عضو مجلس النواب- ملخصاً للمحور الأول "الخلفية التاريخية للدولة اليمنية الحديثة منذ قيام ثورتي 26 سبتمبر1962م و14 أكتوبر 1963م وحتى قيام الوحدة اليمنية"

نبذة عن تاريخ وحدة اليمن تاريخياً والتي ورد باسم اليمن في كثير من المراجع التاريخية والدينية حتى فجر الإسلام وقد جمع العلماء أكثر من "150" حديثاً في فضائل اليمن وتناولت مقدمة المحور الأول بعض الأسس

والحقائق التاريخية والجغرافية والثقافية والاجتماعية والدينية التي تؤكد على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً مروراً بتولي حكم الإمامة في شمال اليمن عام 1918م وحتى 1962م وانطلاق ثورتي سبتمبر وأكتوبر مروراً بالمراحل

التاريخية 30 نوفمبر وإعلان قيام جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية التي وحدت 23 سلطة وإمارة ومشيخة ضمن إطار دولة الحزب العربي التي عزز وجدودها الاستعمار أثناء احتلال الجنوب "سابقاً" ومرور بمرحلة

السبعينيات مع ما أفرزته من حروب بين الشطرين "حدودياً" ومنها حرب 1972م وما تلا ذلك من قمم واتفاقيات بين قيادتي الشطرين كتلك التي حدثت في 15/2/77م واتفاقية الكويت 28 مارس 1979م وقمة

صنعاء 1988م وإعلان اتفاقية عدن الوحدوية في 30 نوفمبر 1989م وقمة صنعاء 24-26 ديسمبر 1989م وحتى اندماج دولتي اليمن في دولة واحدة في 22 مايو 1990م.
وقالت د/ مهجت أحمد علي ملخصاً للمحور الثاني:
ويتناول غياب ثقافة التصالح والتسامح في عهد الحكم الشمولي وترسيخه في ظل دولة الوحدة وفي فكر الرئيس/ علي عبدالله صالح ومنهجه في إشاعة أجواء التسامح والوفاق والتقارب بين مختلف الأطراف السياسية الفاعلة

عقب إعادة تحقيق الوحدة في 22 مايو 1990م ورغباته التسامحية لإلغاء ملفات صيف 1994م بإلغاء الأحكام القضائية التي صدرت بحق الـ 16 المتسببين في تلك الحرب
والعفو عن جماعة المتمردين الحوثيين وصرف التعويضات لهم وإطلاق المتعقلين وإعادة الأعضاء الخاصة إلى وظائفهم وقبوله بوساطة خارجية في أمر داخلي لإثبات حسن النية لإعطاء فرصة لهؤلاء الشباب بالعودة عن تمردهم

وكذا إعادة أكثر من 35 ألف عسكرياً إلى الخدمة في الجيش كمعالجة لأزمة المتقاعدين خلال الفترة 2006- 2007م وإعلانه في إطار الاحتفال بالذكرى الـ 20 لوحدة 22 مايو 2010م قراراً بالعفو العام عن

معتقلي الحراك الجنوبي والمتمردين الحوثيين في الشمال وعن الصحفيين المسجونين، داعياً الجميع للاستفادة من العفو الرئاسي ليكونوا صالحين والتزامهم بالدستور والقانون.
وتناول المحور الثالث الذي تلاه الدكتور/ احمد مهدي مقبل –عميد كلية العلوم الإدارية:
"آفاق التطور المستقبلي لبناء اليمن الحديث"، حيث أشار إلى أنه بتحقيق الوحدة اليمنية انتقلت الجمهورية اليمنية والنظام الشمولي إلى بنيان دولة تأسست على مقومات فلسفية وسياسية واجتماعية شكلت دعائم أساسية للدولة اليمنية

الحديثة التي ترتكز على المقومات التالية: تشريع اللامركزية وتجديد النهج الديمقراطي وتطوير المنظمة السياسية وفلسفة إدارة الدولة.
وتلي في الندوة البرقية المرفوعة من المشاركين في الندوة "منهج التسامح والتصالح في الجمهورية اليمنية إلى فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح وفتح باب النقاش والمداخلات التي تناولت تقييم الندوة وتم إثراؤها على ضوء

تلك المداخلات.
وتلا الدكتور/هشام السقاف البيان الختامي الصادر عن الندوة الذي ذيل بالتوصيات ومنها التأكيد على أهمية التفاعل مع دعوة الرئيس للتسامح والتصالح ونبذ إقامة الكراهية والعمل على كتابة تاريخ الحركة الوطنية ومسيرة شعبنا

لتحقيق الوحدة بحيادية مطلقة وإلى إثراء المناهج الدراسية لطلاب المدارس الموحدة والثانوية والجامعية بقيم التسامح والتصالح التي أرساها فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح –حفظه الله- وتبني الجامعات اليمنية إقامة

الندوات والمؤتمرات العلمية حول تعميم مبدأ التسامح والتصالح ونبذ ثقافة الكراهية بين أبناء اليمن الواحد والتصدي لكل الدعوات الانفصالية والمتطرفة والدعوة لتشكيل هيئة وطنية عريضة لتبني فهم التسامح والتصالح والقيام

بالتوعية الوطنية لهذا النهج بين أوساط المواطنين.
وإعلان يوم 15 يناير 2011م "يوم انعقاد هذه الندوة" يوماً وطنياً للتسامح والتصالح تقام فيه الفعاليات والاحتفالات لتكريس مبدأ هذا المنهج المستندة على ديننا الإسلامي الحنيف وثقافته اليمنية العربية الأصيلة.
وتوصية الأكاديميين في الجامعات اليمنية القيام بالدراسات المعمقة لأسباب اتخاذ الصراع والعنف وسيلة لمواجهة الاختلاف بالرأي بين الخصوم والبحث في المخارج العملية لهذه الظاهرة.
 وتوصية للباحثين والأكاديميين بالدراسة المتعمقة لتراث وفكر الرئيس/ علي عبدالله صالح الذي انتهج ورسخ منهج التسامح والتصالح طيلة قيادته الحكيمة للبلاد.. وتعزيز المنهج الديمقراطي ومساندة التعديلات الدستورية

بوصفها ضرورة من ضروريات التطور لدولة الوحدة وتشكيل لجان وطنية لتفعيل ومتابعة نتائج هذه الندوة.
ومنح درع جامعة عدن للتسامح والتصالح انطلاقا من القيم الإنسانية التي ميزت نهج الرئيس/ علي عبدالله قررت جامعة عدن منحه الدرع الأول عرفاناً لترسيخه مبادئ هذا النهج التصالح التسامح.


الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد