نظم "صحفيون من أجل التغيير" مؤتمراً صحفياً في ساحة التغيير بالعاصمة صنعاء للوقوف على حقيقة المجازر التي ارتكبها نظام صالح في حق المعتصمين سلمياً في ساحات التغيير وميادين الحرية على مستوى الجمهورية، حيث تم الكشف عن أرقام مهولة توضح حجم الكارثة الإنسانية لانتهاكات حقوق الإنسان في اليمن, التي فاقت حسب الأرقام والإحصائيات الأولية ضحايا ثورتي تونس ومصر.

حيث كشف أسعد محمد عمر - مسئول وحدة المساعدة القانونية بالمرصد اليمني لحقوق الإنسان- في تقرير له، عن سقوط أكثر من 117 قتيلاً وأكثر من 8000 مصاب، بينهم أكثر من 1000 حالة بالرصاص الحي.

كما كشف التقرير عن استخدام نظام صالح للعديد من الأساليب التي مارسها في حق المعتصمين سلمياً، ومنها القوة المفرطة ضد المعتصمين، واستخدام الرصاص الحي والقنابل السامة المحرمة دولياً, وكذا غازات انتهت مدة صلاحيتها، بالإضافة إلى استخدام العصي الكهربائية والهراوات, واستخدام السيارات في الملاحقات والدهس, كما استخدمت عدد من سيارات الإسعاف في قمع بعض المعتصمين الذين تم نقلهم على سيارات الإسعاف وفي داخلها أشخاص تابعين للنظام قاموا بتعذيب الجرحى, كما رصدت التقارير منع سيارات الإسعاف من الوصول إلى الجرحى في الموجهات التي اندلعت بين المعتصمين وقوات الأمن اليمنية.

كما رصد التقرير الحقوقي حدوث عمليات اختطاف منظمة، قام بها مسلحون في زي مدني، حيث بلغ إجمالي ما تم رصده من تلك الحالات أكثر من 37 حالة بعضهم مازال مختفياً حتى الآن.

كما استخدم النظام قناصة متخصصين في الرماية عن بعد وبأسلحة متطورة تم استخدامهم في قتل المعتصمين من على أسطح بعض البنايات ويتحركون في محيط الساحات، كما لجأت السلطة إلى التجسس ومراقبة الاتصالات والمواصلات ومداهمة مقرات حقوقية وإعلامية، بالإضافة إلى القيام بحملة تحريض واسعة ضد المعتصمين ومحاولة الزج باليمن في حرب أهلية, واستخدام فتاوى دينية في أغراض تخدم النظام في اليمن، ولم يستثن الطلاب والطالبات في التقرير حيث رصد التقرير تعرض عدد من طلاب وطالبات المدارس اليمنية إلى الفصل من مدارسهم بسبب مشاركتهم في اعتصامات ثورة الشباب ورصدت التقارير فصل أكثر من عشرين طالبة في إحدى مدارس مدينة تعز بسبب حضورهن مع أهاليهن في ساحة الحرية.

من جانب آخر رصدت تقارير مركز الحريات الصحفية على لسان رئيسه محمد صادق العديني، أكثر من 168 حالة اعتداء على الصحافيين في اليمن في أقل من شهرين, الأمر الذي يعد كبيراً بالمقارنة مع أرقام الأعوام الماضية، حيث سجلت العام الماضي 232، و219 للعام الذي قبله، مقارنة بـ 168 حالة انتهاك خلال 7 أسابيع فقط.

 وتوقع العديني أن تزداد الانتهاكات في الأيام القادمة لاقترابها من أيام الحسم - حسب قوله- ، كما سرد التقرير حالات الانتهاك وأسماء الإعلاميين المعتدى عليهم وكذا الوسائل الإعلامية وأبرزها قناة الجزيرة كأكثر قناة فضائية عربية تعرضت لانتهاكات واعتداءات، وحملت تلك التقارير مسؤولية كل تلك الانتهاكات الرئيس اليمني/ علي عبد الله صالح، يليه قائمة سوداء متورطة في تلك الجرائم، قال المركز إنه سيتم ملاحقتها قضائياً والقائمة هي على النحو التالي: قيادة جهاز الأمن القومي، قيادة جهاز الأمن السياسي، قيادة قوات الأمن المركزي، وزارة الإعلام، وزارة الداخلية، قيادة التوجيه المعنوية.

 وفي السلك العسكري رصدت تلك التقارير أكثر من 250 حالة اختطاف وتعذيب وإهانات لشخصيات عسكرية بينهم ضباط على يد الحرس الجمهوري والأمن المركزي.

وطالب مركز التأهيل وحماية الحريات الصحفية في اليمن الرئيس صالح بالتنحي الفوري عن الحكم، لأنه أصبح يمثل خطراً فادحاً على اليمن وسلمه الاجتماعي والديمقراطي والسياسي. 

كما حمل التقرير الرئيس صالح مسؤولية كل تلك الاعتداءات التي تستهدف الصحفيين والناشطين والحقوقيين.