ضم أكثر من "80" مؤسسة وجمعية ومركز وملتقى ..

سلفيو اليمن يشهرون ائتلافاً موحداً من تعز وناطقه الرسمي يتحدث لـ"أخبار اليوم" عن ثورة الشباب

2011-05-07 18:59:47 تقرير/ رياض الأديب


رياح التغيير بدأت في بلاد العرب وهي ناتجة عن عدد من الأسباب، أهمها الظلم والفساد وتكميم الأفواه, ولكن ليس معنى ذلك أنه لا يوجد ظلم في كثير من بلدان العالم كما في أفريقيا وأوروبا وحتى أمريكا , ولكن أن يخص الله بلاد العرب فهو ما يطلب منا أن نحكم عقولنا ولا بد لجميع الأطراف من تقديم التنازلات لتجنب اليمن الحرب والأشلاء والدماء .
كان هذا جزءاً من إيضاح الشيخ/ أحمد بن حسن المعلم في رده عن سؤال حول موقف أهل السنة والجماعة من الأحداث الجارية في اليمن وذلك في الجزء الأول من ندوة ( رؤية شرعية للأحداث في اليمن ) والتي كانت ضمن البرنامج الثقافي للملتقى السلفي العام الثاني .
"أخبار اليوم" حضرت حفل إشهار الائتلاف السلفي وأعدت التقرير التالي:

صباح أمس الأول وبما يتناسب مع عاصمة الثقافة اليمنية يعد حدثاً فريداً في تاريخ اليمن المعاصر والجزيرة العربية بشكل عام, أُشهر بمحافظة تعز الائتلاف السلفي اليمني والذي يضم بين جوانحه أكثر من ثمانين مؤسسة وجمعية ومركز وملتقى سلفي في اليمن وبحضور جمع غفير من سلفيي وعلماء اليمن الأجلاء .
على هامش الإشهار أكد الشيخ / أبي الحسن المأربي – الناطق الرسمي للائتلاف – في تصريح خاص لـ" أخبار اليوم " أن الائتلاف علمي دعوي قبل كل شيء، مضيفاً في معرض رده حول على سؤال طموح الملتقى إلى تأسيس حزب سياسي في المستقبل : موقفنا واضح من السياسة ونشارك بقدر ما نرى المصلحة في ذلك ونعتزل بقدر ما نرى المفسدة في المشاركة , وهذا راجع إلى علماء السلفية، إن رأوا الأمر انفع شاركوا وإن ليس بأنفع لن يشاركوا وليس عن طريق حزب سياسي كما أسلفنا .
وعن الوضع الراهن وما تشهده اليمن وعدم تحديد موقف وصريح من الأحداث قال الماربي: نحن بينا عدم التحامنا مع أي طرف من الأطراف وذلك للأسباب التي وردت في كلمة المتلقي بما يغنى عن إعادتها ..
وحول استفسار الناطق الرسمي للائتلاف الشيخ/ الماربي عن عدم تأييد ثورة الشباب كما العلماء المصريون قال: إن علماء اليمن قالوا مقالتهم في وقت من الأوقات، فلما لم يستمع بعض الناس لشيء والبعض الآخر استمع لشيء آخر رأى علماء اليمن أن يكون لهم موقف بالطريقة التي سمعتموها .
وعن موقف علماء السلف من القضية الجنوبية وما يدور في صعدة وخروجها عن النظام أردف الناطق الرسمي: نحن ننظر إلى أن القضية الجنوبية جزء من قضايا اليمن ولا بد أن تحل بالطرق المشروعة أيضاً ولا تخرج هذه القضية عن بقية قضايا اليمن وكل هذا يعالج بما فيها قضية صعدة بالطرق الشرعية والصحيحة وإن ينظر إلى أسباب الفتن فتنتهي الإغراض إن شاء الله .

وفيما يتعلق بالمبادرة الخليجية وما يشوبها من تهرب طرفي المعارضة والسلطة من بعض بنودها أوضح الناطق الرسمي تأييدهم لها على اعتبار أن كل الأطراف متفقون عليها حقناً للدماء والمؤمنون عند شروطهم : اتفقوا – رضوا – يفعلون , أما قول طرف موافق وآخر معارض فهي أخبار نسمعها ولا نعلم حقيقتها ,, لكن أريحك من ذلك كله لطالما وأنهم اتفقوا عليها هم ملزمن بها ومن حاول أو عطل المسيرة سواء هذه الطرف أو ذاك فهو مخطئ ويجب أن يقال له أنت مخطئ .
ويتابع الشيخ/ الماربي: في حال تبين أن أحد الأطراف رفض المبادرة فإن موقفنا سيكون المناصحة وفي حالة رفضه فإن الأمور بيد الله عز وجل .
وحول ما يشاع أن السلفيين ليسوا على قلب رجل واحد بشأن ثورة الشباب وتباين موقفهم بين محايد ومؤيد ـ نفى الرجل صحة ما يشاع، كون الاختلاف يكون على جزئيات، بما لا يعني اختلاف القلوب، وتوحد رؤية السلفيين لا تؤخذ من موقف واحد ولو أخذنا موقفنا مما يدور في الساحة , لا اختلفنا في هذا ـ حد قوله ـ مضيفاً: لا يعني أننا مختلفون في أصول عامة وثوابت كبيرة وقضايا أكبر من هذه الأحداث , هذا الاختلاف دليل وضوح الدعوة السلفية ودليل على مرونتها ودليل على أنها تقبل الخلاف فيما بينها طالما وأنه ليس بالثوابت وهذا مما تمدح به الدعوة السلفية لا تذم به .
وبالرجوع إلى كلمة الملتقى الذي نظمته جمعية الحكمة اليمانية الخيرية وشركاؤها، تحت شعار"نحو كيان موحد للدعوة السلفية في اليمن" قال الشيخ/ عبدالعزيز الدبعي ـ رئيس الملتقى ـ في كلمته التي ألقاها بالمناسبة : إن انعقاد هذا الملتقى يأتي في ظل منعطف تاريخي للأمة اليمنية، وفي أزمة حادة تمر بها اليمن، مما يحتم علينا وعلى جميع العقلاء أن يضطلعوا بمسئولياتهم لتقديم رؤية شرعية واقعية يستفيد منها أبناء اليمن للخروج من محنتهم، وتصور واضح للحلول والرؤى التي يمكن أن تساعد على بث روح الأخوة الإيمانية وتوجيه رسالة لأبناء اليمن ندعوهم فيه للتعاطي مع المبادرة الخليجية كمدخل حقيقي لحل الأزمات السياسية والاقتصادية والعسكرية في اليمن، خاصة إذا تم التعامل معها بصدق وإيجابية.
وأضاف الدبعي: الملتقى السلفي ينطلق من مبدأ المسئولية الملقاة على عاتق العلماء والدعاة في تقديم النصح والحلول الممكنة لأبناء اليمن عموماً، للخروج من محنتهم والتغلب على خلافاتهم ونزاعاتهم وتغليب مصلحة الأمة وأمنها واستقرارها على أية مصالح حزبية أو شخصية، داعياً الشباب والسلطة والمعارضة إلى أن يجنبوا اليمن الفتنة وأن يتعاملوا بمصداقية حقيقية مع الأزمة وأن يكونوا مفاتيح للخير ومغاليق للشر.
وفي حفل إشهار الملتقى الذي شاركن فيه نساء كخطوة أولى ضمن فعاليات هذا التيار الديني ـ ألقى الشيخ/ محمد سعيد العدني كلمة المؤسسات المشاركة قال فيها : وما هذا الائتلاف إلا لبنة من تلك اللبنات التي نسعى به جمعياً لترتيب الصف الدعوي وتوحيد المواقف وجمع الكلمة ,: وهذا أمر دعت إليه الشريعة الإسلامية وبينت أهميته وحذرت من ضده , مردفاً: وما أحوج أبناء الدعوة الواحدة إلى مثل هذا الأمر لا سيما في مثل هذه الظروف الصعبة والأيام الحالكة والأزمات التي تمر به الأمة الإسلامية بعمومها وبلدنا على وجه الخصوص .
وتضمن البرنامج ندوتين الأولى بعنوان "رؤية شرعية للأحداث في اليمن" وكان ضيوفها كل من الشيخ/ أبي الحسن المأربي، والشيخ/ أحمد بن حسن المعلم، وأدارها الشيخ/ صادق السفياني، الندوة وصفت الأزمة بأنها أزمة مستعصية وخطيرة وإذا لم يتداركها العقلاء في اليمن قد تؤدي إلى الكوارث والمهالك في اليمن وعلى الجميع أن يضعوا نصب أعينهم موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلح الحديبية الذي قدم فيه مصلحة الأمة والدعوة الإسلامية.
وقال المعلم : على الجميع أن يعلم أن رياح التغيير قد بدأت ليس في اليمن فحسب، بل في العالم العربي ومرد ذلك إلى الظلم والاستبداد والتسلط وهذا موجود في أفريقيا وأمريكا الجنوبية متسائلاً: لماذا يراد لهذا التغيير أن يكون في المنطقة العربية فقط؟، وما هي أبعاد ذلك، منوهاً بأنه لا بد من ضبط حركة التغيير لكي لا تنحرف عن مسارها طبقاً لقواعد الشرع ولكي لا يستغلها أعداء الأمة في خدمة أهدافهم.
ودعا المعلم عقلاء الأمة وأهل الحل والعقد إلى الإسراع في إيجاد الحلول والتوفيق بين الأطراف من أجل خدمة الأمة الإسلامية والحفاظ على وحدتها وقوتها وعزتها وكرامتها وهو ما يجب أن تكون عليه حركة التغيير، كما دعا أيضاً إلى تحويل هذه المحنة التي تمر بها اليمن إلى منحة يستفيد منها الجميع.
 الندوة الثانية بعنوان (النظرة المستقبلية للسلفيين)، قدمها الشيخ/ عبدالناصر الصانع وبضيافة الشيخ/ أحمد منصور العديني والشيخ/ الخضر الشيباني .
وفي ختام الحفل تم تلاوة البيان الختامي للملتقى الثاني أكد خلاله المجتمعون على ما تضمنته بيانات العلماء والمجالس العلمية بما يؤدي إلى إطفاء الفتنة وجمع الكلمة وحفظ أمن اليمن واستقراره.
وأضاف البيان أن مرجعية الكتاب والسنة وسيادة الشريعة في كل مجالات الحياة هو الضمان الحقيقي لإقامة العدل وحفظ الحقوق والحريات الشرعية وتحقيق الحياة الكريمة , مشدداً على التمسك برابطة الأخوة الإيمانية التي تجمع بين أبناء الشعب اليمني المسلم , وكذا مواصلة علماء اليمن ووجهاؤه لجهودهم في تقديم الحلول المناسبة بما يسهم في الحفاظ على ثوابت الأمة وهويتها وأخلاقها الإسلامية.
 وأدان البيان سفك الدماء المعصومة من أي طرف كان , محذراً بذات الوقت من تصعيد الأمور بجميع أشكاله من أي طرف كان، لما في ذلك جر البلاد إلى الفرقة والفساد وإراقة الدماء, داعياً جميع الأطراف للتعاطي الجاد والإيجابي والمسئول مع المبادرة الخليجية بما من شأنه إخراج اليمن من محنته ويحقق طموحات الشعب ومطالبه المشروعة.
 وتابع البيان : إيماننا بالحوار والتعايش والتواصل مع كل الكيانات الموجودة في المجتمع بمختلف أطيافها بالضوابط الشرعية بما يسهم في استقرار الأوضاع ويزيل النعرات الطائفية والعصبيات الحربية والمذهبية والمناطقية والتنابز بالألقاب، مؤكداً على ضرورة التمسك بالمنهج السلفي القائم على الوسطية والاعتدال والسعة والمرونة في التعامل مع مستجدات العصر ومتطلباته، مع الإيمان بضرورة التغيير نحو الأفضل بالضوابط الشرعية .
وخاطب البيان العاملين في الدعوة السلفية وأنصارها بتأسيس وإشهار " الائتلاف السلفي اليمني " وسيلة للتنسيق والتكامل وتقارب الرؤى وتوحيد المواقف بين كافة الأطراف السلفيين المكونة للائتلاف , داعياً في ختامه كافة أبناء الشعب اليمني للالتجاء إلى الله والتضرع بين يديه والتوبة النصوح .


 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد