أطل علينا الـ22 من مايو وهلت الذكرى تزفها الفرحة كبسمة عيد، كان للشباب الثوار جدارة إتقان رسمها على وجوه كل اليمنيين، لوحة تضيء دروباً لمستقبل بلاد يوشك أن ينهار في ظل سياسات قائمة.
 مايو؛ العيد الوطني الذي أرسيت فيه دعائم الوحدة الوطنية يحل علينا بنكهة لم نعهدها في أعوام خلت، نكهة الثورة في احتفال شعبنا اليمني، فالذكرى اليوم ينشدها شباب أحرار يتوقون للتغيير بإصرار.. كانت حناجرهم تصدح صباح أمس في شارع الستين الجنوبي في العاصمة صنعاء، فرحاَ بعيد الوحدة اليمنية، يحتفون به، مؤكدين أن فرحة الشعب بوحدته ستكتمل برحيل النظام.

بذات الطريقة الرسمية في احتفالات اليمن بأعيادها الوطنية استعرض الثوار اليمنيون صباح أمس الأحد في عروض كرنفالية، عسكرية تقدمتها مسيرة رمزية لأطفال الشهداء رافعين صور أهلهم وذويهم ممن بذلوا أرواحهم رخيصة في سبيل التغيير الذي بات ينشده الشباب في ساحات الحرية..


لعل انطفاء التيار الكهربائي المستمر منذ أيام دفع بخروج النساء بشكل لافت إلى ستين العاصمة بعد أن أحرمهن النظام متابعة احتفال الثوار عبر شاشة التلفاز ـ حسب تعليل البعض منهن ـ فيما أخريات يفسرن الأمر بشوق فريد إزاء عيد وطني تحتفي به الثورة.. الكثير من الرجال يؤكدون باستغراب أن نسائهم سبقنهم إلى الستين خلافا لسالف الأعياد ولا أخفيكم أمراً أن أكون أحدهم.. هذا العيد كان مميزاً حد المتعة لإنفراده بنكهة الثورة وعبير الحرية وأصوات تنشد التغيير ، فعلى امتداد الشارع، حيث مئات الآلاف من النساء والأطفال والشيوخ والشباب ـ كان الحضور يصنع بزخمهم الرهيب؛ الرهبة والبهجة ، الفرحة والنضال ، العيد والثورة..


في الستين، حيث امتلأ الشارع بالورود والأعلام الوطنية وصور الشهداء والتفاني في النضال وشعارات الثوار ، انسابت الموسيقى بألحان وطنية كهزيج ثائر، ليرقص الجندي والفلاح والشاب والطفل في شارع اكتظ بالملايين يبرهن مستقبل البلاد بعيون الثوار.. الكثير اعتلوا أسطح المنازل المجاورة للشارع والتلال المطلة عليه بالمتظاهرين، كما أطلقت مئات البالونات الملونة بألوان العلم اليمني في الهواء.


تلك العروض الكرنفالية رسم الثوار من خلالها لوحات فنية شارك فيها أطباء وطواقم طبية أخرى ممن تطوعت للعمل في إسعاف الجرحى والمصابين من المتظاهرين سلمياً في ساحة التغير بصنعاء، لحقتها مسيرات رمزية لمحامين ومعلمين ومهندسين وعمال.
و انطلقت المسيرة الكرنفالية من جولة مذبح إلى قرب جولة عصر لتعود بذات التشويق الذي لا يفتر شأنه شأن كل حر يتوق للتغيير إلى نقطة الانطلاق، كما شهدت المسيرة عرضاً رمزياً لوحدات عسكرية انضمت للثورة مؤخرا ولوحدات من أفراد وضباط الفرقة الأولى مدرع.
وعرض الشباب سيارات الإسعاف التابعة للجمعيات الخيرية المتخصصة بنقل المصابين في الاحتجاجات المطالبة برحيل النظام.
كما تم تقديم عرض كرنفالي آخر لأبناء محافظات الجمهورية، حيث رددوا شعارات تؤكد تمسكهم بالوحدة اليمنية الذي أُجمع عليها الشعب اليمني منذ العام 1990م.


من جهته ألقى الشيخ/ صادق عبدالله بن حسين الأحمر شيخ قبيلة حاشد كلمة انتقد فيها خطاب الرئيس صالح الذي اتهم شباب الثورة بقطاع الطرق وقتل المواطنين، مؤكداً أن الثورة ستواصل مسارها الحقيقي نحو بناء الدولة المدنية الحديثة وتطهير البلاد من الفاسدين .
ودعا الشيخ الأحمر أفراد الجيش والأمن الذين لم ينضموا إلى الثورة سرعة الالتحاق بركب الثورة والثوار .