أصدرت نقابات التعليم الثلاثة( نقابة المهن التعليمية، نقابة المعلمين، نقابة التعليم الفني والمهني) بياناً نقابياً هو الثامن لها خلال فترة الثورة حصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه - وقفت فيه أمام تأخر إجراءات استكمال صرف مرتبات شهر مايو المنصرم، مدينات أي إجراءات من شأنها المساس بحقوق التربويين أو التلاعب بها، مشددات في الوقت ذاته على ضرورة تعجيل صرف المرتبات والأجور كاملة غير منقوصة، ومحذرات في ذات السياق من أي توقيف أو استقطاعات أو خصميات، وحمل البيان الجهات ذات العلاقة المسئولية الكاملة عن هذه الجرائم الوظيفية.
وأكدت النقابات الثلاث بأن جريمة توقيف مرتبات المعلمين والاستقطاعات التي تعرضوا لها سابقاً ما زالت شغلهن الشاغل، وذكر البيان مخاطبا التربويين على مدى الأسابيع المنصرمة عملنا على تحويلها إلى قضية رأي عام خارجي، واستطعنا بفضل الله تعالى أن نوصلها إلى المحافل الدولية، حيث توجهنا بنداء عاجل إلى الاتحاد الدولي للمعلمين في بروكسل- وهو اتحاد عالمي للتربويين يمثل 30 مليون معلم من خلال 400 منظمة منتشرة في 171 بلد في العالم- ووضعناه في صورة الجرائم الوظيفية المروعة بحقكم، فتواصل مشكوراً بمساعد الأمم المتحدة وأبلغه بضرورة التدخل العاجل لإيقاف إزهاق أرواح معلمي اليمن والخصميات التي تطال مرتباتهم، كما أطلق نداء استغاثة إلى مسئول الطوارئ بالأمم المتحدة ومنظمة العمل الدولية واليونسكو للوقوف على قضيتكم، وأبلغ المنظمات التربوية المنضوية تحته في الدول الأخرى بإصدار بيانات إدانة واستنكار لما تتعرضون له، وبضرورة ممارسة الضغط على حكوماتهم للتدخل.
وطالب البيان الاتحاد الدولي للمعلمين بذل المزيد من الجهود والانتصار لقضية التربويين اليمنيين العادلة خلال المرحلة المقبلة.
كما أشاد البيان بصمود المعلمين في وجه طوفان الإرهاب الوظيفي الذي مارسته السلطة عليهم منذ أربعة أشهر لثنيهم عن المطالبة بحقوقهم العادلة والرضا بالدون والفتات، مشيرا الى ما يتعرض له القطاع التربوي من تعسفات وصلت حد إيقاف مرتباتهم في مختلف الجمهورية وأكثرها تعسفاً محافظة الجوف التي تعرض جميع موظفي التربية فيها إلى إيقاف كامل لرواتبهم لشهري مارس وابريل 2011م،
وطالب البيان الجهات المعنية وقف تلك التعسفات وسرعة صرف مرتباتهم كاملة واصفاً تلك التصرفات باللآإنسانية وخارجة عن القانون.
وأكدت النقابات الثلاث بأنها ستتخذ كل الإجراءات المكفولة لها دستورياً وستصعد مواقفها وتحملهم مسئولية ما يترتب على ذلك وتحتفظ بحقها القانوني لملاحقة المتسببين في كل تلك الأضرار.
 هذا وقد نعى البيان وفاة الأستاذ عبد الحميد شبرين – نقيب المعلمين بمديرية أرحب محافظة صنعاء- والذي اغتيل غدراً برصاص الحرس الجمهوري الأسبوع الماضي، حيث خسرت نقابات التعليم بوفاته قيادياً بارزاً ونقابياً مقتدراً استطاع بجهده ومثابرته وحنكته إنجاح الإضراب الشامل في مديريته بنسبة 100%،
واستنكر البيان ما يحدث في أمانة العاصمة صنعاء خلال الأيام الماضية والتي جرى خلالها عسكرة المدارس وتحويلها من ساحات إشعاع علمي إلى ثكنات مسلحة للاعتداء على منازل المواطنين وترويع الآمنين وتدمير الممتلكات، وهو ما يؤكد القول بأن تقديم الامتحانات عن موعدها المحدد كان لهذا الغرض، لتكديسها بالجنود والمليشيات وبقايا المناصرين للنظام الدموي والتموضع فيها لقطف أرواح الأبرياء بلا وازع من دين أو ضمير ـ حسب البيان.
ودعا البيان إلى إخلائها من الجنود والمسلحين، وعدم تدنيس ساحات العلم والمعرفة بالقتلة.
إلى ذلك استنكرت نقابات التعليم المجزرة الدموية التي ارتكبها النظام في محافظة تعز والتي راح ضحيتها(54) شهيداّ ومئات الجرحى، هذه المذبحة، محملة بقايا النظام وزبانيته المسئولية الكاملة عنها، ودعت إلى محاكمتهم وإنزال أشد العقوبات ضدهم حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر، وطالبن في السياق ذاته الأمم المتحدة والدول الصديقة والشقيقة والمنظمات الدولية والإقليمية المهتمة بحقوق الإنسان بالتدخل العاجل لوقف نزيف الدم اليمني الحر.
واستنكر في آخر البيان القصف الجبان الذي تعرض له مقر قناة سهيل وصحيفة الصحوة، و مصادرة الصحف في نقاط التفتيش الأمنية وإحراقها، مسجلة تضامنها الكامل مع كافة وسائل الإعلام الحرة والشريفة.