امتزجت الكلمة باللحن وصدحت الحناجر بالأناشيد الثورية..

من فوق عتبة المسرح العدني..الفن في موكب الثوار يسطر ملحمة الثورة

2011-06-15 15:00:42 تقرير/ خالد الشودري


 لا شك أن للفن دوراً كبيراً في الثورات الشعبية، خصوصاً فيما يتعلق برفع معنويات الثوار وإلهاب حماس الجماهير المنتفضة وبلورة أهداف الثورة ودوافعها في مشاهد تجسد واقع الثورة وكلمات يرددها الثوار في مناشطهم الثورية و فعالياتهم المختلفة، حتى أصبح الفن جزءاً لا يتجزأ من أي ثورة يراد لها النجاح، ملازمة في ذلك لكل فعاليات الثورة.. فالأغنية الثورية والمسرح والشعر الحماسي صار مثله مثل المسيرة والاعتصام والمهرجان إن لم يتعد تأثيرها ما سبق.
 وفي مدينتنا عدن المعروفة بحضارتها ودورها الثقافي كان للفنانين والمثقفين الدور الأبرز في هذه المرحلة المهمة في تاريخ المدينة على مدى الأجيال القادمة، حيث ام تزجت الكلمة الهادفة باللحن الرائع وقدمت المشاهد المعبرة من على عتبة المسرح العدني وكم جادت قريحة الشعراء بأبيات تغنى بها الثوار ورددوها في كل وقت.
  الأغنية أدت دورها المطلوب:
 منذ أيام الثورة الأولى عمل الفنانون و المنشدون على إعداد الأغاني الثورية المنادية بالتغيير و الوقوف أمام الظلم والاستبداد، مستنهضين همم الثوار في كل الساحات، في تلك المرحلة المبكرة من الثورة حيث وتركزت الأغاني حول عدة مواضيع: منها "الوفاء للشهداء" التي قدمها المبدع محمود كارم في أنشودة (عهداً يا شهداء الثورة) و التي لاقت رواجاً و قبولاً واسعاً في كل ساحات الجمهورية و في قناة سهيل الفضائية، وفي مواجهة الطغيان و الدعوة للثبات أمام جبروته كانت رائعة (يسقط الطغيان) للفنان المبدع/ معاذ خان وبثت في قناة سهيل و في ساحات التغيير أيضاً.
 وبما أن الثورة قامت لأجل الوطن و أمنه واستقراره وعزه وسؤدده وعيشه الرغيد تغنى فنانو الثورة بالوطن الكبير وتغزلوا به، ولأن حب الوطن من الإيمان كانت أغنية (بلادي اليمن) للمنشد القدير علي عمر والتي أنشدت في عيد الوحدة بساحة الحرية بكريتر و وتفاعل معها الثوار للحن الحماسي الذي يخاطب ضمائر اليمنيين بحب الوطن.
  وعندما أساء النظام لأعراض اليمنيين في خطاب السبعين المشؤوم جادت حناجر المنشدين بالدفاع عن أعراض حرائر اليمن و الانتصار لهن، فكانت (ابنة الأحرار) للمنشد/ محمود كارم مع آخرين وكان آخرها إعادة أغنية (يابلاد الثائرين) للراحل/ محمد سعد عبد الله، عاملاً بنصيحة المبدع عمرو جمال بضرورة إعادة الأغنية بشكل عصري وإخراج مميز، بالإضافة إلى المبدع منير التبعي في أغنيتي "يدًا بيد" و "يا يمن".
 فرق أخرى شكلت إضافات للأغنية الثورية مثل فرقة "المعلا" و "الأخوة" و فرقة "الحياة الفنية" التي أصدرت كاسيت بعنوان (يا علي ويلك من الله).
المسرح الثوري تميز وإبداع:
    كانت عدن من أوائل المدن التي كان للمسرح الثوري دوره القوي المؤثر و كان لالتحام الفنانين و المخرجين بالثورة الأثر الكبير لتقديم العروض المسرحية التي لاقت حضوراً و استحساناً حيث قدمت نموذجاً راقياً للعمل الثوري وكان في مقدمة هؤلاء المبدع الرائع (عمرو جمال) ـ رئيس فرقة خليج عدن المسرحية ـ وكان أول أعماله مسرحية (العجائز يشتوا يسقطوا النظام) ومسرحية (أعور وعاده يتنقور) التي عالجت الكثير من المظاهر السلبية التي رافقت الثورة في بداياتها، كما كانت هناك مشاركات مسرحية لفرقة فنون عدن برئاسة "تامر باعواد" وقدمت مسرحيات (أنيس يريد إسقاط النظام) و (حكومة مش عاقلة).
  الشعر يسطر ملحمة الثورة
 وبما أنه قد جاء في الأثر "إن من الشعر لحكمة وإن من البيان لسحراً فقد كان الشعر حاضراً و بقوة في ساحات الحرية بعدن و خصوصاً الشعبي منه فقد لمسنا التأثير على الجماهير وتوصيف الواقع بطريقة ساخرة وبسيطة إلى أذن السامع.
  وكان الشاعر (الباشا النطاش) له السبق في ذلك على خشبة مسرح ساحة الحرية بكريتر، بالإضافة إلى الشاب الواعد/ محمد أحمد الحاج (ميدو) الذي تم تلحين إحدى قصائده (بلادي اليمن) والتي غناها المنشد علي عمر.
  والشاعر (ميدو) لديه ديوان شعري مكون من قصائد في حب الوطن و التغني به، بالإضافة للشاعر غازي الحيدري والذي نشر أكثر من قصيدة في مدح الثوار على صفحات الصحف الثورية، وأيضاً للشاعر الغنائي (فهد أبو عبدالله) و الشاعر (أبو عزيزة اليهري) و الشاعر (أبوحمدي) و الشاعر (أبوهاني) وغيرهم كثير.
 عناوين فرعية:
عدن من أوائل المدن التي كان للمسرح والتحام الفنانين و المخرجين بالثورة الأثر الكبير والنموذج الراقي للعمل الثوري.
تركزت الأغاني الثورية حول الوفاء للشهداء والصمود في مواجهة الطغيان
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد