أقامت وزارة الثقافة والهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية أمس الأحد ـ وبحضور وزير الثقافة الدكتور/ محمد المفلحي وعدد من مشائخ وأعيان وسكان مدينة صنعاء القديمة ـ أقامت ندوة مختصة عن الأوضاع التي تواجهها مدينة صنعاء القديمة وما تعرضت له من تغيرات أدت إلى وصولها لحالة التدهور الملحوظ والتي طرأت على طابعها المعماري الأصيل والتأثير السلبي الكبير الذي طغى على التنمية وأوقف المشاريع التي كانت قيد التنفيذ.
وتناولت الندوة عرضاً لفلم وثائقي استعرض صوراً للمدينة أثبت من خلالها أنها على وشك الخروج من قائمة التراث العالمي وعلى الرغم من مضي أكثر من عشر سنوات على إنشاء الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، إلاّ أن الهيئة لازالت تفتقر إلى القانون الخاص بحماية المدن التاريخية الذي يحدد مهام الهيئة ومسؤولياتها واختصاصاتها في الحماية والحفاظ على المدن التاريخية التي تتعرض للعديد من الاعتداءات والمخالفات التي تهدد وجهها الحضاري والتاريخي وتشوه طابعها الثقافي والمعماري الفريد والمميز، فمدينة صنعاء التاريخية تشكو من مخالفات واعتداءات على معالمها الأثرية ومنازلها التاريخية والتي بلغت ـ حسب إحصائيات الهيئة ـ أكثر من 2000 مخالفة متنوعة ما بين بسيطة ومتوسطة وجسيمة، الأمر الذي ألحق الضرر الكبير بتاريخ المدينة وشوه منظرها وطابعها المعماري القديم.
وفيما تستمر عمليات العبث والبسط والهدم في أحياء وحارات مدينة صنعاء القديمة وتتعالى الأصوات الدولية والمحلية المنادية والداعية إلى وقف هذا العبث والحفاظ على المدن التاريخية ومعالمها الحضارية والثقافية، لاسيما في مدينة صنعاء القديمة والتي تستعد لاستقبال حدث ثقافي عربي كبير بعد اختيارها عاصمة للثقافة العربية للعام القادم 2004م.. نجد الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية في وضع لا تحسد عليه بعد أن وجدت نفسها مشغولة بضبط ومطاردة وإزالة المخالفات وذلك على حساب برامجها وخططها ومشاريعها الفنية في الحماية والحفاظ على المدن التاريخية بشكل عام.
وفي الندوة دعا الدكتور/ محمد المفلحي ـ وزير الثقافة في حكومة تصريف الأعمال كافه المشائخ والأعيان والسكان إلى بذل أقصى الجهود للمحافظة على هذه المدينة الأثرية من التدهور المعماري الملحوظ، مؤكداً حرص وزارته على المساهمة الفاعلة للتعاون معهم لبحث إمكانية إنقاذ المدينة من الكارثة الحقيقية، كما دعاهم لمعالجة الوضع الذي وصفه بالمأساوي بالمدينة بالرغم من الجهود المكرسة من الوزارة لحماية المعالم الأثرية في كل المناطق اليمنية. 
وقال المفلحي "من السهل إنقاذ مدينة صنعاء القديمة اليوم من الانهيار ووضع حد لهذا الإهمال الذي بات ينشب في كافة أركان المدينة، لكنه قد يكون هذا الإنقاذ غداً صعباً وصعباً جدا في حال استمرت الجهات المعنية في تجاهل واجباتها ومسؤولياتها لحماية المدينة التاريخية مشيراً إلى أن مدينة صنعاء التاريخية وجها لوجه أمام الخطر الحقيقي الذي لم يعد من الحكمة تجاهله أو تأجيل التعامل معه، لأنه امتد حتى بات يشمل معظم أحياء المدينة في وقت تعتبر فيه المدينة إحدى المدن التاريخية في الشرق الأوسط ومن أهمها وواحدة من قائمة المدن التراثية العالمية وتجاهل الجهات المختصة القيام بواجباتها إزاء حماية هذه المدينة التي تمثل واجهة اليمن السياحية أمام العالم يعتبر عرقلة لمستقبل اليمن الاقتصادي والسياحي .
من جانبه أوضح عبدالله عيسى ـ رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية " أن هذه الندوة جاءت كرؤية مستعجلة للمحافظة على هذه المدينة جراء ما يحدث لها من أعراض طارئة تزيد من حدة الأثر السلبي على الطابع المعماري والنيل منها ،داعياً كل المهتمين للتعاون معه للحد من هذه الظاهرة المنتشرة بشكل سريع لتحقيق الهدف المطلوب
وأشار عيسى إلى أن الهيئة بصدد تشكيل لجنة للنظر في هذه القضية من كل النواحي والأبعاد وعمل خطة سريعة لإيجاد موارد وأعمال تنفذ على أرض الواقع ورفع المخالفات التي تجري ممارستها في هذا التوقيت.