إب الأكثر تتوقاً للثورة تعيش حالة من الفوضى والفراغ

2011-06-25 17:15:41 تقرير/ عبدالوارث النجري


كغيرها من محافظات الجمهورية تشهد محافظة إب أزمة خانقة في انعدام المواد البترولية في المحطات وبيعها في الأسواق السوداء بمبالغ خيالية وعلى مرأى ومسمع الجهات ذات العلاقة.
 حالة من الفوضى بعد أن تهاوى النظام الهش تعيشها إب وتسببت هذه في ارتفاع الأسعار في كل شيء واضطر عدد من المواطنين إلى إغلاق محلاتهم خاصة مع استمرار انقطاع التيار الكهربائي على مدن وقرى المحافظ لأكثر من عشرين ساعة في اليوم.. هذه الأزمات وغيرها دفعت بالكثير من المواطنين للانضمام إلى ثورة الشباب السلمية، خاصة وأن أبناء هذه المحافظة كانوا الأكثر تتوقاً للثورة منذ سنوات مضت جراء تلك الممارسات القمعية والاستفزازية التي تمت بحق المواطن العادي في مختلف مديريات المحافظة ابتداءً من الشيخ ومروراً برجل الأمن وعضو المجلس المحلي وممثل البرلمان وانتهاءً بوكلاء المحافظة والشخصيات الاجتماعية الأخرى.. فالثورة بالنسبة لهؤلاء الطيبين أبناء المحافظة السياحية تعني محاربة الفساد المالي والإداري داخل مختلف المرافق الحكومية ومحاسبة الفاسدين في تلك المرافق على المناقصات الخيالية والوهمية والمشاريع المتعثرة والصرف بالمخالفة والضمانات المزورة، والرشوة والمحسوبية في القرارات والتعيينات والانقطاع عن العمل والمفرغين وغيرها الكثير والكثير..الثورة تعني لهم عودة الأراضي المنهوبة من قبل المشائخ وأعضاء مجلس النواب والقيادات الأمنية إلى أصحابها الحقيقيين ومحاسبة المجرمين والانتصار لدماء الشهداء الرعوي والمشرقي والغرباني وغيرهم ممن سقطوا في هذه المحافظة دفاعاً عن حقوقهم من قبل النافذين.. الثورة تعني لأبناء إب عودة مهجري الجعاشن إلى منازلهم معززين مكرمين وتعويضهم جراء ما عانوه من قبل النافذين، وإصلاح القضاء واستقلاله واختيار كل شريف ونزيه للعمل في النيابات والمحاكم ومحاربة الرشوة والمرتشين داخل القضاء وترسيخ هيبته واستقلاليته ليصبح الفيصل بين المختلفين والمتنازعين.. إب أكثر تتوقاً للثورة حتى لا تظل "عرطة" في نظر المتهبشين والمتنفذين، لأن هذه الثورة التي ننشدها جميعاً هي أساس الدولة المدنية الحديثة دولة النظام والقانون الذي ظل حبيس الأدراج عشرات السنين، لا دولة المشائخ والوجهاء والقادة والمحافظين والنواب ووكلاء الشريعة وغيرهم.
وفي الوقت الذي كان فيه المواطن العادي ينتظر حلولاً حقيقية وعادلة من قبل السلطة المحلية في المحافظة مثل ضبط المتلاعبين في الأسعار ومنع التجوال بالأسلحة داخل أسواق وشوارع المدن وضبط عملية توزيع الغاز والبترول والديزل دون تلاعب وبصورة عادلة وبالأسعار المحددة والمطالبة بحصة المحافظة من تلك المواد وغيرها.. حدث العكس من ذلك فرجل الأمن يتجاهل المسلحين الذين يحاولوا إبراز عضلاتهم أمام النساء والأطفال في الشوارع مع أننا ندرك جميعاً أن كل أبناء الشعب اليمني لديهم أسلحة.
 وكذلك هو الحال بالنسبة للمرافق الحكومية حيث الفوضى الإدارية والمالية في كل مكتب، وللأسف فقد سعت الكثير من القيادات والعناصر الإدارية لاستغلال هذه الأربعة الأشهر الماضية كمرحلة فيد في كل شيء ؛حيث الصرفيات المهولة دون رقيب أو حسيب والتعيينات المخالفة بالعشرات والمئات والتلاعب في كل شيء وتخيب كل ما هو جميل، وهنالك رواية بأن أحدهم وصله خبر عن تعزيز المحافظة قبل أيام بعشرة ملايين ريال، فسارع لإعداد تصور بعمل مهرجان بمناسبة نجاح العملية للرئيس وعودته بالسلامة بتكلفة سبعمائة ألف ريال ,لكنه تفاجأ بالاعتذار لعدم توفر المبلغ وعندما تساءل عن العشرة الملايين الريال كان الرد بأنه قد تم صرفها بنظر أحد مدراء العموم في ديوان المحافظة.

 وكذلك هو الحال بالنسبة للأوقاف ,حيث يتم تأجير المباني لأكثر من شخص وكذلك الأراضي وابتزاز المواطنين من قبل مسؤولي المناطق وعلى إطلاع المدير العام، وكذا التحرش بكل من لديه أرض أو منزل جوار مقبرة وغيرها بهدف الابتزاز والعبث في أصول الوقف ومسوداتها واستمرار التأجير لموظفي المكتب ولكبار مسئولي المحافظة سواءً أراضي أوقاف أو عقارات .
وكان عدد من الإعلاميين في المحافظة قد أدانوا عملية المضايقة التي يتعرض لها زميلهم إبراهيم الشعيبي من قبل مدير عام مكتب الأوقاف والإرشاد من خلال الرفع عنه أنه لا يداوم، وهذه ضريبة يدفعها الزميل الشعيبي لتأييده لثورة الشباب ..وطالب الإعلاميون مدير عام الأوقاف مساواة الزميل الشعيبي بنجل المدير "محمد" .
كما دفع الشباب المناصرون للثورة في إب ضريبة ذلك من أقوات أطفالهم سواءً في التربية أو الصحة أو غيرها وهذا يهون طبعاً أمام تلك الدماء الزكية التي سالت ولازالت تسيل كل يوم في مختلف محافظات الجمهورية ,لا شيء سوى أنها ناصرت ثورة الشباب وشاركت في المسيرات والمظاهرات، والتي نقف اليوم إجلالاً وتقديراً لها,فهي وحدها من أسقط النظام وأذهل العالم أجمع وهو يشاهد تلك الصدور العارية تواجه الرصاص الحي ومسيلات الدموع في مختلف محافظات الجمهورية.
دفع الشباب المناصرون للثورة ضريبة ذلك من أقوات أطفالهم
كل شيء يهون أمام تلك الدماء الزكية التي سالت ولازالت في مختلف محافظات الجمهورية
تلك الصدور العارية أذهلت العالم أجمع وهي تواجه الرصاص الحي ومسيلات الدموع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد