ثمة رجل في ساحة الحرية بمحافظة تعز أفترش الأرض والتحف السماء مع أطفاله الثلاثة من الذكور ولم يسأل الناس إلحافا أو يدرك سره أحد من الناس حتى بعث الله له رجل يدعى " جميل " قاده فضوله لسؤال عن حاله وكان الجواب ما لم يكن يتوقعه أحد من الناس.
يقول جميل مع حلول شهر رمضان المبارك شاهد الرجل ينام مع أولاده على أحد الأرصفة أمام احد المطاعم على مجموعة من الكراتين، وعندما تكرر مشهد رؤية الرجل على تلك الحالة قاده فضوله للاقتراب منه وكانت المفاجأة التي لم يكن يتوقعها.
قادنا جميل إلى ذات الرجل لنسمع منه الحكاية وقبل الاقتراب منه لمحناه من بعيد قاعد "القرفصاء" يتلو كتاب الله بخشوع منقطع النظير وعزة النفس تعتلي ملامحه وإلى جواره أثنين من أطفاله فيما الثالث يلعب مع بقية الأطفال بالقرب من ساحة الحرية.
الرجل هو صالح محمد حسن المجوري لديه أحدى عشر من الأبناء سبع إناث وأربع من الذكور أكبر أبنائه بنت في الخامسة عشر من عمرها وأصغرهم ذكر في شهره السادس وهو وكل أفراد أسرته مشردين عن منزلهم الذي يقع في شارع الستين شمال محافظة تعز بالقرب من إحدى النقاط العسكرية التابعة للحرس الجمهوري وتم تدمير جزء من منزله إثر استهدافه الدائم من قبل هذه القوات بالأسلحة الثقيلة والمدفعية ـ حسب قوله.
يوضح صالح أنه هجر منزله في أخر يوم من شعبان والتجأ إلى ساحة الحرية هو وأولاده الثلاثة، فيما زوجته وبناته مع ابنه الرضيع في بيت عمه والد زوجته منذ ذلك الوقت.
صالح الرجل الأربعيني عاطل عن العمل بعدما فقد مصدر رزقه وكان عبارة عن مطعم بمنطقة عصيفرة إثر ديون تراكمت عليه ويعش الآن بدون عمل أو مأوى له وأفراد أسرته ولم يكن أمامه سوى ساحة الحرية المكان الذي عشقه كثيراً من قبل أن يقصف منزله ليجدها في وقتها الراهن ملاذه الأخير بعد الله عز وجل.
" أخبار اليوم " وبدون علم الرجل تضع بين يدي فاعلي الخير حالته لمن أراد الأجر ودعمهم بالغذاء وتوفير أجرة منزل متواضع لهذه الأسرة والتعاون بإصلاح منزلهم وبالتأكيد بعدما يتم رفع هذه القوات من ذات المكان لضمان سلامة الأسرة وعدم استهداف منزلهم مرة أخرى، والله في عون العبد مادام العبد في عون أخيه.