تشهد أسواق الذهب في عدن وبقية المحافظات في الوقت الحالي ركوداً وكساداً ملحوظاً في عمليات البيع والشراء بسبب تصاعد أسعار الذهب بصورة متسارعة ووصول سعر الجرام الواحد عيار (21) من المشغولات الذهبية إلى ( 13ـ 14ألف ريال ) وسعر الجنيه الذهب وزن (8) جرام إلى نحو (96 ألف ريال) بعد أن قفز سعر الأوقية من الذهب إلى مستوى غير مسبوق ووصل إلى أكثر من (1876) دولاراً أميركياً في البورصات العالمية وقفزت كذلك التسعيرة أو التعرفة الجمركية في بلادنا على دخول الذهب من 15 ألف ريال إلى 113500 ريال للكيلو جرام الواحد منذ بداية شهر رمضان.                             
جاء ذلك في تصريح صحفي أدلى به لـ(أخبار اليوم) الأخ/ عبد الرحمن محمد الصلاحي - رئيس جمعية صاغة الذهب والفضة في محافظة عدن - حيث قال إن الذهب ارتفع إلى مستويات قياسية لم يبلغها منذ ما يزيد على 35عاماً ما أثر سلباً على الحركة الشرائية وجاءت الزيادة العالية جداً في التعرفة الجمركية الجديدة للذهب لتزيد الطين بلّة, معرباً عن امتعاضه وجميع تجار الذهب والمستهلكين أيضاً من هذه الزيادة ومطالباً مصلحة الجمارك بإعادة النظرفي التسعيرة حتى لا تضاف زيادة في الأعباء على المستهلك وتفتح أبواب التهريب.                                                                                               
وأرجع الصلاحي أسباب ارتفاع الذهب إلى زيادة الطلب العالمي ولجوء البنوك وأسواق المال والأعمال التجارية إلى شراء الذهب ضماناًً لموجوداتهم بدلاً عن الدولار المتذبذب وغير المستقر في أسعاره, موضحاًً أن ارتفاع أسعار الذهب يحدث تخوفاًً لدى البنوك وأسواق المال والأعمال من استمرار ارتفاعه لذا يقبلون على شراء الذهب ضمانا ً لرؤوس أموالهم من التدهور في حالة إبقائها عملات ورقية، لكن هناك نوع من الركود والكساد والتوقف عن شراء الذهب لدى غالبية الناس كفئات ذوي الدخل المحدود أو غير القادرين على الشراء أو العرسان الذين ينتظرون انخفاض الأسعار أو استقرارها على الأقل.
من ناحية أخرى أشاد عبدالرحمن الصلاحي بالمشغولات الذهبية المصنعة محلياًً في معامل متخصصة بمدينة عدن وقال: إن هذه المصوغات من الأقراط والعقود والأحزمة والخواتم وغيرها تمتاز بلمسات جمالية وفنية شكلا ً ونقوشا ً وخالية من الغش وتم صنعها بأيادي ماهرة تدربت جيدا ً بحيث أصبحت منافسة للمشغولات الخليجية بل وتتفوق عليها في الجودة في بعض الأصناف بحسب تأكيد هيئة المقاييس والجودة, فقد تحسنت جودة تصنيع الذهب في أسواق عدن بنسبة تجاوزت 95 % خلال العامين المنصرمين وصار الذهب الذي بدون هوية أو ختم نادر الوجود أو معدوم تماماًً، مؤكداً على أن المشغولات المصنعة محليا ً نالت الاستحسان والإقبال المتزايد سواء من داخل اليمن أو خارجها وساهمت المحلات والمعارض الكبرى للذهب في أسواق عدن في جذب المشترين لأنها وصلت إلى المستوى المماثل لأسواق دبي والمنامة ودول الخليج العربي عموماًً بموجوداتها ورؤوس أموالها.
وحول دور جمعية صاغة الذهب والفضة في عدن، أفاد عبدالرحمن الصلاحي أنه يتمحور حول حل المشاكل التي قد تنشأ بين صاحب محل وزبون أو فيما بين تجار الذهب أنفسهم أو بين التجار وأصحاب المحلات من جهة وبعض الإدارات والجهات الرسمية من جهة أخرى، مثمنا ً تعاون الغرفة التجارية الصناعية في عدن التي تمثل مصالح أعضاء الجمعية وتبذل جهودا ً طيبة في هذا الاتجاه بما يكفل الصالح العام.