أدت جموع غفيرة من رجال ونساء وأطفال عدن في ساحات وميادين وجوامع محافظة عدن صلاة عيد الفطر المبارك.
وفي خطبتي صلاة العيد تناول خطباء المساجد محاسن شهر رمضان المبارك وكذا عيد الفطر المبارك، داعين أبناء المحافظة إلى الرحمة والمودة فيما بينهم وتآلف قلوبهم على الأمن والاستقرار لمحافظة عدن.
كما طالب خطباء المساجد المصلين إلى مد يد العون لإخوانهم النازحين في المدارس من أبناء محافظة أبين، مشيرين إلى أن هذه الحرب التي يخوضها أفراد القوات المسلحة البواسل في محافظة أبين ضد المسلحين قد تسببت في تدمير البنية التحتية للمحافظة وهجرة المواطنين من منازلهم وشردوا الأطفال والشيوخ والنساء الذين لم يجدوا مأوى سوى المدارس لتأويهم.
كما استنكر خطباء المساجد في خطبتي صلاة العيد قطع الطرقات في محافظة عدن، خاصة في مديريتي المنصورة والمعلا، مشيرين أن هذه الأعمال المخلة بالأمن والاستقرار وأن الإسلام لا يدعو إلى قطع الطرقات وتعذيب المسلم لأخيه المسلم.
وأكدوا أن الطريق تعد مصلحة عامة والكل بحاجة لهذه الطريق من المواطنين والمرضى والنساء الحوامل، وطالب الخطباء كافة المصلين إلى ضرورة نشر الوعي لدى أبناء المحافظة حول أهمية الطرقات وضرورة فتح تلك الطرقات والاهتمام بها.
إلى ذلك أدى عشرات الآلاف شعائر صلاة عيد الفطر المبارك في ساحة الحرية بكريتر استجابة لدعوة شباب الثورة بالمحافظة، وقد شهدت الساحة توافد جموع المصلين منذ الساعات المبكرة من صباح أمس رجالاً ونساءً وأطفالاً.
وفي بداية الخطبة التي ألقاها الأستاذ/ أنيس آل يعقوب – القيادي في الثورة السلمية بعدن- هنأ جموع الثوار في جميع ميادين التغيير وساحات الحرية في ربوع اليمن بحلول عيد الفطر المبارك، مبشرهم باقتراب النصر بعد الصمود الأسطوري للثوار خلال الفترة الماضية.
وقال آل يعقوب: آن الأوان أن تخمد هذه المعارك الدامية غير الطبيعية، بين الشعوب والجماهير المسلمة في سوريا واليمن وغيرهما من جهة، وبين الحكومات المستبدة في تلك الدول من جهة أخرى، ولتعتبر هذه الحكومات بما جرى للمستبدين في تونس ومصر وليبيا.
وأضاف إنه لن تنجح الحكومات في الاستمرار في هذا الاستبداد ولا مستقبل للحكام إلا أن يسيروا في فلك شعوبهم.
و حث آل يعقوب جموع المصلين على التمسك بأربعة وصايا أولها: الاستمساك بالدين وأن المسلمين لم ينتصروا إلا لما رفعت الهتافات بالتكبير والتجسيد العملي له.
و ثانيها: الحرص على وحدة الأمة؛ إذ لا يمكن أن نواجه تحديات المرحلة إلا بصف وطني متماسك، ولحمة قوية متينة على سائر المستويات، خصوصاً إذا كان العدو على أبوابنا، وحريصا على العبث بمقدساتنا، ومجتهداً في شق صفوفنا، وساعيا إلى الانفراد بكل منا على حدة.
و ثالثها: مناصرة قضايا العرب والمسلمين، وخصوصا المستضعفين المعتدى عليهم، المظلومين في كل مكان وفي كل حال، سواء منهم الواقعون تحت نيران الاحتلال كما في فلسطين، أو تحت نير الاستبداد كما في سوريا واليمن، أو تحت ضغط الفقر والمجاعة والحروب الأهلية كما في الصومال، فإذا كانت الشعوب والحكومات غير المسلمة يناصر بعضها بعضا ويغيث بعضها بعضا، فنحن المسلمين أولى بذلك.
ورابعها: أن تتعلم الأمة كلها الدرس الذي لم يفهمه المستبدون الساقطون إلا بعد فوات الأوان، وهو أن الركون إلى الدنيا والاغترار بالسلطان والقوة والجاه والإغراق في التنعم والملذات وإهمال حاجات الشعوب وإغراقهم في مجاعات قاتلة وأمراض فتاكة، وتسليط قوى البغي والقمع للتسلط على الناس مآله إلى الخزي والعار.