الملف الأكثر دموية والأشد سخونة

" أخبار اليوم" تفتح ملف الاعتداءات ضد المعتصمين في ساحات الحرية والتغيير "الحلقة التاسعة "

2011-09-03 01:35:03 رصد/ عارف العمري


منذ اللحظات الأولى لانطلاق الثورة الشعبية السلمية المطالبة بالتغيير، لجأ النظام الحاكم إلى استخدام القوة المفرطة في قمع الاعتصامات والمسيرات والمشاركين فيها، الأمر الذي أظهر وبما لا يدع مجالاً للشك أن ما يجري في اليمن انتهاك وقمع منهجي، يصنف ضمن الجرائم ضد الإنسانية، يقتضي من كافه المعنيين بحقوق الإنسان في العالم وفي المقدمة هيئات ومنظمات الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان، وكل المنظمات الدولية العاملة في مجال حقوق الإنسان التدخل العاجل لإنقاذ حياة المواطنين اليمنيين المطالبين بالتغيير السلمي وإيقاف الانتهاكات المستمرة ضدهم، وإحالة المسئولين عن تلك الانتهاكات إلى العدالة.


حيث اتبعت السلطات اليمنية أساليب ووسائل مختلفة في قمع الاعتصام والمسيرات والمشاركين فيها، منها الضرب بالهراوات والصعق بالكهرباء، والاستخدام المفرط لقنابل الغاز والقنابل المسيلة للدموع التي ثبت انتهاء صلاحياتها منذ فترة طويلة، واحتواء بعضها على مواد سامه وهي غازات بحسب إفادة عدد من الأطباء الذين شاركوا في تقديم المساعدات الطبية للمصابين ومتابعه حالاتهم تؤدي إلى تشنجات للأعصاب مع توقف لحظي للتنفس مصحوب بارتفاع في ضغط الدم وانخفاض عدد ضربات القلب، إضافة إلى اختلال الوعي.
"10" أبريل أقدم أفراد من الأمن المركزي والحرس الجمهوري ومعهم "بلاطجة" بزي مدني بالاعتداء على مسيرة سلمية في جولة كنتاكي وقاموا بإطلاق الغازات السامة والرصاص الحي تجاه المتظاهرين.
وفي شارع مستشفى الكويت - في العاصمة صنعاء - قامت قوات الأمن وبلاطجة بإطلاق رصاص حي كثيف - شرق ساحة التغيير، بالقرب من مستشفى الكويت - في حين نزلت تعزيزات من قبل الفرقة الأولى مدرع لتأمين مداخل ساحات التغيير، وكذا تأمين المصابين الذين نقلوا الى مستشفى الكويت ويقدر عددهم بأكثر من "200" مصاب, كما قام بلاطجة في منطقة القاع باختطاف بعض الشباب المعتصمين، الذين كانوا يفرون من الغازات السامة باتجاه القاع.
وقد ناشد عدد من سكان حي "جولة كنتاكي والجامعة القديمة والأحياء المجاورة لها" ناشدوا المنظمات الدولية والمحلية إغاثتهم جراء الغازات السامة التي أطلقها الأمن على المتظاهرين في شارع الدائري ووصلت إلى منازلهم التي يقطنها الاطفال والنساء.
وقال عدد من الأهالي: إن المنازل تمتلئ بالأطفال والنساء، وقد قام الأمن بإطلاق الغازات السامة التي تسبب اختناقاً وتشنجات وحالات إغماء بكثافة لعدة ساعات وصلت آثارها لمسافة بعيدة.
وقد ناشد شباب ثورة التغيير السلمي، المجتمع الدولي، ممثلاً بكافة الهيئات والمنظمات الدولية الإنسانية التدخل لوقف المذابح التي يرتكبها الرئيس صالح ونظامه ضد المعتصمين سلمياً في ميادين الحرية والتغيير.
الملتقى الوطني لحقوق الإنسان قال: بأن حصيلة قمع الاحتجاجات السلمية المطالبة بإسقاط النظام خلال الشهرين الماضيين (فبراير – مارس) بلغت "180" قتيلاً، و"3282" جريحاً.
وقال في ندوة عقدها بمحافظة الحديدة، بأن التظاهرات الاحتجاجية التي بلغت ذروتها خلال الشهرين الماضيين، واجهتها السلطات الحكومية بالقمع والاستخدام المفرط للقوة، في "15" محافظة، ومع ذلك فإن هذه الاحتجاجات لا زالت تستقطب كل يوم متعاطفين ومؤيدين جدد، ضاعف من قوتها لتصل إلى العصيان المدني في عدد من المحافظات والمدن الرئيسية.
وأوضح الملتقى الوطني لحقوق الإنسان بأنه ومن خلال الرصد الميداني المباشر واستطلاع فريق المرصد بالملتقى تم توثيق "62" فعالية احتجاجية خلال شهري فبراير ومارس الماضيين، منها "15" اعتصاماً مفتوحاً في "15" محافظة، هي "صنعاء وتعز وعدن والحديدة وإب والجوف وشبوة وذمار وحجة ومأرب وعمران والمحويت والضالع وأبين والبيضاء".
وعبر الملتقى الوطني لحقوق الإنسان عن عدم تعرض التظاهرات المؤيدة للنظام لأي اعتداءات، بالرغم من خروجها بين حين وآخر إلا أنها لم تتعرض لأي قمع يذكر ولا يوجد لتظاهرات المؤيدين اعتصامات مفتوحة باستثناء اعتصام داخل الخيام في ميدان التحرير بالعاصمة اليمنية صنعاء.
ورصد الملتقى - خلال مارس الماضي - "116" واقعة انتهاك لحقوق الإنسان في عشر محافظات هي "صنعاء عدن، تعز، الحديدة، حجة، المحويت، ريمة، الضالع، أبين، عمران" ضمن برنامج مراقبة وحماية حقوق الإنسان في اليمن.

وتوزعت الانتهاكات على النحو التالي "72" واقعة اعتداء جسدي وجرح ومحاولة القتل والتهديد و"25" واقعة اعتقال واحتجاز تعسفي و"15" واقعة قتل و"11" واقعة حرمان من الحق في الرأي والتعبير وواقعة عنف اسري وواقعة حرمان من الحق في العمل وحالة انتحار.
أما بالنسبة للضحايا فهم على النحو التالي "44" عاملاً وموظفاً "36" طلاب "15" مواطنين عاديين "14" متقاعدين ومنتسبين للأمن والجيش "6" نساء وأطفال "1" ناشط حقوقي.
وسجلت السلطات الأمنية المرتبة الأولى في الجهات القائمة بالانتهاك بعدد "77" واقعة انتهاك، تليها الجهات الحكومية الأخرى في المرتبة الثانية بعدد "12" واقعة وفي المرتبة الثالثة تنظيم القاعدة "11" واقعة انتهاك وعدد "7" وقائع ارتكبتها السلطات القضائية و"3" وقائع مواطنين عاديين و"3" وقائع الأسرة والأقارب وواقعتين ارتكبها مسلحون مجهولون.
وبالنسبة لدور السلطات الرسمية تجاه الانتهاكات فلقد سجلت "96" واقعة كانت السلطات فيها هي القائم بالانتهاك وعدد "14" واقعة وقفت فيها السلطات موقفا سلبيا و "6" وقائع وقفت فيها موقفاً ايجابياً.
منظمة اليونسيف كشف أن هناك "37" طفلاً قتلوا خلال شهر فبراير ومارس, وطالبت الحكومة بالتقيد الصارم باتفاقية حقوق الطفل، في حين أظهر موقع "الجزيرة نت" صورة للطفل الواضح في الصورة وقالت إنه طفل يمني فقد النطق إثر إصابته بالرأس برصاص قناص أصابه في الأحداث الجارية في اليمن.
ودعا "كابيليري" - ممثل منظمة اليونسيف في اليمن - دعا الحكومة للتقيد الصارم باتفاقية حقوق الطفل، فضلاً عن القانون الدولي الإنساني، مشيراً إلى أن حماية القاصرين من العنف والإساءة إليهم تعد مسؤولية عالمية تلتزم بها كل أطراف النزاعات.
"12" أبريل كشف مركز الحريات الصحافية "CTPJF" عن أكثر من "168" جريمة اعتداء واستهداف للصحافيين في اليمن خلال أقل من شهرين، تأتي من مقدمتها فترة الثورة الشبابية، باعتبارها أكثر فترة شهدت فيها اليمن انتهاكات بحق الصحفيين، وتنوعت بين الاغتيالات والخطف والاعتقالات, والتحريض وحجب المواقع ومصادرة الصحف وترحيل الصحافيين العرب والأجانب من اليمن، إضافة إلى الاستهداف المعنوي والتعسفي الضيقي واستخدام والعصابات والبلطجية للاعتداء على الصحفيين.
وفي محافظة الحديده اعترض بلاطجة لمسيرة سلمية وتم إطلاق الرصاص الحي على المسيرة مما أدى الى إصابة ثمانية أشخاص.
"13" أبريل اندلاع مواجهات على أكثر من صعيد بمدينة عدن، ففي مديرية المنصورة سمع دوي إطلاق نار كثيف في مواجهات بين محتجين ووحدات عسكرية تحاول فتح طريق بين المنصورة والمعلا, قطعه مواطنون منذ شهر فبراير بعد تصاعد الاحتجاجات الشعبية المطالبة برحيل النظام, وأسفرت المواجهات بين قوات الأمن المدججة بالسلاح والمعتصمين العزل من السلاح عن مقتل شخصين وسقوط "11" جريحاً, والجرحى هم "غسان عبد القوي – "34" سنة - المعلا – طلق ناري بالوجه أصاب الرأس, بسيم جميل سالم "22" سنة - المنصورة - طلق ناري في الركبة- سالم سعيد إبراهيم – إصابة بالرقبة واليد اليسرى, - ذو يزن عبد الكريم الظالعي -33 سنة- إصابة في البطن- منيف أحمد سعد – "43" سنة - دهس بطقم تابع للأمن المركزي, صلاح علي الخضر – "15" سنة - إصابة في الرأس,- بكيل جميل سالـم, خالد علي علوي – "31" سنة - جروح فوق الركبتين, جــلال حسيـن القــــرشي – "26" سنة,- شايع محمود محمد ناجي – "22" سنة - إصابة في الرأس,- راوح صالح.
وفي محافظة إب تعرض طلاب جامعة إب للاعتداء من قبل بلاطجة الحزب الحاكم الذين اقتحموا حرم الجامعة، حاملين الأسلحة والهراوات والجنابي وقاموا برشق الطلاب المعتصمين أمام رئاسة الجامعة بالأحجار وأطلقوا عليهم الرصاص الحي, وأسفر الاعتداء عن إصابة "37" طالباً.
واتهم مصدر محلي البلاطجة باختطاف أحد المعيدين بالجامعة قبل إخلاء سبيله لاحقاً، وحمل طلاب الجامعة رئيس الجامعة وعميد شؤون الطلاب وعميد كلية التجارة وقيادة المؤتمر الشعبي بالمحافظة كامل المسؤولية، مطالبين الجهات الأمنية ضبط المعتدين الذين جاءوا على متن سيارات مختلفة بينها سيارة جيب (حبة) تحمل رقم12114\2 وسيارة صالون تحمل رقم 9750\7 وسيارتين نوع هايلوكس تحملان رقمي 45687\2، 50522\2.
والجرحى هم -رضوان حمود الشراعي - همدان يحيى عبد الله, محمد مهيوب راجح- زكريا عبد الله علي - عبد الرحمن ثابت الشهاب - ابراهيم محمد الشجاع -محمد عبد الله,محمد يحيى الصامت, غمدان فيصل الفهد, محمد أحمد منصور, -مختار عبد الحميد عبده , -حبيب على عبد الله , عبد الجليل المضرحي, محمد علي الخطيب, سياف قايد الأسدي , -منصور السلمي , -حلمي يحيى الصبري, -محمود محمد الجماعي, -كمال صادق قائد, -صلاح الزهيري , وضاح عبد الله عبده , -يحيى قائد عتوان, أشرف اليافعي, -عصام علي راجح, - إبراهيم سنان عبود, حمزه عبدالله محمود,-خالد محمد طه- أحمد حميد الرجاحي, أيمن صالح الجماعي, فاروق عبد الكريم, بدر محمد الحالمي, هيثم قاسم مهيوب, -محمد حسن أحمد, -بسام نعمان فارس.
وفي أمانة العاصمة قتل جنديان من قوات الفرقة المدرعة الأولى في اشتباكات مع قوات الأمن المركزي كانوا يرتدون ملابس مدنية، وقرب جامعة صنعاء أطلقت قوات الأمن القذائف الصاروخية ونيران البنادق على المحتجين وأصيب المئات منهم.
"14" أبريل الحرس الجمهوري والأمن المركزي يقومان باعتداء على المعتصمين في شارع جمال بمحافظة تعز وأسفر الاعتداء عن اصابة 30 جريحاً بالرصاص الحي بينهم امرأة.
"15" أبريل داهمت عدة أطقم تابعة للحرس الجمهوري والأمن المركزي، الحارة المجاورة لسوق الآنسي بمنطقة الصافية بصنعاء، بالقرب من منزل وزير الداخلية/ مطهر رشاد المصري، وقامت باعتقال "5" شبان من سكان المنطقة، واقتادتهم إلى قسم "45" بمنطقة الصافية, وكان الشبان الخمسة المعتقلون قد اعتدي عليهم من قبل بلاطجة تابعين للحزب الحاكم يقدر عددهم بـ"25" شخصا، على خلفية ترديدهم لشعار "ارحل"، حيث أقدم المعتدون على طعن الشبان الخمسة بالجنابي، والاعتداء عليهم بالضرب المبرح، ما أدى إلى إصابة بعضهم بجروح بليغة، وتلقى أحدهم طعنة في الوجه. وأشارت المصادر إلى أن جميع الشبان الخمسة تقل أعمارهم عن "18" عاماً، وهم كلا من: علي بارشيد، ماهر العرامي، محمد اليافعي، زكريا القدسي، محمد السراجي.
وفي محافظة تعز قالت مصادر محلية إنه سقط قتيل وأكثر من "14" جريحاً في نجد قسيم وجولة وادي القاضي إثر اشتباكات بين متظاهرين مطالبين بتنحي الرئيس كانوا في طريقهم إلى ساحة الحرية، قادمين من مناطق الحجرية، حيث أفادت المصادر المحلية هناك أن مجاميع من أنصار المؤتمر والذين تم بتجميعهم بغرض إدخالهم لأداء صلاة الجمعة في ميدان الشهداء، حيث قاموا باعتراض طريق الحشود التي كانت متجهة إلى ساحة الحرية.
إلى ذلك طالب المؤتمر الدولي للعدالة الانتقالية" السلطات اليمنية بوقف الانتهاكات التي يتعرض لها المتظاهرون سلمياً باليمن، واعتبر المشاركون في مؤتمر العدالة الانتقالية - الذي عقد في العاصمة التونسية - أن ما يجري في اليمن جرائم ضد الإنسانية وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لحماية المتظاهرين سلمياً، من الانتهاكات التي يمارسها نظام الرئيس/ علي عبد الله صالح.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد