بعد معارك استمرت أربعة أشهر..

الألوية المساندة لثورة الشباب تسطر ملحمة البطولة وتلتحم باللواء "25" ميكا في زنجبار أبين

2011-09-11 15:38:24 رصد/ أبو عبدالله


بعد معارك ضارية خاضتها الألوية "119" و"201" و"39" الباسلة والمساندة لثورة الشباب السلمية ضد العناصر المسلحة في محافظة أبين ـ سطرت تلك الألوية ملحمة بطولية أمس واستطاعت الالتحام باللواء "25" ميكا الصامد منذ سقوط زنجبار في 27/5/2011م والاتجاه لتحرير أبين.
"أخبار اليوم" ترصد وقائع المعارك منذ سقوط مدينة زنجبار وحتى دخول الألوية المساندة للثورة الشبابية والتحامها باللواء المساند لثورة الشباب "25" ميكا وفك الحصار عنه وهاكم الحصيلة:

سقوط جعار:
لقد دأبت العناصر المسلحة منذ أكثر من ثلاث سنوات وبدعم من النظام على ممارسة عمليات القتل والبطش وسرقة السيارات والاعتداء على الممتلكات العامة في ظل صمت رهيب من قبل قيادة أمن محافظة أبين بشكل خاص والنظام بشكل عام.
ذلك الانفلات الأمني الذي شهدته محافظة أبين نتج عنه قيام العناصر المسلحة بالسيطرة بشكل عام على مدينة جعار كبرى مديريات محافظة أبين في 27/3/2011م وقامت باقتحام مبنى الأمن العام في مديرية خنفر والمرافق الحكومية حتى جاءت الفاجعة الكبرى باقتحام مصنع الذخيرة "17" أكتوبر بمدينة الحصن وتفجيره، ما أسفر عن استشهاد 83 شخصاً من نساء وأطفال وشيوخ أغلبهم من الأسر الفقيرة من مناطق الرواء والرميلة والحصن وجعار، الأمر الذي جعل اللواء "25" ميكا المتمركز في مدينة زنجبار عاصمة المحافظة يستشعر مدى الخطورة التي سيشكلها المسلحون على المواطنين في المحافظة، فحاول قصف تلك العناصر في جعار وتمركز في منطقة عمودية دون أن تسانده أي قوة لمواجهة تلك العناصر.
واستمر المسلسل التدميري للعناصر المسلحة من خلال اعتداءها على المواطنين والجنود بعمليات اغتيال وغيرها حتى سقوط زنجبار.

سقوط زنجبار
لقد استيقظ سكان مدينة زنجبار عند الساعة السادسة من صباح الجمعة 27/5/2011م على مكبرات الصوت في شوارع مدينة زنجبار للعناصر المسلحة تنادي المواطنين بالخروج ومعلنين عن سقوط زنجبار وفي مساء اليوم ذاته تمكن المسلحون من السيطرة على الأمن المركزي والأمن العام ولم تقم الأجهزة الأمنية بمواجهة تلك العناصر المسلحة الذين كانوا قلة قليلة لا يتجاوز عددهم "250" شخصاً مقارنة بعدد الجنود والعتاد الذي تملكه الأجهزة الأمنية وخاصة الأمن المركزي المعروف بعملية تسليحه.
  • الحمزة: الجيش الموالي للثورة عصي على الكسر وسيتصدى لأي مؤامرة تحاك ضد اليمن
هروب القيادات وصمود "25" ميكا
سقطت عاصمة محافظة أبين "زنجبار" بأيدي المسلحين دون أي مقاومة تذكر، فيما أعلن قادة أبين الفرار إلى محافظة عدن وسكنوا الفنادق والشقق المفروشة والمنتجعات السياحية تاركين رعيتهم من أبناء زنجبار في العاصمة.
المسلحون بعد أن سقطت بأيديهم زنجبار حاولوا التفاوض مع قيادة اللواء "25" ميكا بواسطة أحد الوسطاء، إلا أن قادة اللواء "25" وجنوده البواسل أعلنوا رفضها التام لهذا التآمر مع كافة الأوامر العليا التي تقضي بتسليم اللواء "25" ميكا للمسلحين، وذلك لإدراك قيادة اللواء "25" بالخطورة وأن صموده في زنجبار من أجل حماية عدن من سقوطها بأيدي المسلحين وهو ما كان يخطط له النظام.


لقد صمد اللواء "25" ميكيا طيلة "103" يوماً منذ سقوط مدينة زنجبار في "27/5/2011م رغم كل المؤامرات التي كانت تحاك ضده من خلال حصاره وعدم امداده بالتموين والمواد الغذائية والمشتقات النفطية وظل يقارع ويواجه تلك العناصر ببسالة نادرة قلما تجد أي لواء يحارب مثله مسلحين يجيدون حرب العصابات واستخدام الأسلحة التي اغتنموها من الأمن المركزي والعام والأمن السياسي واستطاع اللواء أن يسطر ملحمة بطولية ويقف صامداً في وجه تلك العناصر وأن يكبدهم خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

الالتفاف القبلي
لقد استشعر أبناء وقبائل محافظة أبين وخاصة قبائل المنطقة الوسطى بالخطر الذي يحدق بمحافظتهم والتآمر الذي يخطط له النظام في جعل أبين مسرحاً للعناصر المسلحة، فقاموا بالالتفاف بتطهير مديريات مودية ولودر والمحفد والوضيع من تلك العناصر المسلحة وطردهم من مديرياتهم دون رجعة، كما انتشروا بالنقاط لمنع دخول المسلحين إلى زنجبار وحاولوا أيضاً الوصول إلى مدينة شقرة ووادي حسان، وذلك من أجل مساندة للواء "25" ميكا وفك الحصار عنه إلا أن النظام التآمري وعند شعوره بأن القبائل سيحققون النصر لا محالة وجه طيرانه بقصف قبائل النخعين في وادي حسان والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 33 من القبائل وإصابة نحو "80" آخرين وقد حاولت القبائل الانسحاب إلى منطقة العرقوب واشتبكوا مع العناصر المسلحة وتمكنوا قتل العديد من تلك العناصر التي لجأت إلى استخدام السيارات المفخخة في العرقوب وعملية انتحارية أخرى في مودية اسفرت عن استشهاد "3" في العرقوب، فيما ظلت القبائل تنتشر في النقاط لمنع دخول المسلحين إلى زنجبار.. كما تمكن أيضاً شباب ملتقى لودر من تطهير مدينتهم من العناصر المسلحة واستطاعوا إحباط العديد من العمليات الانتحارية والعبوات الناسفة التي كانت تستهدفهم من قبل المسلحين الذين اعتقلوا العديد منهم، وقد ساند ملتقى شباب لودر اللواء "111" المتمركز في المدينة.

النزوح الجماعي
بعد هروب كافة القيادات الأمنية والتنفيذية في محافظة أبين إلى عدن، اشتدت المعارك بين المسلحين واللواء "25" ميكا، ما أدى إلى نزوح الآلاف من سكان مدينة زنجبار إلى محافظتي عدن ولحج وبعض قرى المحافظة وذلك جراء القصف الذي طال منازلهم ليستقروا في مدارس محافظتي عدن ولحج والبعض ذهب للبحث عن استئجار منازل لأيواء أسرهم بعد أن شردتهم الحرب وكلهم أمل أن تنتهي الحرب ويعودوا إلى محافظتهم.

ألوية مساندة للثورة
بعد مرور قرابة شهر من المعارك في أبين بين المسلحين واللواء "25" ميكا حاولت الألوية الثلاثة "119" "201" و"39" المساندة لثورة الشباب أن تنتشر إلى وادي دوفس معززة بالدبابات والأطقم العسكرية، وذلك لمواجهة العناصر المسلحة والتي خاضت ضدهم معارك ضارية بين كر وفر واستطاعت تلك الألوية أن تكبد المسلحين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح بمساندة الطيران الحربي الذي لعب أيضاً دوراً في أغلب طلعاته واستطاع أن يدمر أسلحة المسلحين وهروبهم من جبهة القتال المحيطة بدوفس والمتمركز في مدينة الكود وواصلت تلك الألوية قتالها حتى تمكن قادة تلك الألوية وأفرادها المغاوير أمس من فك الحصار عن اللواء "25" ميكا عند دخولهم عبر الطريق الساحلي باتجاه اللواء "25" ميكا.
  • الشيخ باهرمز: لا توجد قاعدة في اليمن والمسلحون يتبعون الدولة وينسحبون من أبين بعد الاتصال بهم من النظام
فضائح وأسرار
لقد ظلت "أخبار اليوم" تتابع بشكل مكثف المعارك الدائرة في أبين بين المسلحين والعناصر المسلحة واستطاعت أن تنقل كل شاردة وواردة عن تلك المعارك لإطلاع القارئ على ما يدور في أبين ومن خلال متابعة حثيثة في تغطية لتلك الوقائع استطعنا أن نكشف كثيراً من أسرار لعبة التآمر على أبين وصلة النظام بتلك العناصر والتي انكشفت جلياً من خلاله لعبة الطيران الحربي وقصفه مواقع آهلة بالسكان خاصة بمدينة جعار واستهدافه للقبائل في وادي حسان دون قيامه بطلعات ليلية لمواجهة العناصر المسلحة التي حاولت مراراً اقتحام اللواء "25" ميكا الصامد بزنجبار، كما قام أيضاً الطيران الحربي بتزويد المسلحين بالمواد الغذائية وهذا ما حصل في منطقة القريات شرق مدينة زنجبار عندما عثر المواطنون على مواد غذائية وتمور ودجاج.
وقام الطيران أيضاً بقصف منازل المواطنين في المخزن وجعار وجامع الحاج سليم أيضاً ومستشفى الرازي بجعار دون أن يتواجد أحد من تلك العناصر في تلك المواقع.
وفيما يتعلق بالجانب الإعلامي فقد تعمد الإعلام الرسمي إخفاء الحقيقة عن المعارك الدائرة في أبين ولم يشر إلى البطولات التي حققها اللواء "119" مشاة في الميدان ضد تلك العناصر المسلحة التي يطلق عليها النظام تارة بالقاعدة وتارة بالإرهابيين ولم نسمع خلال الأربعة الأشهر أن قيادات القاعدة المعروفة لدى العامة قد قتلت أو تشارك في تلك المعارك، إضافة إلى استفادة النظام من إطالة الحرب في أبين من أجل لفت الأنظار إلى زنجبار وبعيداً عن ساحات التغيير المنتشرة في المحافظات المطالبة بإسقاط النظام الذي تعمد إلى قطع الطريق عبر نقطة العلم بين عدن وأبين خاصة بعد أن أعلنت القبائل مساندتها لثورة الشباب واللواء "25" ميكا بغية عدم وصول المواد الغذائية والمشتقات النفطية إلى محافظة أبين وفتح طريق الحرور الوعر الذي أدى إلى زيادة معاناة المواطنين في المحافظة.
ولقد عبر العديد من الشخصيات السياسية والاجتماعية عن اعتزازهم بالنصر الذي حققته الألوية المساندة لثورة

الشباب في التحامها باللواء "25" ميكا وفك الحصار عنه.
وقال عبدالعزيز الحمزة ـ رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة أبين:ـ لقد أثلج صدورنا كثيراً لقيام اللواء "119" وقائده فيصل رجب واللواء "201" وقائده محمود الصبيحي بالإلتحام باللواء "25" ميكا بمدينة زنجبار وقائده/ محمد الصوملي والذي أبدى بسالة منقطعة النظير في صموده طيلة "4" أشهر قلما نجد ذلك الصمود الأسطوري في القوات المسلحة العائلية التي خذلت أبين وأهل اليمن جميعاً.
وأضاف الحمزة أنه في الوقت الذي صمدت فيه الألوية المساندة لثورة الشباب في وجه المسلحين، إلا أننا وجدنا تقاعساً من الجيش العائلي الذي مازال موالياً لبقايا النظام، والذي يريد تكريس الأزمات لليمن وبدأها في أبين، إلا أن مؤامرته باءت الفشل، مشيراً إلى أن الجيش الموالي للثورة عصي على الكسر وسيتصدى لأي مؤامرات جديدة تحاك ضد اليمن وأبناءه الشرفاء الذين رفضوا الذل والانصياع لهذه العائلة الطاغية التي أرادت أن تحول اليمن مرزعة لها.
ودعا الحمزة كافة أبناء أبين إلى رص الصفوف والعودة إلى محافظتهم والاستمرار في النضال حتى تحقق مطالبهم في إسقاط النظام، معبراً عن تقديره لقبائل أبين التي وقفت ضد هذه العناصر المسلحة.
من جانبه قال الشيخ/ محمد عبدالله باهرمز "أبوعبدالله" –رئيس المجلس الأهلي لمدينة لودر ورئيس المنظمة الوطنية للجان الشعبية بلودر وعاقل وأمين منطقة لودر- قال: إن دخول الجيش إلى أبين يسعد كافة أبناء أبين، مطالباً كل الشرفاء بالمحافظة أن يقفوا وقفة رجل واحد ويطالبوا بإقالة المحافظ والوكلاء وكل من تآمر على أبين من أكبر إلى أصغر مسؤول ويتم محاسبتهم، كون المحافظ أول الهاربين.
  • × تعمد الإعلام الرسمي إخفاء الحقيقة عن المعارك الدائرة في أبين ولم يشر إلى البطولات التي حققها اللواء "119" مشاة في الميدان ضد تلك العناصر المسلحة
وأضاف: إذا دخل الجيش مدينة زنجبار فإنه يجب أن يفتح طريق العلم إلى أبين بأسرع وقت، خاصة وأن المواطنين في المحافظة قد عانوا الويل من إغلاقه وأصبحت مدينة لودر محرومة من الكهرباء منذ شهرين بسبب طريق البترول، مشيراً إلى أن العناصر التي تتهمها الدولة بأنها قاعدة، فإننا نؤكد بأنهم تبع الدولة وأنهم لم ينسحبوا من أبين إلا عبر اتصال من النظام.
ودعا الشيخ/ باهرمز من كافة أبناء أبين إلى الصمود وأن لا يتركوا منازلهم، مشيراً إلى أن خروج المواطن من أبين قد ساعد على إطالة الحرب، منوهاً بأن النظام هو من صنع القاعدة لمحاربة الجيش وذلك لإيصال رسالة لدول الغرب بأن هناك قاعدة في اليمن وهذا غير صحيح.



 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد