مجهولون يعتدون على ضريح الشهيد المجاهد النقيب محمد سعيد باعباد بمديرية قصيعر بحضرموت

2011-09-20 03:47:40 أخار اليوم/ صلاح العماري


استنكرت الأوساط الثقافية والدينية والاجتماعية في مدينة قصيعر وحضرموت قاطبة ما تعرض له ضريح الشهيد المجاهد النقيب محمد سعيد باعباد أول شهيد روت دماؤه أرض فلسطين المحتلة وهو يدافع عن الأقصى الشريف، واستشهد رافع الرأس عام 1970م بفلسطين.. وروي جثمانه الثرى بمقبرة باعلوي بمدينة قصيعر بحضور كبار المسئولين ووفد من حركة فتح الفلسطينية.. فلم تكن تمر أكثر من ستة أيام على الذكرى السبعين لميلاد الشهيد البطل حتى فوجئ الجميع باعتداء آثم وغير مبرر على قبر الشهيد أدى إلى تكسير شاهد الرخام المنصوب على القبر المكتوب عليه تعريف موجز عن الشهيد والذي استقدمه المجاهدون خصيصاً من فلسطين والموجود على القبر منذ أكثر من ثلاثين عاما.. ويتضح من خلال حجم الحجارة التي ألقيت على القبر أن الذي قام بهذا العمل المشين إنسان بالغ تعمد إلحاق أقصى الضرر بالشاهد المصنوع من أقوى أنواع الحجارة.
وقد أصدرت أسرة الشهيد المجاهد النقيب محمد سعيد باعباد بياناً أدانت فيه هذا الحادث الذي استهدف شهيداً لا يمثل حضرموت فحسب بل يمثل قامة إسلامية عالمية.. وجاء في بيان الإدانة:
"لقد فوجئت أسرة الشهيد باعباد باعتداء غير متوقع على قبر الشهيد المجاهد الكبير محمد سعيد باعباد أدى إلى تكسير شاهد الرخام المنصوب على القبر المكتوب عليه تعريف موجز عن الشهيد والذي استقدمه المجاهدون خصيصاً من فلسطين والموجود على القبر منذ أكثر من ثلاثين عاماً.. ويتضح من خلال حجم الحجارة التي ألقيت على القبر أن الذي قام بهذا العمل المشين والجبان إنسان كبير بالغ تعتمد إلحاق أقصى الضرر بالشاهد المصنوع من أقوى أنواع الحجارة.. إن أسرة الشهيد إذ تأسف وتستنكر فإنها لا تريد إلقاء التهم جزافا ولكنها تذكر بحملة التحريض التي شنتها بعض الجماعات والأفراد ضد الشهيد وأسرته ممن امتزج بداخلها وترسب في أعماقها التعصب الديني الأعمى والحقد الطبقي الدفين.. وتلك شخصيات وجماعات معروفة نال ضررها الجميع، ولكنها عند الشهيد تنسى أنها تناطح جبلا أشم.
فالشهيد ليس شخصية محلية بل قامة إسلامية عالمية لا يمكن لأحد من حاطبي الليل وشذاذ الآفاق النيل من تاريخ نضاله وجهاده واستشهاده مهما بلغت قوته وكثر أنصاره، ويكفي أن نذكرهم أن المستشار عبدلله العقيل الأمين العام المساعد السابق لرابطة العالم الإسلامي عدّ الشهيد محمد سعيد باعباد ضمن أعظم أعلام الحركة الإسلامية في العصر الحديث.. وذلك في كتاب "من أعلام الحركة الإسلامية" وسيرة الشهيد معروفة وموثقة في الكتب والمراجع، رغم أن الشهيد - للمفارقة - لم يطلب الشهرة واستشهد وزملاؤه لا يعلمون أنه ضابط برتبة نقيب وأكاديمي حاصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية وقطع شوطا لتحضير رسالة ماجستير أخرى عن القضية الفلسطينية استشهد قبل أن يكملها.. وأكد ذلك الشيخ/ عبدلله عزام في كلمته الشهيرة التي ألقاها في جنازة الشهيد بعد دفنه، قال فيها: "يا أهل قصيعر ارفعوا رؤوسكم في السماء، إن شهيدكم الذي واريتموه التراب جاء إلينا ليقاتل معنا ولم يذكر لنا - نحن زملاؤه - الرتب والشهادات التي يحملها، ولم نعلم بذلك إلا بعد استشهاده".. إن الألسنة الحاقدة التي حرضت والأيادي الخسيسة التي امتدت بالإثم والعدوان على قبر هذا الرجل المجاهد لا يمكن أن يكون صاحبها إلا إنساناً وضيعاً فاقد لكل معاني الشرف والمرؤة والرجولة، فلو كان عنده ذرة من الخلق أو دين لما فعل فعلته المشينة وهو متخفي، ولأظهر لنا رأسه الذي يحمل كل هذا الحقد على احد رموز الخير وأعلامه، ومن يشهد له القريب والبعيد بأنه نال كل رتب الشرف والمعالي".
"إننا نطلب في هذا السياق من الجميع مساعدتنا في التعرف على من قام بهذا العمل المشين، فالشهيد لنا جميعاً ومفخر لكل أبناء قصيعر وحضرموت، بل ورمز من رموز الأمة العربية والإسلامية قاطبة، وإننا نتعهد بتعقب من يقف خلفه بكل الطرق ونطلب من الكل أفرادا وجماعات إدانة هذا العمل والتصريح بإدانته على مستوى قصيعر، خطباء المساجد وعقال البلدة ورؤساء الجمعيات الأهلية وكل الشرفاء، وعلى المستوى العام كل الأحزاب والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني داخل حضرموت وخارجها.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد