أخبار اليوم في زيارات خاصة لأسر الشهداء - الحلقة الثالثة

الشهيد عبدالله السروري.. حكاية نضال وكفاح من أجل الوطن

2011-10-01 04:48:49 تقرير/وئام الصوفي


خرج مضحياً بنفسه في سبيل تحرير وطنه من ظلم واستبداد وقهر النظام , باذلاً روحه رخيصة في سبيل تخليص وطنه وشعبه مما حل به من الفقر والحرمان وجور السلطان.. كان همه الأكبر تحرير الوطن من عصابة مستولية على جميع خيراته ..
إنه الشهيد/ عبدالله سعيد السروري الذي عاش مكافحاً مصارعاً أهات المكان وكآبة الزمان ..زارت "أخبار اليوم"عائلته واطلعت على أبرز تفاصيل المأساة وخرجت بالتقرير التالي..
الشهيد/ عبدالله سعيد السروري من مواليد1967 ،متزوج ولديه 7 أطفال يسكن في حي صينه بتعز .. عاش مكافحاً طيلة حياته ،حيث كان يعمل في إحدى الورش بالأجر اليومي من أجل أن يوجد لأولاده لقمة العيش الحلال بسبب وضعه المادي الصعب ..كان الوطن هو همه الأكبر ومرارة الحياة هي الدافع له للمشاركة في ثورة الشباب الشعبية السلمية من أجل حياة كريمة بعيدة عن الفقر والبطالة والخوف والذل والقهر الذي جثم على أبناء اليمن طيلة ثلاثة وثلاثين عاماً.. وهو الأمر ذاته الذي جعل شباب اليمن يخرجون ويواجهون رصاصات وأسلحة النظام بصدور عارية دون خوف أو وجل .

* قصة إستشهاده

السعي نحو إيجاد وطن يحترم كيانك كإنسان يحلم بحياة مشرفة جعل الأحرار يقدمون أرواحهم رخيصة لإنقاذ الوطن من المستبدين والفاسدين../4/2011 كان يوم الاثنين الدامي في تعز في مجزرة ارتكبتها قوات الرئيس بحق أبناء تعز المعتصمين في شارع حوض الأشرف الكائن وسط المدينة ومنهم الشهيد عبدالله السروري الذي أعلنت السماء انضمامه إلى قافلة الشهداء إثر إختراق رصاصة أحد القناصة عنقه لينتقل إلى جوار ربه مطلقاً ابتسامته في عنان السماء ومخلفاً وراءه سبعة أطفال كان هو كل شيء بالنسبة لهم.
ولم تتوقف عملية إطلاق الرصاص وخاصة من قبل القناصة الذين كانوا يتمركزون فوق أسطح المباني المحيطة بشارع حوض الأشرف والتي خلفت إصابات كثيرة في صفوف المتظاهرين .
الشهيد السروري الذي انتقل إلى جوار ربه ليرتاح بعد عناء وهم طويل كان همه الوحيد قضية الثورة على الظلم والفقر والفساد الذي أطبق على أنفسنا وعقولنا طيلة ثلاث وثلاثين عاماً.
وكما كان الشهيد السروري محبوباً بين الناس بخلقه النبيل وقيمه العالية حنون –كان له أيضاً علاقات كثيرة وله أحباب وخلان كثر وكذا أصحاب وجيران يوقف معهم بما أعطاه الله وكلما تذكروا هذا العبد لله تأثروا جميعاً برحيله.
* كان عمود البيت لها و لأولادها
كان الشهيد/ عبدالله الزوج الوفي لزوجته والأب الحنون على أولاده .. ترك فراغاً كبيراً في قلوبهم بعد رحيله .. تتحدث إلينا زوجة الشهيد قائلة: لا أقدر أن أصف حياة عبدالله وحنانه وطيبته فاللسان تعجز عن و صفه وأنا أحسبه عند الله شهيداً..
 وفي دقائق من الألم ولحظات يرثى لها تتساقط من عيني زوجة الشهيد الدموع وتقول: تفاجأت بنبأ استشهاد زوجي وكيف سنعيش من بعده ,فقد كان عمود البيت لي ولأطفالي السبعة وهو الوحيد العائل لهم وقد ذهب وتركهم وحيدين,لا يوجد لهم الآن سوى الله سبحانه وتعالى ومن يحب أن يفعل الخير .
ووجهت زوجة الشهيد رسالة لعلي صالح خاطبته فيها: اعلم يا علي صالح إذا فلت من عقاب الشعب فاعلم أنك لن تفلت من عقاب الله والقاتل لابد أن يقتل ولو بعد حين.

* تمناها فنالها

الكثير منا يتمنى الشهادة ويعشقها ولكن القليل منا من ينالها ،ذلك لأن الله جل جلاله قد جعل للشهادة في سبيله منزلة عالية لا يبلغها ولا ينالها إلا العبد الصادق المخلص.. يروي لنا شقيق الشهيد غالب السروري حكاية شقيقه قائلاً: رحمة الله عليه له أكثر من عامين وهو يتمنى الشهادة وحتى في العام الماضي في العيد جئت وسلمت عليه وقلت له من العائدين إن شاء الله تعود حاج فرد عليا قائلاً " إن شاء الله شهيد".. تمناها فنالها وبحسب كلام شقيقه غالب فقد كان الحافز الديني عنده قوي جداً ،حيث كان دائماً يقول أتمنى أن أكون مجاهداً في فلسطين وإذا فتحوا لنا مجال الجهاد سأذهب لكي أنال الشهادة.
 وأضاف شقيق الشهيد: لما جاءني خبر استشهاده فرحت كثيراً وحمدت الله كثيراً, لأن ربي حقق له ما تمنى وفاز بكل شيء وهي الشهادة في سبيل الله ومن أجل هذا الوطن المعطاء.
 ووجه شقيق الشهيد رسالة إلى فاعلي الخير بأن يقوموا بزيارة تفقدية إلى منزل الشهيد عبدالله السروري , حيث لم يلقَ أطفال الشهيد أيام الأمطار أين يناموا بسبب رجوع المياه إلى داخل المنزل.
*ضحى بنفسه من أجل حياة كريمة لأبناء وطنه

في كل مرة تستدعي اليمن حبها المحفور في وجدان أبنائها تكون تعز في مقدمة الركب ,حيث تحتضن مخزوناً هائلاً من الرجال ومتحفاً زاخراً من التضحيات ..
يتحدث إلينا هشام السروري -أحد أقرباء الشهيد- قائلا: كان الشهيد رحمه الله يحب فعل الخير ,دائماً مع الناس مقدماً روحه مع من يعرفه ومن لا يعرفه ,كما كان يحب قول الحق ولا يخاف في الله لومة لائم وكان متواضعاً يأكل من عمل يده ويوفر لقمة العيش لأولاده .
 وأضاف هشام :الشهيد ليس موظفاً ولا يوجد له أي معونات أو مساعدات ,كان يكافح ويعمل لأجل أن يعيش ولكن الآن يوجد بعض رجال الخير يقدمون جزءاً بسيطاً من المساعدة حيث يقدم مالا يقل عن عشرين ألف ريال ,لكنها لا تكفي ولا تغطي إلا القليل من حاجيات الأسرة التي تتكون من سبعة أطفال وأم ولا يوجد أي عائل يقوم على رعايتهم.
 ووجه هشام السروري عبر "أخبار اليوم" رسالتين الأولى إلى النظام خاطبه فيها: يا علي صالح وياقيران إن النصر قريب ونسأل الله أن ينتقم منكم آجلاً أم عاجلاً .
والثانية إلى فاعلي الخير والمؤسسات والجمعيات الخيرية بأن عليهم أن يكفلوا هذه الأسرة الفقيرة وهؤلاء الأيتام الذين أستشهد والدهم من أجل حياة كريمة لأبناء وطنه , بعيداً عن الظلم والاستبداد والفقر والبطالة ولا يوجد من يعولهم إلا القليل من رجال الخير بالشيء البسيط والذي لا يكفي لأبسط الاحتياجات الأساسية لهذه الأسرة المحتاجة لكم.
* إلى أصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء

من خلال زيارتنا إلى منزل الشهيد السروري وجدنا أشياءً موجعة ومؤلم’ة.. 7 أيتام وأم صابرة يعيشون وسط بيت شعبي تتكون من غرفتين ومطبخ وحمام وكما نزل المطر لا يجدون مكاناً ينامون فيه.. أسرة فقيرة للغاية يعيشون حالة مأساوية ومحزنة ترثي لها القلوب وتدمع لها العيون.. كان والدهم بالنسبة لهم كل شيء في هذه الحياة ..فإلى كل القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء أولاد الشهيد "ندى ومحمد وسمية وموسى وخديجة وأسماء وعائشة" ينادونكم عبر "أخبار اليوم" لتقفوا بجانبهم فأنتم لهم بعد الله عزوجل فلا تبخلوا بعطائكم عليهم.

انتظرونا

مآسي ترثي لها القلوب وتدمع لها العيون وهذا ما وجدناه ولاحظناه أثناء زيارتنا لعائلة الشهيد السروري التي تصارع حزناً وألماً وظروفاً حياتية ومعيشية قاسية .. على أمل أن نلتقي معكم أعزائي القراء في حلقة قادمة وبنفس الصفحة مع عائلة شهيد آخر فانتظرونا ودمتم بحفظ الله ورعايته.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد