أصدر علماء الحديدة بياناً تبرأوا من خلاله صدور أي فتوى أو بيان صادر عن جمعية علماء اليمن والتي تحوي صراحة أو ضمناً إباحة دماء المسلمين المتظاهرين والمعتصمين....
وجاء في البيان بأنه ومن المعلوم أن أجلّ المقاصد التي أتت الشريعة لحفظها وأعظم المصالح التي أتت لتحقيقها وتكميلها حفظ الضرورات الخمس ( الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال ) وأن حرمة دم المسلم وصيانته والمحافظة عليه والخوف عليه من أن يراق بغير حق ووجوب سد أي طريق مفضٍ إلى الاستهانة بدماء أهل الإسلام وأموالهم وأعراضهم، كل ذلك من أصول ديننا الإسلامي الحنيف ومقررات شريعة ربنا عز وجل، الذي حرم قتل النفس إلا بالحق، والمجال مجال تذكير وتأكيد وبيان وليس مجال إسهاب وإلا فإن النصوص الشرعية المطهرة في هذا المجال لا تخفى على المسلمين جميعاً فقد توعد الله سبحانه أشد الوعيد على قتل النفس الحرام في غير ما آية في كتاب الله وجاء بيان ذلك في غير ما حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكفى في بيان وضخامة قدر النفس المؤمنة وحرمة دم المسلم قول الله تعالى ( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً ) وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل رجل مسلم ) رواه الترمذي.
وتبرأ علماء الحديدة من كل ما جاء في بيان جمعية العلماء وقالوا بأنهم يبرأون إلى الله من أي فتوى أو بيان تصدر عن جمعية علماء اليمن، تحوي صراحة أو ضمناً إباحة دماء المسلمين المتظاهرين أو المعتصمين في اليمن.
واستنكروا ما جاء في البيان بوصف المعتصمين أو المتظاهرين بأنهم خوارج أو محاربون أو غير ذلك من الأوصاف التي يراد بها إباحة دماء اليمنيين كل ذلك من الخطأ البين والظلم الفاحش والغلط الواضح في التصور أو الحكم.
ودعا علماء الحديدة، هؤلاء المفتين الذين يصدرون الفتاوى بتوجيهات عليا بالقول: إياكم والركون إلى الظالمين فقد قال الله تعالى ( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون)
وقال صلى الله عليه وسلم ( إنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ولا يرد عليّ الحوض ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد عليّ الحوض ) رواه أحمد في مسنده.
وقال البيان بأن علماء الحديدة يذكّرون علماء جمعية العلماء المثول بين يدي الله في حال صدر منهم ما تعتمد عليه الدولة في استباحة دماء اليمنيين مما سيدفع – ربما _ بعض الأطراف الأخرى إلى الخوف على أرواحهم وأعراضهم فيدفعوا عن أنفسهم وأعراضهم مما يترتب عليه مفاسد عريضة قد تجر إلى حرب أهلية تذهب بأرواح اليمنيين على نطاق واسع.
عندها سيكون علماء جمعية علماء اليمن سبباً بفتح باب الحرب الأهلية في طول البلاد وعرضها، وإننا ومن منطلق اعتقادنا بأن دماء اليمنيين ( رسميين ومواطنين وعسكريين ومدنيين ) معصومة ومحرمة شرعاً.
وحرصاً منا على سمعة ومكانة علماء جمعية علماء اليمن من أن يلقوا الله بدماء مئات الآلاف أو الملايين من اليمنيين الموحدين معصومي الدماء.. فإننا نوصي أنفسنا وإياهم بالحذر من القول على الله بغير علم وأن نتحرى في الفتوى والبيان الفقه والدليل براءة للذمة من دماء الأمة ولنحذر من الركون إلى الظالمين أو الذب عن الخائنين بلسان الحال أو لسان المقال وإلى الله المآل وعنده وحده الحساب و العقاب
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
وصلى الله وسلم على من أرسله الله بشيراً ونذيراً
وعلى آله وصحبه أجمعين