قالت منظمة "مناصرة" للتنمية الاجتماعية – مقرها الرئيسي تعز- إن القصف العشوائي الذي تعرضت له مدينة تعز وعدد من أحيائها السكينة مساء أمس الأول الثلاثاء الموافق 4 أكتوبر 2011م كان قصفاً في قمة الرعب، حيث لم تشهد مثيله تعز منذ بداية الثورة الشبابية، حيث تم قصفها من عدة جهات يتمركز فيها أنصار نظام صالح وموالوه ممن يسمون بـ"البلاطجة" واستخدمت في القصف قذائف المدفعية هون "82" والدبابات ومعدلات م – ط "23" المضاد للطيران ومعدلات 7/12، بالإضافة إلى أسلحة جديدة استخدمت في قصف المدينة، مخلفة انفجارات غريبة، يصعب تحديد نوعها.
وأشارت المنظمة في بيان لها إلى أن ذلك القصف كان في وحشيته الكبيرة، وأضافت أن الحصيلة الأولية لما خلفه قصف القوات الموالية لصالح على المدينة حتى كتابة البيان أربعة شهداء وهم : "الطفل أحمد قاسم الحبيشي، وحاشد العامري، وعبدالحكيم النور، وماجد مكرد الحمادي"، بالإضافة إلى طفلة عمرها شهرين لم يعرف اسمها بعد، وأكثر من 46 جريحاً، قرابة 13 منهم حالتهم حرجة، بينهم سبع نساء وستة أطفال، ومن المحتمل أن ترتفع الأرقام بعد عملية المسح التي ستتم من قبل المستشفى الميداني والمعنيين بالأمر في الساحة.
وقالت منظمة مناصرة إن مثل تلك الأعمال التي يتعرض لها المدنيون تنذر بكارثة إنسانية في المدينة في حال استمرت قوات صالح تنهج طريق العنف ضد المدنيين العزل والشباب الثوار، ومنظمة مناصرة تدين كل تلك الأعمال القمعية والوحشية وتستنكر أن يواجه الثوار السلميين بكل تلك الأسلحة.
ولذلك ومن منطلق الحرص على سلامة المواطنين تناشد منظمة مناصرة أفراد قوات الأمن والحرس الخاص وكافة الوحدات العسكرية التي لا تزال تنفذ توجيهات بقايا نظام صالح أن يغلبوا مصلحة اليمن ومصلحة الشعب على مصالح أفراد لم يعد لهم مكان بين اليمنيين، وأن يتوقفوا عن تنفيذ أوامرهم في قصف المدنين وقتل الأطفال والشيوخ والنساء وترويع الآمنين، وان يتحرروا من تبعيتهم لبقايا النظام ويلتحقوا بركب الشباب الثائر في كافة الساحات عامة وفي تعز خاصة، وان يعلموا أن من يقصفونهم هم إخوانهم وأهلهم، تربطهم رابطة الدين والوطن والنسب، وان عودتهم إلى جادتهم ستجنبهم المساءلة والمحاسبة التي ستطال كل من سفك دم مواطن بريء، ولن يفلت من العقاب أي متورط في كل تلك الجرائم الإنسانية التي تتعرض لها مدينة تعز ، وأنها جرائم لا تسقط بالتقادم .
واختتمت منظمة مناصرة بيانها بمطالبة المجتمع الدولي أن ينظر بعين المصلحة للشعب اليمني المطالب برحيل نظام صالح ومحاكمته وان يؤدي المجتمع الدولي دوره تجاه ما يتعرض أبناء الشعب في كثير من المحافظات من قتل وسفك دماء بلا وجه حق، لا لشيء إلا لأنه طالب التغيير.
ودعت كافة شرائح المجتمع للمساهمة في رفد الثوار في تعز بكافة المساعدات التي يحتاجونها، وخاصة المستشفى الميداني الذي يعاني من نقص في الأدوات والمستلزمات الطبية بصورة كبيرة منذ ليلة الثلاثاء، مطالبة بحماية المرافق الصحية والطواقم الطبية المسعفة وعدم المساس تقدم خدمات إنسانية لمن يتعرضون للقصف الوحشي، مستنكرة في نفس الوقت القصف الذي تعرض له مستشفى الروضة، والتعاون، والدقاف، ومنددة بعمليات الاختطاف التي تعرضت لها سيارات الإسعاف في شوارع تعز .
وأشارت المنظمة إلى أن القصف الوحشي الذي تعرضت تعز كان عقب انتهاء برنامج "الاتجاه المعاكس" من قناة "الجزيرة" شارك فيه عن الشباب الثوار الدكتور/ وسيم القرشي، وياسر اليماني عن الحزب الحاكم، حيث أكد القرشي أن شباب الثورة سيحاكمون علي عبدالله صالح وأبنائه وكل من شارك معه في قتل اليمنيين، وقالت إلى متى سيظل أحرار تعز والرأي فيها يتعرضون لمثل تلك الأعمال الوحشية بسبب مطالبهم المشروعة "رحيل نظام صالح وبقاياه وكل من يواليه" .