لم يعد في الوقت الفاصل بين مهمة لاعبي منتخبنا الوطني للناشئين في النهائيات الآسيوية التي تستضيفها العاصمة الإيرانية سوى بضعة أمتار - بلغة كرة القدم - ومع ذلك مازال الجميع نائم في العسل، حيث يدار الشأن، وكأن الأمر لا يهم، ولا يرتبط بشعب ومحبين وعشاق.
صورة مشوهة يرتسم فيها حال منتخبنا الصغير الذي يراهن عليه الجميع قبل جهازه الفني، نظرا لامتلاكه عناصر ذات فعالية تستطيع ترجمة الكثير في واقع المنافسة أمام المنتخبات الأخرى، عناصر أظهرت الكثير على مرحلتين أولها التصفيات المؤهلة للنهائيات مع الكابتن سامي النعاش، وثانيهما مع الكابتن أمين السنيني في كأس العرب التي جرت في المغرب، وحقق فيها المنتخب نتائج متميزة وصل من خلالها إلى نصف النهائي.
الكابتن أمين السنيني الذي جاء بديلا للنعاش الذي أوكلت إليه قيادة منتخبنا الأول يقع في واجهة الحدث، كربان للسفينة وحامل للتطلعات، خصوصا أن الجميع ينظر إليه من زاوية خاصة وحصرية، بصفته صاحب إنجاز ما يسمى بمنتخب (الأمل) في العام 2002م، والذي تأهل إلى نهائيات كأس العالم، حيث يربط المتابع والمحب تلك الجزئية بهذا المنتخب ومدربه، ومن خلال نظرة قريبة لما يحتضنه هذا المنتخب من مقومات في اللاعبين أكان من خاض التصفيات في الكويت أم من تمَّ إضافته عبر رؤية السنيني.
قبل أيام قرأت مقابلة صحفية للسنيني تتعلق بشأن المنتخب وأحواله، فوجدت سطورها (كارثية) تطيح بكل الآمال والتطلعات، في هذا التوقيت الذي لم يعد يفصلنا فيه سوى القليل، وجاءت سطور السنيني لتحاكي الجميع بالواقع الذي يعيشه المنتخب المغيب عن الإعداد السليم الذي يلائم المهمة التي يرتبط بها الجميع من سكة تفاؤل وطموح كبيرين.
السنيني قالها بالفم المليان إنه يحتاج إلى نظرة مختلفة ومغايرة من قبل كل الجهات، وخص بذلك اتحاد كرة القدم بصفته المسئول المباشر عن المهمة، ثم وزارة الشباب بصفتها الجهة المسئولة عن الشأن الرياضي، ومصدر ضخ الأموال لمثل هذه المهمة.
وقال السنيني في ختام حديثه: "أتمنى الدعم والوقوف إلى جانب المنتخب بشكل أكبر على المستوى الرسمي، سواء أكان من قيادة وزارة الشباب والرياضة أم الاتحاد العام لكرة القدم، أم الجماهير لأن المدة أصبحت قصيرة!!".
كلمات لا يمكن أن تصدر من مدرب، ونحن على اعتاب المشاركة والاستحقاق إلا من مساحة معاناة وغياب لهذه الجهات التي ربما اكتفت بالتعامل العادي، ربما بصرف مخصصات المياه والألبان في التمارين، وكذا الوجبات عبر أحد المطاعم المعتادة، وفانيلا التمارين وربما الأحذية وما يلزمها.. كلمات السنيني في ختام حديثة جاءت ترجمة حرفية لوضعية المنتخب، حيث أشار إلى أن هناك برنامجا شاملا قدمه في شهر مارس، ولم يترجم إلى واقع نتيجة الظرف المالي، إضافة إلى عدم قدرة الاتحاد على استقدام منتخبات لخوض مباريات إعدادية في ظل حضر المباريات من قبل الاتحاد الآسيوي عن ملاعبنا.
هكذا يكون الأمر واضح.. مهمة الكابتن أمين ولاعبينا في المعترك القادم تعترضها الظروف واللامبالاة، ويبدو أن الآمال ستبقى معلقة بجزئية الحماس والروح التي تفوقنا بها في كثير من المواعيد.. ومع ذلك أقول على جهات الشأن تسريع خطى ما بحوزتها وفي إدراجها لهذا المنتخب، وتوفير معسكر ومباريات مع منتخبات قوية ليستفيد، من مساحة المسئولية التي يحملوها.. لعل المهمة تنجز وتتحقق الغاية التي سيكون الاتحاد أكثر المستفيدين منها.