لا شك أن الموقف الذي اتخذه الكابتن أمين السنيني قبل أمس بالغياب عن تمارين منتخبنا الوطني للناشئين والذي تكرر أيضا أمس رآه البعض إنه استقالة واضحة بعدما تجاهل الجميع مهمته.. يعد موقفا شجاعا، بعدما تُرك وحيدا في مهمة وطنية كبرى ينتظرها الجميع بشغف لعلها ترسم بسمة على الشفاه بعد خيبات متتالية للكرة اليمنية بفعل من يقودونها!!.
فالرجل الذي يضع قدراته بين أفضل المدربين الوطنيين كان إلى قبل أيام من اتخاذ موقفه، ليطالب بوقفة مغايرة من قبل اتحاد العيسي في التجاوب مع الاستحقاق القادم الذي يهم كل أبناء الوطن، ويقع هو فيه في الواجهة في رغبة وطموح الجميع، بأن يكرر السنيني صناعة المجد للكرة اليمنية عبر إنجاز ثانٍ للعالمية عبر بوابة منتخب الناشئين الذي يخوض نهائيات آسيا في العاصمة الإيرانية بعد أيام قليلة.
ليكون السنيني قد دق ناقوس الخطر في مشاركتنا في النهائيات الآسيوية للناشئين، ونحن على بعد أمتار قليلة، وهو ما يتطلب حضور مختلف وإطلالة حريصة لصناع القرار الكروي في بلادنا والذين يواصلون العبث والتلاعب بالأمور وفق الأهواء ودون قدرة على تحمل المسئولية للمهام الموكلة إليهم في ظل غياب العمل المؤسسي، وعدم قدرة أعضاء الاتحاد على التعامل مع الأمور والمستجدات من مساحة خاصة، والاكتفاء بالاتصال التلفوني للشيخ أو الأمين العام لفك شفرة الخطوط اللعبة في العملية الكروية برمتها، والتي تمر مهمة السنيني ومنتخب الناشئين المهمل من خلالها!!.
السنيني قد يكون اختار لنفسه مساحة احترام، فاتخذ القرار بعدما وجد أن الكل ينتظر منه تقديم أجمل صورة بأقدام لاعبيه، فيما صناع اتحاد العيسي لا يبالي، ويرهن الأمور بضربة حظ وحماسة شباب قد تحقق شيئا، وأن لم تحقق، فذلك ليس بشيء جديد، لهذا كانت الفجوة بين مهمة السنيني وما يريده كمدرب وطني، ومسئولية الاتحاد اتجاه المهمة، تزداد في ظرف أسبوع، حيث كان المنتخب من المفترض أن ينتقل إلى معسكره الخارجي الأول والأخير في أول أيام شهرنا الحالي، إلا أن الفوضوية التي يتعامل بها الاتحاد عبر أمانته العامة التي لم تفِ بوعدها ليتم التأجيل إلى يوم أربعة، ثم جاءت الطامة الكبرى حين تدخلت عبقرية الأمين العام حميد شيباني الذي أصر على إبعاد اثنين من أهم لاعبي المنتخب بحجة الفحص، رغم أن النهائيات لا يتم الفحص فيها، لتزداد فوهة الخلاف، وتتضح نية قيادة الاتحاد في التعامل مع المنتخب ومدربه والمهمة الموضوعه أمامهما، والتي لم يعد يفصلنا عنها سوى أيام معدودات لا تتجاوز العشرين يوما.
الكرة لعبت باتجاه بعيد، لا أظن أن العيسي ومن يثق بهم لإدارة الأمور ستكون قادرة على إعادة الأجواء التي يحتاجها اللاعبون الذين سيكون من الصعب عليهم التعامل مع الحالة الجدية في حال رفض السنيني (الشجاع) في العودة إلى مهمته.. وبالتالي تتضح الصورة العقيمة التي ظهر فيها الاتحاد والتي عجز فيها خلال المدة الماضية في تهيئة الظروف الملائمة، واكتفى بترتيب سفر أمينه العام إلى البحرين، وتناسى أن هناك ما هو أهم ومرتبط برياضة الوطن.
ويبقى الأمر في اتجاه قدرة العيسي واتحاده على فهم ما يحصل، لعلهم يهتمون في غياب الشيباني المتواجد خارج الحدود في مهمة خاصة بمنشآت دولة البحرين التي تستضيف العرس الخليجي (21).