من يستطيع أن ينكر أن الشخصية الرياضية والإعلامية علي العصري قدم خدماته للإعلام لسنوات طويلة وأرتبط به كأسم متميز وصاحب أدوار خاصة كانت تظهر في أحلك الظروف وأصعبها، لتكون حلقة ربط بين المشاهد وشاشة التلفزيون اليمني ثم فضائيته في مشوار طويل جدا.
ومن لم يعتاد على الجلوس لساعات ليتفرج لما يقدمه الرجل في برنامجه الأسبوعي الذي أصبح تقليدا ثابتا ومساحة حرة في الإعلام الرياضي التلفزيوني، حتى حفظ الجميع إسمه كحالة خاصة ذات شأن مختلف عن الآخرين.
نعم.. اختلف البعض معه وأتفق البعض الآخر ، ونشد البعض حالة من الحياد.. لكن كل ذلك لم يغيب حضوره وإطلالته الإعلامية على الشاشات الفضية أكان كمقدم برامج أم ضمن كوكبة الإعلاميين العرب الذي ينقلون لنا مناسبات كبرى مثل كأس العالم والأولمبياد وغيرها عبر اتحاد إذاعات العرب.
الأيام الماضية حملت لنا ما لم نتوقعه.. فقد أُقصي الرجل من موقعه، وأُبعد بشكل قصري من الفضائية اليمنية.. كيف ذلك؟!!.. لا أحد يعرف، ولا أحد يستوعب الموضوع برمته!!.. فقد جاء عاجلا وفي صورة عاجلة دون مراعاة للسنوات الطويلة والخدمة الكبيرة التي قدمها الرجل في مشوار حافل وطويل.. من حق أصحاب الشأن في قناة الفضائية اليمنية أن يبحثوا عن التغيير .. لكن دون الإساءة إلى شخص العصري ومشواره وما قدمه للفضائية على مدى سنوات طويلة.
الصورة التي أرادت قيادة القناة أن تظهر بها ولدت مشوهة.. ومليئة بالتناقضات التي لا يمكن أن يتقبلها الشارع الرياضي الذي ارتبط بالعصري وحتى من اختلف معه.. فمن العيب أن يكون الجزاء (سنمار) لهذا الرجل الذي إعطاءنا الكثير خلال مشوار طويل ابتدأه لاعبا عملاقا ومقدم برامج متميز صاحب حضور خاص عبر شخصيته وصوته وطريقة أدائه.. لهذا يبقى أن على منهم أعلى من صناع قرار الفضائية اليمنية وأخص بذلك وزير الإعلام العودة إلى الصواب.. وقراءة السطر الذي غاب عند البعض.. حتى يكون الأمر أنموذج يحتذى به في وطن - دائما - ما يكافأ فيه المبدعون بالجحود والنكران!!.
هي حكاية تستحق أن يعاد ترتيب فصولها مع التركيز الشديد في الختام، وما تم قبل أيام.. حتى نقف على مسافة متساوية نحن والعصري ومحبوه بعد كل تلك السنوات التي أرى أنها تستحق التكريم لا الإقصاء وبتلك الصورة!!.. سنكون معا القناة ومن يقف عليها في التغيير وخلق الجديد، لكن ليس على حساب القامات والهامات والمشاوير الطويلة أمثال زميلنا العصري!!.
سننتظر موقفا مشرفا.. موقف يمر من واقع تفاصيل عطاء العصري وسنوات خدمته في مشوار الطويل .. كي لا تتكرر مآسي إقصاء المبدعين، كما حصل قبل سنوات مع الإعلامي المتميز محمد سعيد سالم.