أخبار اليوم / عبدالواسع راجح
أكد رئيس الدائرة السياسية بالتجمع اليمني للإصلاح بمحافظة حجة على أهمية مرحلة ما بعد الحرب على غزة في سبيل إعادة الأعمار للمباني المتضررة من منازل أهالي غزة والتي تستوجب مواصلة الدعم والمساندة شعبيا ورسميا ، وأن على الشعوب العربية والإسلامية أن لا تنظر للمواقف الرسمية من دولهم في سبيل ذلك كونها تحتكم لضرورات سياساتها وعلاقاتها مع الدول الغربية المساندة للمواقف الإسرائيلية والتي لا تخدم الموقف الداعم للمقاومة وإنما مصالح ضيقة ، داعيا كافة منظمات المجتمع المدني والقوى الوطنية الغيورة إلى تنمية ثقافة المقاومة لدى المجتمعات .
وأشار الدكتور إبراهيم الشامي - في الندوة السياسية التي نظمها إصلاح المحافظة عصر أمس بمناسبة انتصار المقاومة في غزة- إلى أن على الحكومات العربية والإسلامية أن تراجع حساباتها ومواقفها من المقاومة التي قلبت الموازين الدولية إزاء الأحداث الدائرة في فلسطين وما حققته المقاومة من نصر طالما انتظرته الشعوب وتفاجأت منه الزعامات التي ألفت الهزائم ولم تؤمن بعضها حتى الآن بما تحقق من انتصار للإرادة والحق ضد العدوان والجبروت الصهيوني ، مضيفا بأن عددا من القادة العرب والمسلمين قد أدركوا منذ وقت مبكر ملامح النصر وبعبع الترسانة العسكرية الصهيونية التي انهارت أمام صمود المقاومة ، فأعلنت مواقفها المشرفة لها ولشعوبها منذ بداية الحرب على غزة وبالمقابل لازالت قوى أخرى لم تدرك حتى الآن تلك التغيرات السياسية والجغرافية على الساحة الفلسطينية وتغالط نفسها وشعوبها حتى الآن بأوهام طمستها حقيقة الواقع المقاوم الذي جعل العدو نفسه يعترفا بهزيمته متسائلا إلى متى يظل هؤلاء الزعماء في غفلتهم ؟ و لم يؤمنوا بأن عهد الهزائم قد ولى وبدأ عهد انتصار الحق على الباطل ؟ .
وأكد الشامي بأن حرب الكيان الصهيوني مع غزة أفرزت الشعوب والزعماء على المستوى العالمي من مع الحق والعدل والسلام ومن مع العنجهية والظلم والاحتلال والحصار الجائر والمفروض على شعب أعزل على مرأى ومسمع من العالم وقواه الدولية التي لم تحرك ساكنا لوقف نزيف الحرب التي ذهب ضحيتها آلاف الأبرياء من الجرحى والشهداء ، مشيدا بدور الشعوب العربية والإسلامية الداعم للمقاومة والصمود ، وفي حديثه عن موقف اليمن الرسمي خلال فترة الحرب وما بعدها أبدى استغرابه من اعتذار اليمن من حضور قمة الدوحة التي كانت بمثابة الخروج عن طاعة قوى دولية تتبعها كثير من الدول والذي اعتبر تراجعا عن مواقف اليمن المشرفة والمعلنة سابقا وهو ما أعتبره خذلانا لإرادة الشعب اليمني وتوجهاته الداعمة للمقاومة الفلسطينية مؤكدا على ضرورة تلافي مثل هذه الهفوات مستقبلا بما يخدم مصلحة الأمة ، مستعرضا جملة من المواقف البطولية والرجولية للمقاومين في غزة من حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية التي أثبتت أنها الواقع وغيرها الوهم .
من جهته استعرض رئيس فرع الإصلاح بمدينة حجة كمال القدمي في محور "الصراع الفلسطيني الاسرائيلي " نبذة تاريخية عن تأريخ اليهود في المنطقة عبر التاريخ ومكانة القدس بين الديانات وكيف تعامل اليهود والنصارى خلال استيلائهم على الأقصى في فترات متعاقبة مع المسلمين وما ألحقوه من مجازر وحشية ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من المسلمين وكيف أن الإسلام والمسلمين خلال توليهم للأقصى بادلوهم بالتسامح والسلام والتعايش في أمان معهم ، مؤكدا بأن المقاومة في غزة قد أعادة للأمة الإسلامية والعربية الثقة في أن النصر حليفهم ما تمسكوا بالإسلام ومبادئه السامية وما كانت ثقتهم بالله عالية ، خاصة بعد مرور فترة من الهزائم التي نالت القيادات العربية خلال القرن الماضي ، مشيرا إلى المواقف التي سجلها التاريخ للعظماء من أبناء هذه الأمة الإسلامية أمثال الخليفة العثماني " السلطان عبدالحميد " المشرفة إزاء القضية الفلسطينية وعدم التفريط في القدس لليهود مهما كان الثمن .
هذا وقد تخلل الندوة قصيدة شعرية للشاعر عبدالرحمن مراد بعنوان "وبقيت مثل السيف فردا" إلى جانب عدد من المداخلات والأطروحات الفاعلة والتي عبرت في مجملها عن مواقف الشعب اليمني وأبناء محافظة حجة الداعمة للمقاومة والرافضة لكل أشكال التسويات والعبث بما حققته المقاومة من نجاحات عجزت عن تنفيذها دول بجيوشها وعتادها ، وكذا ضرورة مواصلة الدعم لاعمار غزة الباسلة وتضميد جراحاها الغائرة أثناء دفاعها عن الأمة الإسلامية ، داعين الحكومة اليمنية إلى ضرورة العمل على تثبيت مواقفها المشرفة إزاء المقاومة والعمل على تحقيق المصالحة بين الفصائل الفلسطينية لما فيه مصلحة الشعب والقضية الفلسطينية والأمة الإسلامية .
