د. منصور : تجديد الخطاب الإعلامي الإسلامي الرشيد يقتضي تجديد الخطاب الثقافي والحضاري

2009-02-12 03:39:05

أخبار اليوم / خاص

قال مندوب اليمن الدائم لدى جامعة الدول العربية ورئيس مؤسسة المنصور الثقافية للحوار بين الحضارات الدكتور عبدالملك منصور إنه في عصر الفضائيات والشبكات المعلوماتية لم يعد الإعلام كما كان عاملاً محايداً لمضمون ثقافي بل هو محور الصناعات الثقافية وأساس الاستراتيجيات المعرفية ومرتكز العلم وأضاف في ورقة عمل قدمها في مؤتمر الإعلام المعاصر بين حرية التعبير والإساءة للدين تحت عنوان الإعلام الثقافي الإسلامي الرشيد خصائصه ومتطلباته أن التمييز بين وسائل الإعلام ووسائطه المتمايزة الذي كان قائماً لم يعد له معنى منذ أن عانقت الكلمة والصورة والنص في الشبكة العنكبوتية من خلال تقنيات الاتصال الجديدة.

وقال إن الوضع الجديد طرح على المسلمين تحديات جديدة خطيرة في مرحلة يتركز النظر على المسلمين خصوصاً بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م التي كانت مرة رهيبة كشفت عن عمق الهوة التي تفصلنا عن الغرب واستغلها أعداء ديننا وأمتنا لإطلاق كل أشكال الدس والتشويه على ثقافتنا وقيمنا وتراثنا.

موضحاً أن استعراض أشكال الخطاب السائد لدينا يبين أن ردة الفعل لدينا لا تزال محدودة وهشة التأثير لم تصل إلى مستوى التحدي وجديته.

وصنف الدكتور عبدالملك الخطاب السائد حول الإسلام بين اتجاهات ثلاثة: خطاب تمجيدي، صدامي ، تقليدي تراثي.

وقال إن الخطاب التمجيدي تغلب عليه العاطفية والانطباعية الوجدانية وينبع من حرارة الإيمان ووشائج الولاء للمعتقد أساسه التقديس، أم الصدامي تغلب عليه الحدة ولغة الصراع لا يرى في الآخر إلا العدواني يتوهم المؤامرات في كل رأي وموقف يعتبر الأمة محاصرة بالأعداء من كل ناحية والدين مستهدفاً دوماً بالدس والتشويه، الخطاب التقليدي التراثي عاجز عن فهم مستجدات العصر ومتغيرات التاريخ يختصر الإسلام في بعض تأويلاته وتفسيراته ويبسط القداسة على ما ليس سوى فهم محدوده ونظر مخصوص.

وأشار إلى أن الخطاب الإعلامي الرشيد يتميز بخصائص محورية تتمثل في إبراز الإسلام في بعده الإنساني وجانبه التقريري.

واستعرض آليات الخطاب الإعلامي الرشيد والتي وزعها على ثلاث آليات تتمثل في الإعلامي الفضائي والوسائط المعلوماتية والترجمة.

ودعا إلى ضرورة إنشاء قنوات فضائية ناطقة بعدة لغات تتوفر فيها مقاييس العالمية من وسائل

ومهنية لتقدم الصورة الناصعة للإسلام في أبعاده.

وقال أن حضور الثقافة العربية الإسلامية في الوسائط المعلوماتية هامشي وضعيف وأنه يتعين تصميم مواقع جذابة وثرية تفرض مادة إعلامية رصينة باللغات العالمية الأساسية وتفتح نوافذ للحوار الموضوعي مع الآخر.

موضحا أن حركة الترجمة لا تزال ضعيفة محدودة التأثير في السياق العربي الإسلامي مما يفسر عجزنا الفادح عن إبلاغ صورتنا الموضوعية للآخر.

وأكد أن تجديد الخطاب الإعلامي الإسلامي الرشيد يقتضي في آن واحد العمل على تجديد الخطاب الثقافي والحضاري الذي هو مضمونه والتفاعل الإيجابي مع إستراتيجيات الإعلام البديل المطروح في السياق العالمي الذي تنتهي إليه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد