من وظيفة الحكم اتخاذ القرارات العادلة. بالتالي، كان هاورد ويب خياراً طبيعياً لينضمّ إلى لجنة تساهم في تحديد جائزة الفيفا للعب النظيف. أشرف الإنجليزي، الذي أعلن اعتزاله بعد قيادة مباريات كأس العالم البرازيل 2014 ، على أبرز المباريات العالمية طوال 20 سنة ضمن مسيرته التحكيمية، خصوصاً في نهائي كأس العالم 2010 بين أسبانيا وهولندا.

وقال ويب "من الرائع التواجد في لجنة تختار جائزة الفيفا للعب النظيف. أنا في لجنة مع بعض الأفراد المعروفين والمحترمين، كانت مسيرتهم رائعة في عالم كرة القدم، أفراد يفهمون معنى اللعب النظيف. يشرّفني اختيار أفضل أعمال اللعب النظيف لهذا العام. هذا أمر رائع لأكون ضمنه."

في الواقع انضمّ ويب إلى مجموعة موقّرة، إلى جانب نجوم كبار مثل جابرييل باتيستوتا ومارتا وفلاديمير بيتكوفيتش، بالإضافة إلى أدولف أوجي الرئيس السويسري السابق والمستشار الخاص لشؤون الرياضة من أجل التنمية والسلام في الأمم المتحدة. كلّ واحد من هؤلاء سيكون له نظرته الفريدة على ما يشكّله اللعب النظيف، من وجهات نظر اللاعبين والمدربين والمشاهدين. كيف يصف ويب ذلك؟

أوضح ويب قائلاً "يتعلّق الأمر بفعل الأشياء بطريقة صحيحة. الفوز بطريقة غير نظيفة ليس مرضياً تماماً، وهذا ليس روح اللعبة. عندما أفكّر باللعب النظيف، أفكرّ بحالات يتّخذ اللاعبون فيها قراراً للقيام بشيء يدعو للإحترام. لا يتعلق الأمر بالفوز بأي طريقة."

فضلاً عن أدواره المتعدّدة منذ اعتزاله التحكيم، من بينها التحليل التلفزيوني وتدريب حكّام الفيفا، فإن ويب مشجع أيضاً، يدعم فريق روثرهام يونايتد في الدرجة الإنجليزية الثانية. أعطت جوائز الأفضل لكرة القدم من الفيفا للمشجعين من مختلف أنحاء العالم فرصة نادرة للمشاركة في التصويت على عدة جوائز، من بينها جائزة بوشكاش و(إلى جانب المدربين واللاعبين والإعلاميين) جوائز أفضل اللاعبين والمدربين، وهذا ما يدعمه ويب بشدة.

حيث أكد ويب قائلاً: "أعتقد أن منح الفيفا الفرصة للمشجعين بالتصويت يدلّ على أهميتهم بنظر المنظمة الدولية. كرة القدم تتعلّق باللاعبين على أرض الملعب الذين يقدّمون العروض، لكن أيضاً بالجماهير في المدرجات الذين يخلقون الأجواء، بالإضافة إلى المشاهدين عبر التلفزيون. أعتقد أن الجماهير ستستمتع بقدرتها على اختيار الأفضل، إلى جانب المدربين واللاعبين والإعلاميين، وستحصل على فرصة المساهمة أيضاً. لذا أياً يكن الفائز، سيدرك بأنه الأفضل بنظر الجميع في مجتمع كرة القدم."

برغم تحكيمه لأكثر من عقدين، يصعب على ويب ضبط نفسه عندما يتابع فريقه المفضّل روثرهام والمنتخب الإنجليزي.

اعترف ويب مبتسماً: "عندما أشاهد كرة القدم، مثل أي مشجع آخر، أصرّخ دوماً على الحكم أو على شاشة التلفاز. ليس بطريقة مهينة، لكن عاطفية جداً."

ثم أضاف: "أحياناً، تكون ردة فعلي لكوني أعتقد بأن الحكم مخطىء. أشاهد الحالة في الإعادة وأكتشف في غالب الأحيان أن قراره صائب وأنا المخطىء! أعتقد أنه من الطبيعي أن يكون الجمهور عاطفياً ويخلق ردود الفعل، طالما لا تصل إلى حدّ التجريح والإهانة."

ويقرّ الحكم السابق أنه ارتكب أخطاء في الماضي، بينها واحدة بالغة الأهمية ستبقى عالقة في الأذهان وتمّت مشاهدتها بكثافة. وضمن روح اللعب النظيف، أقرّ ويب ارتكابه الخطأ.

قال ويب: "الأكثر شهرة كان في نهائي كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. قرار عدم طرد نايجل دي يونج في الشوط الأول. لقد ارتكب خطأ بقدم مرتفعة. كحكم، تقف في المكان الأفضل المتاح لك وتتخذ قرارك بحسب ما تشاهد وتعرف، كما تستخدم المعلومات من فريقك، والمعلومات بحوزتي لم تكن كافية لطرده. لم أكن في المكان المثالي واتخذت قراراً بدا صحيحاً آنذاك، لكن بالعودة إليه تبدو البطاقة الحمراء واضحة. هذه الحركة ستعيش معي إلى الأبد."

لا يشكّ أحد، أنه بسنين الخبرة هذه والطيف الواسع من تجارب اللعب النظيف، سيتخذ ويب وزملاؤه في اللجنة القرار الصحيح لاختيار الفائز لهذه السنة بجائزة الفيفا للعب النظيف.