بينما زعماء مجموعة الثماني يؤكدون أن على الرئيس نقل السلطة فوراً

دبلوماسي خليجي: دول المجلس تضع النظام اليمني بين خيار مجلس الأمن أو الرحيل الفوري

2011-05-27 18:31:51 أخبار اليوم / خاص


علمت "أخبار اليوم" من مصدر دبلوماسي خليجي في صنعاء عن وجود تحركات حثيثة ومشاورات بين دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية وبين كل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي وذلك في إطار إعداد الترتيبات لرفع ملف ما تسميه "الأزمة اليمنية" إلى مجلس الأمن.
وأكد الدبلوماسي الخليجي بأن عملية التوافق حول هذا الإجراء باتت مكتملة بعد تغير كلي لموقف الرياض وذلك إثر الأحداث الأخيرة الاشتباكات المسلحة، وما وصل إليه اليمن من مرحلة باتت تمثل مصدر قلق غير عادي لأمن واستقرار الخليج.
وأضاف المصدر بأن المتغير في الموقف السعودي الذي كان ينظر إلى أهمية الخروج باليمن من أزمته وفق توافق سياسي، حسب ما كانت قد وضعته المبادرة الخليجية التي رفض التوقيع عليها أكثر من مرة، وهو الموقف الذي أحدث منعطفاً في التعاطي مع الملف اليمني على المستوى الإقليمي والدولي، خاصة وأنه قد أنهى حالة الانقسام التي كانت موجودة داخل مجلس التعاون الخليجي كما أشار المصدر إلى أن الموقف الخليجي اليوم بات يتجه للتبلور حيال الأزمة اليمنية ـ حد وصفه ـ، متوافقاً مع ما يطرحه المجتمع الدولي بأهمية التنحي أو الرحيل الفوري للرئيس، مؤكداً في السياق ذاته أن الأسبوع الجاري سيشهد تحركات دبلوماسية إقليمية ودولية ضاغطة بصورة غير مسبوقة على النظام في اليمن من أجل قبوله بمطلبات الشعب اليمني المرتكزة على رحيل الرئيس.
إلى ذلك وفي نفس السياق قال الإعلامي السعودي/ سليمان الهتلان ـ وهو مذيع في قناة الحرة ـ إن الرياض أبلغت صنعاء يوم أمس بوجوب تخلي الرئيس عن السلطة في أسرع وقت بعد المواجهات الأخيرة التي جرت بين قوات الرئيس وآل الأحمر.
ونقل الهتلان ـ الذي يقدم برنامج حديث الخليج ـ عن مصدر خاص به تأكيده أن السعودية تخلت عن دعم النظام اليمني الحالي وأنها تؤيد رحيل النظام من السلطة عاجلاً.
وأضاف في صفحته على موقع "تويتر" نقلاً عن نفس المصدر أن دول الخليج اليوم تضع النظام في اليمن أمام خيار رفع الملف إلى مجلس الأمن أو الرحيل الفوري.
من جانب آخر طالب الاتحاد الأوروبي الرئيس اليمني/ علي عبد الله صالح بالرحيل الفوري والعاجل عن السلطة.
وقالت وزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين أشتون :" إن على الرئيس اليمني الرحيل الفوري عن السلطة "، معربةً عن أملها بأن "يصغي صالح لطلبات الشعب اليمني وأصدقاء اليمن".
وأضافت أشتون في بيان لها: "لقد حان الوقت لكي يظهر صالح التزاما حقيقياً بالانتقال السلمي والمنظّم للسلطة، وقد حان الوقت لكي ينقل صالح السلطة الآن"، مبدية "القلق الشديد إزاء تصاعد العنف في اليمن"، ودعت "كافة الأطراف إلى ضبط النفس".
وكان الإتحاد الأوروبي قد أعرب في وقت سابق عن عزمه البدء بمراجعة علاقاته مع اليمن، إثر تدهور الوضع الأمني هناك، وفشل الرئيس اليمني/ علي عبد الله صالح في توقيع المبادرة الخليجية لنقل السلطة ـ بحسب بيان صادر عن الاتحاد ـ.
من جانبها نقلت وكالة الأنباء الإيطالية "آكي" أمس الأول عن مايكل مان، المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، تأكيده أن الإتحاد الأوروبي شرع فعلاً في مراجعة علاقاته مع اليمن، حيث "توافقت دول الإتحاد على بدء العمل لمراجعة العلاقات مع اليمن، كما ورد في بيان وزراء الخارجية الاثنين الماضي"، وفق كلامه.
وأشار المتحدث باسم الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الإتحاد الأوروبي إلى أن استمرار عدم الاستقرار في اليمن لا زال يشكل مصدر قلق عميق بالنسبة لأوروبا، باعتبار أن "على الرئيس صالح أن يوقع على المبادرة الخليجية وأن يرحل، أما استمرار الوضع بهذا الشكل، فيدفع إلى تدابير إضافية".
وفي سياق متصل كثفت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا نداءاتهما الخميس الماضي للرئيس اليمني لكي يتنحى بعد تصاعد أعمال العنف ومقتل عشرات الأشخاص بصنعاء.
ونقلت وكالة رويترز عن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ـ التي كانت تتحدث في باريس الخميس ـ حثها جميع الأطراف في اليمن على وقف العنف في الحال.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للصحفيين في قمة مجموعة الثماني أن فرنسا تحمل صالح مسئولية إراقة الدماء الأخيرة في البلاد لرفضه التوقيع على اتفاق نقل السلطة.
وقال دبلوماسي أوروبي لرويترز "أن خطر الحرب المتزايد سيدفع الأزمة في اليمن إلى موقع متقدم في جدول أعمال قمة مجموعة الثماني في بلدة دوفيل على الساحل الشمالي لفرنسا، حيث يحرص زعماء العالم على مناقشة الموضوع في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أسرع وقت ممكن".
وأضافت كلينتون في مؤتمر صحفي :"نحث جميع الأطراف.. على وقف العنف في الحال", وقالت"مستمرون في دعم يمن موحد ومستقر, ومستمرون في دعم رحيل الرئيس صالح الذي وافق تكراراً على التنحي عن السلطة ثم تراجع باستمرار عن تلك الاتفاقيات."
وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية أن الخيار الوحيد المتاح لصالح هو التوقيع على مبادرة نقل السلطة التي تقدمت بها دول الخليج.
وأضاف "ندين القتال الذي وقع في إحدى مناطق صنعاء والذي هو نتيجة مباشرة للمأزق السياسي الحالي الذي يتحمل الرئيس صالح المسؤولية المباشرة عنه لرفضه توقيع اتفاق نقل السلطة الذي تقدم به مجلس التعاون الخليجي."
من جانبه حث المتحدث باسم الخارجية اليابانية "ساتورو ساتو" الرئيس صالح على توقيع الاتفاق وقال "انه لأمر "مؤسف للغاية" أن يقتل كل هذا العدد من الناس".
وأضاف"ساتورو ساتو" : "تتطلع اليابان بقوة أن يفي الرئيس صالح بتعهداته بنقل السلطة سلمياً وأن تتوصل الأطراف المعنية إلى توافق يؤدي إلى تحقيق استقرار مبكر للوضع."
زعماء مجموعة الثماني أدانوا جميعا العنف الذي تواجه به القوات اليمنية الاحتجاجات السلمية وحثوا الرئيس علي عبد الله صالح أمس الجمعة على الالتزام بتعهده بإنهاء حكمه الممتد منذ 33 عاماً.
وقال زعماء مجموعة الثماني في بيان سيصدر رسمياً بعد القمة التي استمرت على مدى يومين في فرنسا "ندين استخدام العنف في مواجهة الاحتجاج السلمي في أنحاء اليمن."
وأضافت المجموعة في البيان الذي نقلت رويترز مقتطفات منه "نحث الرئيس صالح على الوفاء فورا بتعهداته وضمان تلبية التطلعات المشروعة للشعب اليمني."
ودعا الزعماء إلى "انتقال سلمي ومنظم" للسلطة.
ومجموعة الثماني، أو مجموعة الدول الصناعية الثمانية، تضم الدول الصناعية الكبرى في العالم، أعضائها هم: الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان، ألمانيا، روسيا الاتحادية، إيطاليا، المملكة المتحدة، فرنسا، وكندا.
 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد