بعد أن شهدت العاصمة صنعاء هدوءاً حذراً يومي الخميس والجمعة بعد مواجهات دامية وعنيفة انتهت فجر الأربعاء سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى من المسلحين القبليين التابعين للشيخ/ صادق الأحمر ومن قوات الرئيس صالح.. أفادت معلومات منتصف ليل أمس أن مواجهات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة جرت في حي الحصبة بصنعاء، مؤكدة دوي 5 انفجارات كانت تستهدف إحدى العمارات التابعة للشيخ/ عبدالله الأحمر ـ رحمه الله ـ حيث كان مصدر القصف من معسكر سلاح الصيانة الواقع في حي سواد حنش المجاور لحي الحصبة..
وأكدت مصادر محلية سماع تحليق للطيران الحربي بأجواء العاصمة وسط أنباء عن سقوط قذائف قرب اللجنة الدائمة للحزب الحاكم بحي الحصبة كانت تستهدف منزل الشيخ الاحمر رغم إعلان الهدنة...
وكان مدير مكتب الشيخ/ صادق الأحمر بعد مغرب أمس قد أكد أن الهدنة بين أتباع الأحمر وقوات السلطة لازالت سارية المفعول حتى لحظة تصريحه.
وأوضح عبدالقوي القيسي في تصريح لـ"أخبار اليوم" بأن مدة الهدنة ليست محددة وإنما مشترطة بضرورة توفر حسن النوايا وعدم اختراقها حتى يتسنى للوسطاء استكمال الترتيبات، مشيراً إلى أن لجنة الوساطة حتى مساء أمس تعمل على إنسحاب العناصر التابعة للجانبين بحيث أن على الرئيس صالح سحب المليشيات والعصابات المتمركزة بالبيوت والعمارات وإيقاف الضرب من المعسكرات ـ حسب تعبيره ـ، ومن جانبه سيقوم الشيخ/ الأحمر بسحب أتباعه.
وأضاف القيسي بأن ما حدث من أضرار مادية لاتهم الشيخ/ صادق الأحمر، فيما الأمر الذي يهمه الأضرار البشرية، حيث أن كل شيء يمكن تعويضه إلا الروح التي أزهقت لا يمكن استعاضتها.
لافتاً إلى أن عدد القتلى تجاوز الـ"50" شهيداً من أتباع الشيخ والمشائخ الذين راحوا ضحايا الأحداث مع قوات السلطة، وأن عدد المصابين تجاوز الـ"115" شخصاً، مؤكداً أنه لا يوجد أحد من أسرة الشيخ صادق الأحمر وأقاربه من بين الضحايا ولم يصب أحد منهم بأذى، حيث كان الضحايا من أحبة الشيخ ومن مشائخ اليمن وعقلائها من مختلف المحافظات ـ حد قوله عبدالقوي القيسي.
وخاطب مدير مكتب الشيخ صادق السلطة : كفى لعباً بأوراق الفتنة، كفى سفكاً للدماء، وأن تدع لليمنيين اختيار الطريق الذي يريدون وأن يستجيبوا لمطالب الثورة الشعبية السلمية بالتنحي وأن تعمل على حقن الدماء، منوها إلى أن السنين التي لازال الرئيس صالح متمسكاً بها لن تحول اليمن إلى دبي أو أبوظبي والرياض طالما لم يستطع أن يفعل شيئاً منذ أكثر من 30 عاماً، داعياً الرئيس أن يفهم رسالة الشعب ويتعظ بما عمل به القاضي/ عبدالرحمن الإرياني عندما أراد أن يستقيل فقيل له إن اليمن لن تجد غيره أهلاً للرئاسة، فكان رده بأن ما قيل له عيباً وانتقاصاً في حق أبناء الشعب اليمني، فالشعب خزائن الله المليئة بالرجال، حيث ظلت هذه المواقف محفوظة في ذاكرة الشعب اليمني ووضعت الإرياني محل تقدير واحترام الشعب اليمني، إذ على الرئيس صالح أن يتعظ بذلك ويتنحى ـ حسب تعبير القيسي".