تدخل الحرب الدائرة في محافظة أبين اليوم شهرها الثالث بين العناصر المسلحة والتي سيطرت على مدينة زنجبار في صباح جمعة 27/5/2011م واللواء "25" ميكا الذي ما زال صامداً في وجوه تلك العناصر.
وعلى الرغم من مرور "90" يوماً على سقوط مدينة زنجبار في قبضة المسلحين لم تحقق تلك الحرب أي تقدم على الأرض من قبل وحدات كتائب ثلاثة ألوية هي "201" "39" "119" التي مازالت تتمترس بضع كيلو مترات من وادي دوفس غربي مدينة زنجبار ولم تستطع التقدم وتطهير مدينتي زنجبار وجعار من العناصر المسلحة أو فك الحصار على اللواء "25" ميكا الذي مازال صامداً في زنجبار يقارع تلك العناصر المسلحة رغم هروب كافة القيادات الأمنية والمحلية ومدراء عموم محافظة أبين منذ الوهلة الأولى لسقوط مدينة زنجبار بأيدي المسلحين.
وظلت الحرب الدائرة حتى اللحظة في محيط وشرق وغرب مدينة زنجبار بين المسلحين واللواء "25" ميكا والألوية الأخرى المرابطة في دوفس بين كر وفر على الرغم من استخدام وحدات الجيش كافة الأسلحة من طيران وقصف للبحرية والدبابات وصواريخ الكاتيوشا من ألوية المشاه إلا أن تلك الحرب التي بدأت خيوطها تنكشف للعيان بأن السلطة وبقايا النظام لها ضلع في إطالة هذه الحرب بمدينة زنجبار من أجل لفت الأنظار إلى أبين بدلاً من ساحات التغيير المنتشرة في عموم محافظات الجمهورية المطالبة بإسقاط النظام.
قد تسببت الحرب في إبقاء المسلحين بمدينتي جعار وزنجبار ونزوح الآلاف من مواطني تلك المدينتين والقرى المجاورة لها إلى محافظتي عدن ولحج وذلك بسبب القصف العشوائي الذي طال منازلهم وتهديم البنية التحتية وكذلك انقطاع المياه وتلوثها، بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم عن محافظة أبين.
وبات التآمر من قيادة المنطقة الجنوبية وبعض مراكز القوى في النظام يظهر جلياً على محافظة أبين وأبنائها، وذلك من خلال قيامها بردة فعل كقطع الطريق بين عدن وأبين خاصة عندما أعلنت قبائل المنطقة الوسطى مساندتها لثورة الشباب واللواء "25" ميكا وفرضت القبائل نقاطاً على مداخل مدينة زنجبار لمنع تسلل المسلحين إلى عاصمة محافظة أبين زنجبار، إلا أن تلك القبائل قد تعرضت هي لضربة جوية في شقرة أسفرت عن سقوط أكثر من "30" شهيداً وعشرات الجرحى.
كما سعت أيضاً العناصر المسلحة التي تواجه القبائل بعد أن فشلت بمواجهتها إلى عمليات انتحارية بهدف منع القبائل من الانتشار وفيما الحرب تنهي يومها "التسعين" فقد شهدت جبهتا دوفس وزنجبار اشتباكات عنيفة يوم أمس وأمس الأول الخميس بين المسلحين والألوية المرابطة في دوفس واللواء "25" ميكا.
حيث أكد شهود عيان لـ"أخبار اليوم" أن اللواء "25" ميكا قد قصف بالمدفعية عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون بمدينة زنجبار، خاصة "الصرح وحصن شداد وباجدار" مما أدى إلى مقتل أكثر من خمسة مسلحين وإصابة آخرين، مشيرين إلى أن الطيران الحربي والبحرية قد قصفت أيضاً عدة مواقع يتمركز فيها المسلحون ودمرت عدداً من السيارات والآليات العسكرية خاصة في دوفس والخاملة والمخزن.
وأضاف شهود عيان بأن المسلحين أصابوا إحدى الطائرات الحربية إلا أن قائد الطائرة تمكن من الهبوط بالطائرة دون إضرارها أو إصابته بأذى في معسكر بدر وتم إسعافه إلى أحد المستشفيات في عدن لإصابته ببعض الخدوش الطفيفة إثر تطاير الزجاج إلى وجهة أثناء الهبوط.
وقال شهود عيان أن اللواء "119" مشاة قد تقدم إلى أحد المزارع في محاذاة مدينة المسمير ولم يستطع التوغل نتيجة عدم مساندته من الألوية الأخرى المرابطة في دوفس وأشاروا إلى أن بعض العناصر المسلحة قد نفذوا أمس الأول الخميس عملية انتحارية على الوحدات العسكرية أسفرت عن مقتل أحد العناصر المسلحة ويدعى ناصر عبدالله أمجد من أبناء مديرية مودية وتم دفنه أمس.
كما أفاد شهود عيان أن مدينة جعار شهدت أمس هدوءاً نسبياً وشوهد اختفاء العناصر المسلحة بصورة مفاجئة عن المدينة.
إلى ذلك ذكرت تقارير صحفية أن مروحيات تابعة لسلاح الجو اليمني شوهدت خلال اليومين الماضيين، بإنزال مواد غذائية للمسلحين خلف مدينة زنجبار، حيث تعد هذه المرة الثانية التي يقوم بها الطيران بإنزال كميات من المواد الغذائية للمسلحين.
وأكدت التقارير الصحفية أن نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي في اجتماعه الأسبوعي مع اللجنة الأمنية العليا قد عبر عن استيائه من عدم تنفيذ الوحدات العسكرية لتوجيهاته وحدد هادي بالاسم مهدي مقولة ـ قائد المنطقة الجنوبية الذي لا ينفذ توجيهاته ولا يبدي تعاونه في محاربة القاعدة في أبين، مشيرة إلى أن هادي سأل وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان عما إذا كان مقولة يتبعهما فأجابا بالنفي ـ حسب ما أوردته التقارير الصحفية.