شوهد مساء أمس انسحاب العديد من الأفراد المرابطين في بعض النقاط العسكرية التابعة لقوات الحرس من عدة أماكن بالمحافظة وخاصة المستحدثة في شارع كلابة - أمام مستشفى الحياة - والنقطة المؤدية إلى مستشفى الثورة، في حين بقيت القوات المتمركزة في مستشفى الثورة والمحيطة به على حالها مع استمرار قطع الشارع المؤدي إلى ذات المكان والمتفرع من جولة القاهرة، وفي المقابل شوهد انتشار مسلحين بلباس مدني من الأماكن التي تم الانسحاب منها.
وفيما الغموض يلف الانسحاب المفاجئ لهذه القوات والمرابطة في أماكنها منذ عدة أشهر فقد رجحت مصادر مطلعة أسباب هذا الإجراء إلى المؤتمر الصحفي للجنة التهدئة، الذي من المقرر إقامته صباح اليوم وسيتم من خلالها استعراض الخروقات التي حدثت في بنود وثيقة التهدئة والموقعة بين مشائخ وأعيان تعز والسلطة المحلية بالمحافظة والجهات المسؤولة عن هذه الخروقات.
من جانب آخر وضمن قوافل التعزيزات العسكرية التي تصل إلى المحافظة, أفادت مصادر "أخبار اليوم" وصول "4" شاحنات كبيرة يوم أمس برفقة "7" أطقم عسكرية قادمة من محافظة صنعاء.
وأوضحت المصادر أن القافلة التي تقدمها قائد قوات الحرس بمحافظة تعز العميد/ مراد العوبلي توقفت في محافظة إب لساعتين من الزمن ثم واصلت طريقها حتى معسكر الجند بمحافظة تعز ومنه إلى شارع الستين.
وفي سياق مشابه شوهد يوم أمس دبابة برفقة طقم عسكري تسير بسرعة جنونية في منطقة الحوبان قادمة من خط عدن باتجاه معسكر الجند وهي الخطوة التي اعتبرها المواطنون نوعاً من الغطرسة واستعراض القوى بهدف إرهاب المواطنين والتي تقوم بها بقايا النظام بتعز.
على صعيد متصل سمع مساء أمس دوي انفجارات متقطعة في شارع الستين، ورجحت مصادر مقربة من المكان أن تكون ناتجة عن اشتباكات بين قوات الحرس والقبائل المساندة للثورة كما سمع إطلاق نار كثيف في أماكن متفرقة من المدينة لم يعرف مصادرها حتى ساعة كتابة الخبر.
إلى ذلك وضمن سلسلة المسيرات اليومية التي تشهدها تعز شهدت شوارع المحافظة صباح أمس مسيرة جماهيرية حاشدة تجمعت من عدة مناطق بالمدينة، مروراً بشوارع متفرقة قبل الوصول إلى ساحة الحرية. وصاحب مسيرات الأمس حملة إزالة صور الرئيس صالح من الشوارع التي علقت عليها كما طالب المتظاهرون بسرعة الحسم الثوري والبدء ببناء دولة اليمن الحديث.
وفي صعيد متصل وصلت إلى ساحة الحرية ظهر أمس مسيرة حاشدة قدمت من مديرية صبر قاطعة مسافة أكثر من "6" كم مشياً على الأقدام للمطالبة بالحسم الثوري.
ورفع أبناء صبر العديد من اللافتات المعبرة عن مطالبهم ومن ضمنها محاكمة النظام على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب اليمني.
من جانب آخر عبّر مشائخ ووجهاء وأعيان مديريتي التعزية والسلام عن استيائهم الشديد من التصرفات اللامسؤولة التي يمارسها قائد اللواء (33 مدرع) تجاه أبناء المديريتين والمحافظة بشكل عام.
وقال بيان صادر عن هذه الوجهات – وحصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه:- وقف مشائخ ووجهاء وأعيان مديريتي التعزية والسلام أمام الاستفزازات الخطيرة الناجمة عن التصرفات اللامسؤولة لقائد اللواء ( 33 ) مدرع – معسكر خالد سابقاً – العميد/ عبدالله ضبعان - الذي استغل صلاحيته كقائد عسكري بالزج بأحد ألوية القوات المسلحة البطلة في مهمة غير مهمتها - حيث يريد أن يجعلها في مواجهة الشعب وخصماً له وذلك من خلال استغلاله لمقدرات المعسكر البشرية والعسكرية في أذية الناس وتأجيج المشاكل وإيقاظ الفتن باستحداثه لنقاط عسكرية جديدة ودوريات خارج نطاق القانون والتي تتحول بدورها إلى عصابات لقطع الطرقات وابتزاز المواطنين وما تمارسه تلك النقاط والدوريات من إطلاق للنار بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وخاصة في الليل وبدون أي مبرر، غير مقدرين لما تنتجه تلك التصرفات الهمجية من ترويع للأمنيين وإقلاق السكينة العامة والأضرار بالممتلكات الخاصة بالمواطنين ومنها اختطاف السيارات وكذلك ما تقوم به من عرقلة لسير المواطنين وإعاقة تحركاتهم وبأسلوب همجي لا يحترم خصوصية امرأة أو طفل على غير ذلك من التصرفات التي تسيء إلى الروح الوطنية التي يحملها أفراد القوات المسلحة.
وأضاف البيان: وإننا على يقين أن مثل هذه الأساليب الخارجة عن قيم ومبادئ القوات المسلحة لا ترضى عقلاء ووطنيي القوات المسلحة وفي مقدمتهم ضباط وصف وجنود اللواء (33 مدرع) الذين نكن لهم الاحترام والتقدير، واثقين بأن أبناءنا وإخواننا في اللواء (33 مدرع) يدينون هذه التصرفات التي يقوم بها قائد اللواء والتي تنحرف بالمؤسسة العسكرية عن واجباتها الحقيقية وتجعلها في مواجهة أبناء الشعب.
وحمّل البيان قائد اللواء المسؤولية الكاملة عن استمرار هذه التصرفات، كما حمّل السلطة المحلية بالمحافظة مسؤولية التباطؤ في عدم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه مع مشائخ ووجهاء المحافظة، مؤكدين أن استمرار مثل هذه التصرفات الهمجية قد تخرج الأمور عن طورها.
وفي سياق آخر الحق القصف الذي شنته قوات النظام - المتمركزة بحي الثورة وزيد الموشكي مساء أمس الأول والذي استمر حتى ساعات الفجر الأولى من صباح أمس أسفر عن تضرر جامع المعلمين بساحة الحرية والذي استهدف بعدة قذائف من قبل هذه القوات.
كما شهدت ذات الليلة إطلاق نار كثيف من أسلحة متوسطة وخفيفة في عدة أحياء بالمدينة وخاصة زيد الموشكي، عصيفرة، المسبح وشارع جمال.