أكدت مصادر قبلية بمحافظة صنعاء لـ"أخبار اليوم" أن قبائل نهم بمحافظة صنعاء تمكنوا فجر أمس من اقتحام معسكر اللواء 63 التابع للحرس بمنطقة بيت دهرة الحدودية بين نهم وأرحب وتتبع إدارياً مديرية بني الحارث.
وأوضحت المصادر أن الهجوم الذي نفذته قبائل نهم على اللواء "63" جاء رداً على الاعتداءات التي ينفذها اللواء طوال الفترة الماضية على أبناء نهم ومنازلهم ومزارعهم وجميع ممتلكاتهم.
وفي هذا السياق أكد الشيخ/ صادق أبو حاتم –أحد القيادات الشبابية بمديرية نهم- أن حصيلة اعتداءات اللواء 63 حرس بجميع أنواع الأسلحة خلال أقل من ثلاثة أشهر هي كالتالي: 30 شهيداً و(22) جريحاً، وإحراق 22 سيارة وتدمير 35 منزلاً وتدمير وإحراق 60 مزرعة من مزارع القات والعنب والحبوب "الذرة، الدخن، الشعير".
وقال الشيخ/ أبوحاتم في تصريح لـ"أخبار اليوم" سبق وأن أبلغنا قيادة اللواء "63" أن يوقفوا هذه الاعتداءات المتكررة والقصف العشوائي ضد نهم وأبنائها، وأن يقلعوا عن التحريض ضد أبناء نهم واستهدافهم والكف عن ملاحقتهم، وألا يجبروا أبناء نهم على الدخول في مواجهات مسلحة مع إخوانهم من الجنود والضباط داخل ألوية الحرس.
وأضاف: إلا أن قيادة اللواء لم تعمل على شيء من ذلك وواصلت اعتداءاتها على نهم وأبنائها وجميع ممتلكاتهم التي أدت إلى تلك الحصيلة من القتل والتدمير والتشريد، الأمر الذي اضطر أبناء نهم للدفاع عن أنفسهم، رداً على تلك الاعتداءات.
وحول عملية اقتحام القبائل لمعسكر اللواء 63 –أحد ألوية الحرس المتمركز بمنطقة بيت دهرة- أكد الشيخ/ صادق أبو حاتم أن أبناء قبائل نهم تمكنوا فعلاً من اقتحام المعسكر فجر أمس والدخول في مواجهات مسلحة مع القوات المتواجدة في اللواء وقد تمكن أبناء القبائل من تدمير أكثر من 13 دبابة وعربة بي إم بي تدميراً كاملاً وإحراق طقم والاستيلاء على مدرعات.
وأشار إلى أن المواجهات العنيفة التي أعقبت الاقتحام قد أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الحرس، وأكد أن عدداً من قيادات اللواء قد لقوا حتفهم خلال تلك المواجهات، ومن بينهم قائد اللواء 63 العميد/ عبدالله الكليبي.
وأوضح أبو حاتم أن أبناء القبائل وخلال قيامهم بعملية تمشيط المعسكر وجدوا العديد من الجنود والضباط والصف يتواجدون في "نوب الحراسة" الموزعة على سور المعسكر وكانت أبواب هذه النوب مغلقة من الخارج كواحدة من إجراءات قيادة اللواء ضد الجنود والضباط لإجبارهم على القتل ووضعهم في موقع "قاتل أو مقتـول".
وأفاد أن أبناء القبائل قاموا بفتح أبواب "نوب الحراسة" وسمحوا للجنود بمغادرة المعسكر، كما قاموا بمجارحة الجنود الجرحى وتم القبض على "13" آخرين تنوعت رتبهم بين ضباط وصف وجنود ممن حاولوا العودة والتمركز في موقع الدفاع الجوي داخل المعسكر، موضحاً أن 2 من أبناء نهم وهم الشيخ/ ناجي الأقـرع وشايف جمعان قد استشهدا خلال عملية الاقتحام الأول بانفجار لغم والثاني برصاص أطلق عليه من عربة بي إم بي تم إحراقها بعد ذلك، كما استشهد شخص ثالث ويدعي/ الحرملي بعد عصر أمس إثر قصف جوي وجرح آخر معه، منوهاً إلى أن أبناء القبائل وبعد عملية الاقتحام للواء وتدمير معظم المعدات الثقيلة وإحراقها، اضطروا للانسحاب وعدم التمركز في اللواء لكي لا يطالهم القصف الجوي الذي نفذه الطيران الحربي بعد سقوط اللواء في أيدي أبناء القبائل الذين اكتفوا بإطباق الحصار عليه والسيطرة على جميع طرق الإمدادات باستثناء جهة واحدة وهي الطريق المؤدية من وإلى جبل الصمع عبر منطقة بني جرموز.
وأكد أبو حاتم في ختام حديثه للصحيفة عن فرار العشرات من الجنود والضباط من منتسبي اللواء أثناء وبعد عملية الاقتحام وأنهم شاهدوا العشرات من الجنود يفرون باتجاه أحد المواقع التابعة للواء باتجاه محطة الفين القريبة من مديرية أرحب، حيث يبعد ذلك الموقع عن المعسكر 3 كيلومترات تقريباً، مبدياً أسفه لقيام قيادة الحرس باستحداث قوة خارج معسكرات الحرس مهمتها تصفية وقتل أفراد وضباط الحرس الذين يتركون معسكراتهم، مستشهداً بالكتيبة التي تتمركز في نقطة الحتارش.
وأشار إلى أن أبناء القبائل يسيطرون سيطرة تامة على اللواء من خلال فرض الحصار المطبق عليه.
وكان الطيران الحربي قد استنفر جميع الطيارين ومساعديهم العاملين في سرب "سخواي" لتنفيذ الطلعات الجوية والقصف طوال يوم أمس.
هذا وكانت معسكرات الحرس في أرحب قد كثفت يوم أمس من قصفها المدفعي والصاروخي على قرى مديرية أرحب بعد سقوط اللواء 63 بأيدي أبناء قبائل نهم.