في ظل ترقب الوسط المحلي والإقليمي والدولي لما سيصدر عن مجلس الأمن من قرار خاص بالشأن اليمني، أكد السيد/ "برنار فاليرو" المتحدث باسم الخارجية الفرنسية أن هناك مساعٍ للحصول على قرار مجلس الأمن بشأن الوضع في اليمن.. وقال السيد فاليرو ـ في مؤتمر صحفي ـ إن فرنسا بدأت في مناقشات مع شركائها حول المسألة اليمنية لدى الأمم المتحدة، مضيفاً: نعمل ولقد بدأت في الواقع مناقشة أولية بهدف الحصول على قرار في مجلس الأمن"، مشيراً إلى أن هذه المناقشات ستتم على الأرجح في لوكسمبورغ في اجتماع وزارء الخارجية يوم الاثنين.
وفي هذا السياق كشف دبلوماسي خليجي رفيع في صنعاء لـ"أخبار اليوم" عن وجود تنسيق عالي المستوى بين كل من فرنسا وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة لبلورة قرار مجلس الأمن، كما أن هناك مشاورات ومباحثات تسير بوتيرة عالية مع كلٍ من روسيا والصين، موضحاً في الوقت ذاته بأن هناك شبه اجماع على القرار الذي سيصدر من مجلس الأمن من قبل الدول دائمة العضوية.
وذكر الدبلوماسي الخليجي الرفيع ـ الذي اشترط عدم الكشف عن هويته لحساسية الموضوع ـ أن هناك نسبة عالية من الاجتماع لدى الدول دائمة العضوية حول مسودة قرار مجلس الأمن التي سيطلب من خلالها المجلس من الرئيس اليمني التوقيع على المبادرة الخليجية والبدء الفوري بعملية انتقال السلطة.. منوهاً إلى أن السيد/ جمال بن عمر ـ مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص باليمن ـ سيعود عقب صدور قرار مجلس الأمن ـ الذي من المتوقع صدوره منتصف الأسبوع الحالي ـ إلى اليمن حاملاً صفة وأهلية مجلس الأمن التي من شأنها ستعمل على تغيير طبيعة ومهمة ولغة التخاطب للسيد بن عمر.. حيث ستكون مهمته هذه المرة بعيدة عن مسألة التقريب بين وجهات النظر والتوفيق ما بي السلطة والمعارضة اليمنية، وإنما ستكون طبيعة مهمة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة هذه المرة مختلفة تماماً عن سابقاتها.. حيث سيعود السيد/ بن عمر إلى اليمن لغرض تنفيذ قرار مجلس الأمن ليس من باب استجابة لمطالبة ورغبة المجتمع الدولي، بل تنفيذاً للإرادة الدولية.
وتمنى الدبلوماسي الخليجي على الرئيس صالح والحزب الحاكم سرعة التوقيع على المبادرة الخليجية من قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن.. كاشفاً في الوقت ذاته عن تأييد خليجي لاتفاق أوروبي أميركي لفرض عقوبات انفردية من دول الاتحاد الأوروبي على النظام اليمني والذي سيتم الإعلان عنها عقب صدور قرار المجلس.. منوهاً إلى أن هذه العقوبات تأتي كنتيجة طبيعية لتدويل الملف اليمني الذي بات اليوم يمثل تهديداً للمجتمع الدولي نتيجة لعدم الاستقرار..
وعبر المصدر الدبلوماسي عن شعور دول مجلس التعاون الخليجي بخيبة أمل لعدم التعاطي المسؤول من قبل السلطات اليمنية مع المبادرة الخليجية وجهود أعضاء المجلس، مبدياً في الوقت نفسه أسفه من عدم التقاط النظام اليمني والرئيس فرصة عدم تدويل الملف اليمني، وعدم التعاطي الجاد مع كل الجهود التي بذلت من الدول الشقيقة والصديقة للحيلولة من انتقال الملف اليمني إلى مجلس الأمن..
وأشاد الدبلوماسي الخليجي بجهود السيد/ جمال بن عمر ـ التي وصفها بالمضنية ـ وعمل من خلالها المبعوث الأممي على إزالة كل الذرائع والحجج التي كانت تتحجج بها السلطة اليمنية للتوقيع على المبادرة الخليجية والآلية التنفيذية.
ودعا المصدر الحزب الحاكم والقيادة السياسية في اليمن إلى أهمية إدراكها تبعات وثقل ومترتبات صدور قرار مجلس الأمن على المستوى الداخلي اليمني والمستويين الإقليمي والدولي، وتأثير ذلك على النظام اليمني كمنظومة حكم متكاملة أو على مستوى الأفراد القابعين على رأس هرم السلطة، مجدداً دعوة الرئيس صالح للتوقيع على المبادرة قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن المقرر انعقادها منتصف الأسبوع الجاري.
