في الوقت الذي تسبب فيه وباء فيروس كورونا، في إغلاقات ضربت العالم، ووجد البشر أنفسهم محاصرون في منازلهم، وجد البعض منهم في ذلك الوقت، فرصة مثلى لاستغلالها أفضل استغلال، فبينما انشغل البعض في قراءة الكتب، أو مشاهدة الأفلام، أو غير ذلك، ذهب البعض لإنجاز مشاريع إبداعية كانت مؤجلة، فكانت هذه الأيام بالنسبة لهم أغلى من الذهب، وفى الوقت نفسه، وجد بعض البعض أنفسهم في حدث لا يتكرر، دفعهم لتطوير مشاريعهم الإبداعية، هذه المشاريع بعدما خرجت إلى النور، وطرحتها دور النشر في المكتبات.

وفى هذا التقرير، نرصد معا من خلال الروايات التي وصلت إلى القائمة الطويلة ومن ثم القصيرة إلى جائزة البوكر العالمية للرواية العربية، في دورتها لعام 2022، تلك الروايات التي أعلن كتابها أنها كتبت في زمن فيروس كورونا.

رواية ماكيت القاهرة للكاتب طارق إمام: منذ ثورة 2011، رافقت فكرة الرواية طارق إمام، فكان يكتب ويتوقف ويعود لمشروع الرواية لتطويره، لكن الكتابة النهائية للرواية استغرقت عاماً كاملاً من الكتابة المتصلة هو عام 2020، وأثناء الكتابة ظهر وباء كوفيد 19 ولهذا تجلى أيضا ضمن أحداث الرواية على الرغم من أنه لم يكن له وجود في مخطوطات الرواية.

رواية رامبو الحبشي للكاتب حجي جابر : بدأ حجي جابر كتابتها الفعلية في بداية عام 2020، بعدما انتهى من تصور البناء الفني، وتصادفت الكتابة الفعلية مع ذروة انتشار وباء كورونا وضغطه النفسي على الجميع، ولهذا لم يكن غريبا أنه كتبها كاملة على هاتفه.

رواية أين أسمي للكاتبة ديمة الشكر : بدأت ديمة الشكر كتابتها في شهر مايو 2020، وكانت تكتب يوميًا ولا تتوقف إلا عند انحسار الضوء النهاري، واستغرقت كتابتها حوالي أربعة شهور، ثم توقفت لأسبوعين تقريبًا بعدها، ثم عادت إليها وقامت بتنقيحات بسيطة، وصارت جاهزة في نهاية شهر سبتمبر 2020 تقريبًا.

رواية الهنغاري للكاتب رشدي رضوان : لسنوات طويلة، تعطل مشروع كتابة الرواية حتى بدايات سنوات الحجر الصحي، بسبب فيروس كورونا، حينها وبحسب تصريحات رشدي رضوان فتلك الفترة فرضت عليه إقامة كتابة جبرية، ولهذا قال إن فيروس كورونا أعاد الحياة لـ"الهنغاري"، لأنه تصالح مع البيجامة والقهوة المنزلية، وظل يكتب حتى انتهى من الرواية.

رواية يوميات روز للكاتبة ريم الكمالي : كتبت الرواية على مدار عامين، الأول كان مخصصا للبحث التاريخي والاجتماعي والشفهي مع كتابتها خلال عام، ثم اجتاح العالم كوفيد 19، فحينما وجدت ريم الكمالي نفسها في منزلها مع أطفالها كانت فرصة كبيرة لكي تعمل على تنقيحها وتصويبها وتجميلها لغويا فاستغرقت عاماً آخر.

رواية خبز على طاولة الخال ميلاد للكاتب محمد النعاس : في شتاء 2018، جاءته فكرة الرواية، وبدأ محمد النعاس الكتابة على مدار شهر، ثم توقف، بعدما شعر بالفشل، ثم حاول مرة أخرى في أواخر ديسمبر 2019، ولأنه شعر بأهمية أن يكون عارفا بصناعة الخبز، استغل فترة الحجر المنزلي في تعلم صناعة الخبز، وتدوين الملاحظات، وكان يضحى يوميا بما يقرب من كليو دقيق حتى تطورت مهاراته، وبدأ كتابة أول سطر في الرواية في أبريل 2020 حتى انتهى منها.

رواية المئذنة البيضاء للكاتب يعرب العيسى : حين بدأت إجراءات حظر كورونا في عام 2020، وجد يعرب العيسى نفسه محاصرا أيضا من ابنتيه خوفا عليه، ذلك السجن بحسب وصف "العيسى" كان فرصة مثالية لكي يجلس أمام الكومبيوتر لساعات طويلة، يكتب دون توقف، في الفكرة التي بدأت تدور في رأسه في سبتمبر من العام السابق، حتى انتهى من الرواية.