نرشح لك في رمضان كتاب إحياء علوم الدين، لحجة الإسلام أبو حامد الغزالي المتوفى سنة (505 هـ) والغزالي لا يحتاج إلى تعريف إنه أحد أئمة علم الكلام والفقه والتصوف في القرن الخامس الهجري، ويمثل مرحلة مهمة في التراث الإسلامي اتفق معه الأكثرون واختلف معه البعض، وهذا الجدل صنع قيمة "الغزالي".

ويشتمل هذا الكتاب، حسبما ذكر كتاب الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، على بحوث في التوحيد والفقه والحديث والتصوف والاجتماع وعلم النفس والتربية.

وقسم الغزالي كتابه أربعة أقسام، هي: العبادات والعادات والمهلكات والمنجيات، واستعان بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وآثار الصحابة والصالحين.

ولاقى هذا الكتاب منذ تأليفه إعجاب العلماء، حتى قال الحافظ العراقي: إنه من أجلِّ كتب الإسلام في معرفة الحلال والحرام.

ورغم هذا الإعجاب فقد وُجِّهتْ له بعض الانتقادات منها: احتواؤه على ألفاظ ومصطلحات غامضة، استشهاده بالكثير من الأحاديث الضعيفة والموضوعة.

ولأهمية الكتاب فقد اختصره بعض العلماء، كما خرَّج بعض العلماء أحاديثه، أما أعظم الأعمال التي خُدِم بها هذا الكتاب فهو كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للسيد محمد بن محمد الحسيني الزبيدي صاحب قاموس تاج العروس، ويقع هذا الشرح في (10) مجلدات، وقد تأثر جمهور المسلمين بهذا الكتاب على مختلف المستويات العلمية والأخلاقية.