قرأت لك.. "إدوارد سعيد أماكن الفكر" عن سيرة المفكر الفلسطيني الساكن في أمريكا

2022-05-16 05:08:22 أخبار اليوم/ متابعات

  

أحدث صدور الترجمة العربية لكتاب "إدوارد سعيد.. أماكن الفكر" لـ تمثى برنن، ضمن سلسلة عالم المعرفة، التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت، ترجمة محمد عصفور، صدى كبير لدى المثقفين العرب، والكتاب يتناول سيرة معرفية للمفكر الفلسطيني الأصل إدوارد سعيد، رائد دراسات الاستشراق الجديد، ودراسات ما بعد الكولونيالية في جامعة كولومبيا الأمريكية، أما "تمثى برنن" فكان تلميذا من تلاميذ إدوارد سعيد، وظل صديقا له حتى وفاته في العام 2003.

ويأتي الكتاب في 12 فصلا مصحوبا بملحق للصور، وقد تحدث "تمثى برنن" على مراحل عديدة من حياة إدوارد سعيد ونتوقف عند نقطة معينة تتعلق بتقديم شخصية "سعيد":

يقول الكتاب: كان سعيد خليطا يصعب التنبؤ بأفعاله، وكان أصدقاؤه يمازحونه أحيانا بوصفهم إياه بأنه "إدواردو" (وهو مفكر إيطالي من عصر النهضة) و"أبو وديع" وهو اسم يتبع عادة الثوار الفلسطينيين في اتخاذ أسماء مستعارة بدلا من الأسماء الحقيقية. ومما لا يكاد يصدق أن سجله لدى مكتب التحقيقات الفدرالي يشير إليه بـ "إدواردو سعيد، ويعرف أيضا باسم إد سعيد".

وعلى الرغم من أن مزاجه يسوء عندما ينتقد ويسارع إلى الرد، فإنه يتحمل المزاح أحيانا، فقد كتب له صديقه العزيز الناشط والباحث الباكستاني إقبال أحمد قبل أشهر من وفاته رسالة تعود إلى أبريل من العام 1999 للسخرية من الصورة الرومانسية التي تحيط به. وفيما كان يشكر سعيد على مقالة كان قد كتبها عن الحرب التي دارت في كوسوفو للصحيفة الباكستانية الفجر داعبه

داعبه فيها مداعبة لا يجرؤ عليها إلا صديق وأنهى رسالته بلهجه المستعطف "يا ابن فلسطين، يا قمرا يطل على القدس، يا نور الساميين، يا ملجأ العالم، يا ظل الله على الأرض، حفنه متواضعة من التراب تقدم لك التحيات من تحت قدميك المجيدتين اللابستين ما هو غالى الثمن، ويرحب بعودتك إلى أرض القنابل والقذائف والحليب البارد والعسل المعلب" سرته تلك المزحة وجعلته بتعبير صديق آخر من أصدقائه هو الصحفي والمعلق السياسي ألكسندر كوبرن "ينزل من قاعده تمثال الشهيد ليضحك على نفسه".

 تذكرنا مبالغات أحمد بأساليب التقدير التي قوبل بها سعيد على مر السنين والاستقبال الفائق الذي اعتاد عليه في حياته، فقد كان محمد حسنين هيكل، الصحفي البارز واليد اليمنى للرئيس جمال عبد الناصر، قد نظر إلى صورة مشهورة من صور سعيد وقال "يبدو وجهه الذى يملأه الألم شبيها بالصور العظيمة التي تصور آلام المسيح" ويشبه هذا النوع من المبالغات ما قاله الروائي السوداني الكبير الطيب صالح ردا على قول صديق من أصدقائه "إدورد رواية عظيمة وجميلة"، إذ قال صالح "ستنو مع الأيام وستكون أجمل".

 

وعلى مستوى آخر جعل "سعيد" العلوم الإنسانية علوما لا يمكن تجاهلها، وعلوما مقلقة أكثر لقادة الرأي في كل من أمريكا وأوروبا والشرق الأوسط، فهو لم يقف عند حد فضح الفظائع التي ارتكبتها الإمبراطوريات الأوروبية والأمريكية، وهو ما يرى بعضهم أنه هدفه الوحيد، بل أحيا معيارا أخلاقيا قديما يستند إلى الالتزام بما تقوله الكتب في مكانها وزمانها، وهذا هو ما كان يدعو إليه طوال حياته، وهو أن ما حدث في الماضي لم يعد فهمه خارج إمكانياتنا بل يمكن استعادته من خلال عمليه التفسير.

  

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد