ليت أن السياسي يفهم !!

2009-04-27 02:49:16


المحرر السياسي

عجيب أمر هذه السياسة تصنع الأفاعي، تأتي بالغائب ليغيب الحاضر،تبحث في الفوضى وتدير الظهر للنظام.

كأن هذه السياسة صنعت من مخاتلة ومقاتلة في آن.. لا هي لملمت الصف ولا الصف توحد.

الوحدة لديها مفاوضات لا تنتهي ولا الانتماء هو المقدم على المنتمي، بين يد سياسية تمتد إلى الانفصال ثمة يد وأخرى تعشق الوحدة يتم إكفائها.. حالة من العبثية لا أحد يدري إلى أين تؤدي؟

بينما أحزاب المشترك تراهن على الوطن تؤمن به حد التضحية، ثمة آخر إنفصالي لغته اللاستقرار وتجزئة الوطن وشرذمته.

هذا الانفصالي يحظى بالاهتمام، مدعو دائماً للمحاورة ولاستئناف الجريمة من جديد، يحتار المتابع لهذه السياسة من هذه التركيبة الغرائبية.

بينما أحزاب المشترك تراهن على الفعل السلمي، الحوار، الديمقراطية، إنجاز التنمية، تريد أن تصافح السياسي وئاماً نجد بالمقابل الازورار عنها، تأجيلها إلى موعد لا يأتي، الموعد المؤكد فقط أن يكون للانفصالي الطائفي المناطقي موقعه الندي في الحوار وفرض الاشتراطات باسم السلام.. السلام المعبأ بالبارود لا يمكن أبداً أن يحقق شيئاً من الأحلام الجميلة.

حلول واحدة فقط يمكنها أن تثمر شيئاً لصالح الوطن، أن يكون لأحزاب المشترك قيمتها السياسية وإمكانيتها الصحيحية بأن تتبؤ مقعد صدق لدى السياسي في نضاله المستمر معه من أجل وطن آمن مزدهر، هكذا فقط يمكن للسلام أن يكون قرنفلة وزهرة ويدحر الانفصالي الرجعي ليشطبه من معادلة وطن والمعادلة السياسية اليوم غير عادلة، أنها قسمة ضيزى تريد أن تقيم علاقة ما سامها الوحدة الوطنية مع ذوات تقول نهاراً جهاراً إنها انفصالية.. كيف يمكن لمسعى سياسي يتخندق شركاء حقيقيين ويخلق تناهضات وهمية معهم في حين يدعو المارد العاصي للوطن من أن يكون ضاراً ومخلصاً ونزيهاً.. النزاهة فعل وخلق عظيم، والانفصالي لا يتمتع بها.. إنه يتمتع فقط بالجريمة والخيانة.. الخيانة التي تجبر معها المزيد من تأجيل الحياة حد الإنفجار. نحن إزاء هذا الغامض الانفصالي نمكن السياسة العرجاء، نريدها أن تكون متحولة من طعم العلقم إلى الحلو المشتهى.. المشتهى يأتي من قمص الأوفياء وليس من متمرد أو عميل مرتهن.

السياسية وفق هذا التعامل هي تكريس قيم الخيانة كي يمتد بصرها إلى المزيد من الاحتقانات والتداعيات بينما هي سهلة واضحة قابلة لأن تقود إلى الخير حينما يتم استيعاب شركاء الوطن وليس شركاء الاسم والضحالة الأخلاقية.

يستغرب المراقب من السياسي المتكلس في دهاليز الانتظار الذي يطول وقد لا يأتي؛ لأن خائن يقبع في حالة تربص كي ينقض على المنجز الوطني؛ ثورتنا ووحدتنا.

هذا السياسي البريء حد السذاجة في مطالبه الخائن بأن يكون وطنياً.. لا هو قادر على تطبيق الدستور والقانون وكشف عن هضبة وهيبة الدولة وقدرتها على دعم الانضباطية في الالتزام بالثوابت والمارد حتماً لا بد أن تطاله العدالة ولا هو غير الموقف في الاتجاه الصحيح نحو المناضلين الحقيقيين شركاءه في الوحدة المؤمنون بها.

وحين لا يكون هذا ولا ذاك تبدو السياسية مجرد تنسيق وترقيع، تأجيل أزمة وسط حساب تمرد آخر.. من هذا التمرد يبقى السلام والاستقرار مؤجلين على الدوام لأن المتغير الخارجي وهو يعتمل مع الداخلي يكشف عن سوء نية لا تحتاج إلى هدنة ومد يد وحدوية لأخرى انفصالية.. الانفصالي يقول موقفي واضح أريد التجزئة، والسياسي يقول أريد الوحدة.. كيف يكون التناقض هنا تألفاً واتفاقاً؛ إلا إذا كان للسياسي عصىً سحرية، وكيف للسياسي أيضاً الذي يتبع في الرجاء والتأسي أن يهمش قوته التي يستمدها من شرعيته من الدستور والقانون، من المنتمين حقيقية إلى هذه الأرض "أحزاب المشترك".

يحتار المرء من رجاء السياسي وعفونة الانفصالي .. لا الانفصالي تخلى عن هذا النزوء ولا السياسي اتخذ من القانون والعدالة ما يضرب به الأعداء .. وأعداء الوطن حين يهاجمون إنما يناولونا .. يفعلون ما يؤجل الأزمة لأزمة أخرى.. تكمن كل هذه التداعيات في أن ما هو ضروري وعميق الانتماء ومؤمن بالوحدة حقاً وعدلاً مقصي تماماً، الاشتراكي، الإصلاح، الناصري.. ثلاثية نضال لا انفصال لها غير أن السياسي الآني يمد البصر إلى العنوان الخطأ.. فلا هو قادر على صياغة عناوين حرية ومسؤولية يتحملها شركاء الوطن الحقيقيون ولا هو استطاع أن يدرك معنى تأجيل الأزمة حد الانفجار الكبير.. الانفجار الكبير قادم لا محالة حين تبقى السياسية مرهونة بالرغبات وليس بالأفضليات واحترام الآخر الوحدوي أو تطبيق القانون.

إنها سياسية الموت المؤجل وحالة التسويف لعل وعسى أن يكون خيراً.. ولا خير فيهم جميعاً دعاة الانفصال والمناطقية.. إذاً كيف يفاوض السياسي الخائن، عن أية قضية وقضية واحدة لا لبس فيها: "الانفصال".. ما هذا الذي يرتديه السياسي؟ ما هذه العدالة السياسية الانصهار مع البائس لعله ينتقل إلى مربع الوطن.. ليس للوطني سوى عشاقه المناضلون؛ المؤمنون بالثوابت ليس غيرهم، وليت أن السياسي يفهم، وليت الوطن دستوراً وقانوناً لكي نطعم ولو مرة واحدة معنى المواطنة المتساوية التي خرج منها الانفصاليون إلى حيث المطلق في الموقف باسم المواطنة المتساوية.

التساوي هنا ليس سوى خيانة إضافية، ربما إن السياسي لا يدركها وسيدركها حين "لات مندم".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد