الدفاع عن الوحدة .. مشهد مختلف

2009-05-03 02:47:15


المحرر السياسي

قدراًَ أصبح يقودنا نحو الخوض في معترك جديد للدفاع عن الوحدة الوطنية مفتوحة الأدوات والعقل والأفعال غير أنها واضحة الهدف وهو الدفاع عن هذه الوحدة الذي تمثل بالنسبة لنا ديناً وعقيدة نؤمن بقداستها وأزلية وجودها والدفاع عنها هو واجب عقائدي ديني قبل أن يكون استجابة لدعوة الاصطفاف لمواجهة المتطاولين على الوحدة.

غير أن مشهد الدفاع عن الوحدة اليوم يختلف عن ذاك المشهد في حرب صيف 94م والتي كان المفترض أصلاً أن تكون نتائجها وتبعاتها معمقة لمفاهيم قدسية هذا المنجز العظيم.. غير أن ما سار في الواقع انحراف أعادنا إلى مربع البداية وبمشهد أكثر قتامة وظلامية.

إننا ونحن نؤكد هنا أننا نرفض بشكل قطعي لا يقبل النقاش أو المساومة عليه وهي مسألة التفريط بالوحدة الوطنية ووقوفنا إلى المصاف الأولى للدفاع عنها فإننا نؤكد في ذات الوقت أننا سنكون في المصاف الأولى لمحاسبة كل الأشكال الفاعلة التي أوصلت خيارات البلد حد التمزق سواء كانت متربعة على مصاف التأثير على القرار أو في مصاف قوى المعارضة بأشكالها المتعددة فالدفاع عن الوحدة اليوم يجب أن يكون هو الأخير ويجب أن تمتد معركة الدفاع عن الوحدة ليس فقط لمواجهة الغوغائية الداعية للانفصال المارقة عن الصف وإنما لخوض معترك مع الفاعلين في تعطيل سيادة الدستور والقانون وتشريع شريعة الغاب حتى أصبح قطع الطريق وترويع الناس وإقلاق السكينة ونهب المال العام ونهب الأراضي واحتكار السلطة وتعطيل الشريعة السمحاء واستبدالها بنزوات المحاباة والمراضاة ليسقط بذلك هيبة الدولة ويعطل الدستور ويشل القانون.

ومع إدراكنا أن الفاعلين وراء شق الصف منذ عام 97م وحتى اللحظة هم ذاتهم الفاعلون الآن وراء شق الوطن وتعريض وحدته للخطر وهم بذلك يجسدون طموحاتهم في إفراغ الدولة من محتوياتها لحسابات باتت تتجه نحو تصفية حسابات مع النظام والوطن واليمن والشعب برمته .. فتلك القوى الجهوية الليبرالية ذات الطابع التسلطي عليها أن تدرك أن فعلها اليوم لا يختلف عن فعل المتمردين في صعدة وقوى النزعات الانفصالية اليوم في المحافظات الجنوبية.

وهنا أيضاً ومع إدراكنا بأن ما يعتمل سياسياً في الانفاق المظلمة ندرك أن أولويتنا هي التوجه بشكل جدي للعمل الصادق المؤمن بروح التضحية للدفاع عن هويتنا الوحدوية اليمنية انطلاقاً من قناعتنا وتجسيداً لإيماننا بأن ذلك واجباً سماوياً مقدساً قد أصبحنا اليوم نخوض غماره وسنكون متواجدين في جميع ميادينه واضعين أرواحنا على أكف أيدينا للدفاع عن الوحدة اليمنية مدركين أن من أوصلوا هذا البلد إلى هذه المرحلة الخطيرة المهددة لتقسيمه لن يتركوا دون حساب لفعلهم وأفعالهم ولن تكون معركة الدفاع عن الوحدة اليوم طوق نجاة للفاسدين والعابثين بدستوره وقوانينه وإن ما بعد الدفاع عن الوحدة سيكون أكثر إضاءة في بناء اليمن الحديث وعلى كل القوى السياسية أن تدرك ذلك بوعي كامل وفي مقدمتها الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام.

وفي الأخير على العابثين باستقرار الوطن أصحاب المشاريع الجهوية والمناطقية والانفصالية ومجاميع قطاع الطرق في كل بقاع اليمن من المهرة وحتى صعدة أنها تجاوزت بأفعالها كل الحدود المحرمة في إقلاق السكينة وأن إحجامها وكسر شوكتها أمراً ليس بالمعجزة وأن ما يفصل بين وقوفها ليوم الحسابات هي إرادة الأمة التي باتت تتشكل بإيمان راسخ وأن على تلك المجاميع أن تعي أن تحقيق المطالب والأهداف المنشودة في إحقاق مساواة مطلبية في الحقوق والواجبات هي مطلب كل اليمن من المهرة وحتى صعدة وأن الشعب اليمني يكتوي بنيران الفساد والعبث بالنظام والقانون دون استثناء وأن مواجهة هذه المعضلة لن تكون بمفسدة هي أعظم جرماً وإثماً عند الله وفي دينه ولن نقبل أن يكون بديل الفقر تمزيق المجتمع وجعله دويلات طائفية ومشيخية لنعود بأنفسنا إلى ما قبل الاستعمار.

ولذلك عليهم أن يكونوا مدركين ما هم عليه وما تجنيه أيديهم وإن إلى الله سائلون منه الهداية والرأي السديد والقرار الحكيم لما من شأنه أن يحفظ بلادنا وأمتنا واستقرارنا وليبقي اليمن إلى أبد الأبدين واحداً موحداً من المهرة إلى صعدة.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد