أخبار اليوم/ متابعات
قال الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ ابوبكر بن علي المشهور إن الوحدة اليمنية المباركة قدرا إلهيا عظيما بشر به من لا ينطق عن الهوى, نبي الأمة سيدنا محمد عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأزكى التسليم في قوله "لاتقوم الساعة حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه".
وأضاف العلامة المشهور في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ على هامش مشاركته في الحلقة العلمية عن مخاطر ظاهرة الثأر التي نظمتها مؤسسة طيبة للدراسات وخدمة التراث أمس بشبوة :" ومن هذا المنظور, فإن الوحدة من ثوابت الأمة الدينية والوطنية والمكون الأساس لهويتها الحضارية و الموجبة شرعا وقانونا الحفاظ عليها وحمايتها من قبل الجميع".
ودعا إلى تغليب لغة الحوار والعقل والحكمة لسد ثغرات الشيطان التي فتحت في صدور بعض من دعاة الفتن والنعرات المناطقية في عدد من المحافظات .
وكان وكيل محافظة شبوة محمد عبدالله ألكبسي قد تحدث في مستهل الحلقة العلمية الرابعة , بكلمة شكر فيها مؤسسة طيبة على تنظيم هذه الحلقة, لتسليط الضوء على ظاهرة الثأر وأخطارها على المجتمع وآثارها على التنمية وموقف الشرع منها.
وأشار إلى أن تناول الظواهر الاجتماعية السلبية في مجتمعنا بمنهجية علمية سليمة كفيلة ببلورة المعالجات المناسبة للحد منها والقضاء التدريجي عليها .. مشيرا إلى أن ظاهرة الثأر المنتشرة في بعض المناطق اليمنية تعد من أهم الظواهر السلبية التي تقلق الأمن والسلم الاجتماعي وتعيق مسيرة التنمية .
في حين تحدث رئيس مجلس إدارة مؤسسة طيبة يحيى عبدالعليم بانافع عن النشاطات المعرفية والعلمية التي تتبناها المؤسسة .. موضحا أن تنظيم هذه الحلقة التي تعد الحلقة العلمية الرابعة تأتي في إطار نشاطات المؤسسة الهادفة للتوعية بمخاطر الظواهر الإجتماعية السلبية وخلق رأي عام مساند لجهود الدولة في سبيل القضاء عليها .
وقدمت في الحلقة ورقتا عمل من فضيلة الشيخين الداعية محمد بن عبدالله المحضار و الداعية عبدالقادر جبر البيحاني, تناولتا موقف الإسلام من ظاهرة الثأر, وعقوبة مرتكبيه .
وأوضح الشيخان المحضار والبيحاني أن الله سبحانه وتعالى قد شرف الانسان وعظم مكانته في الحياة وحرم دمه بغير حق في قوله تعالى " من اجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفساً بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعاً " .. مستشهدين باحاديث عديدة لنبينا الكريم في هذا الشأن ومنها قوله صلوات الله عليه " لاترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " و قوله " اجتنبوا السبع الموبقات وعد منها الشرك بالله والسحر وقتل النفس " .
وبينا أن تبعات القتل الحرام ثلاثاً الاولى منها للورثة والثانية للمقتول نفسه حيث يطالب بحقه يوم القيامة فيطلبه للخصومة والحق الثالث لله تعالى .
وأشار إلى آثاره وأسباب انتشار الثارات والتي يحتل المرتبة الاولى منها ضعف التوعية بتعاليم ديننا الحنيف وضعف الوازع الانساني والدور المنقوص لأجهزة الامن, وكذا الحرص في المناطق القبلية التي تتواجد فيها الثارات على ممارسة أعراف قبيحه ترجع إلى التعصابات الجاهلية فيما قبل الإسلام وتتمثل في منح حق الجوار للقاتل والدفاع عنه .
وخلص الشيخان المحضار والبيحاني أن القاتل حاد لله ولرسوله لفعله ماحرم الله, ولايجوز مطلقا حمايته أو التستر عليه لقوله تعالى " لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ " .
وعقب ذلك قدم العلامة المشهور مداخلة بعنوان " من أجل معالجة قضايا الثأر وإعادة مفهوم الاستقرار على أسس واعية ومعالجات صحيحة واقية ", أوضح فيها أن ظاهرة الثأر ناجمة عن اختلال قيمي عام في السلوك الاجتماعي وازمة حقيقية في اخلاق الأمة لبعدها عن تعاليم الدين الحنيف .
وقال :" بالرغم من قدم هذه الظاهرة القبيحة وازليتها المرتبط بالوجود البشري استطاعت الديانات السماوية التي وضعت الضوابط الشرعية لتجريمها وتحريمها من الحد النوعي من ارتكابها" .
واكد أن ممارسة هذه الظاهرة يعد اهدار غير مشروع لحق الحياة والافراد والمجتمع وضربا من ضروب البربرية والجاهلية المحرمة في الشرع والقانون
ودعا الشيخ المشهورإلى خلق مناشط توعية فاعلة تعمل على تقوية البناء الديني والوطني للأمة والمتسم بفضائل الأخلاق التي جاءت بها الرسالة المحمدية الكريمة وعاداتنا الاجتماعية الحميدة.
وشدد على أهمية أيجاد محاور علمية متنوعة ومتحركة وقادرة على تحقيق أهم أهداف ومخرجات هذه الحلقة بغية التأثير الاجتماعي الواسع للحد من ظاهرة الثأر المقيتة .
