عقب تمكن لجنة «هلال» من صياغة وثيقة اتفاق بين مشائخ ومحليات ردفان لرفع المظاهر المسلحة .. الجيش ينسحب من المواقع المستحدثة ومسلحو «طماح والشنفرة» يغتالون ضابطين وجندياً ومعهم نجاحات اللجنة الرئاسية

2009-05-05 03:53:59


أخبار اليوم/ خاص

في الوقت الذي استقبلت ردفان شمس الصباح مصحوبة ببشائر انفراج الأزمة وحلول السلام وما كاد أبناء ردفان يتنفسون الصعداء لبوادر أمل لاختفاء جميع أشكال المظاهر المسلحة ونزع فتيل التوتر. . حتى عادت الشمس لتغرب مجدداً عن ردفان ليحل ظلام التوتر من عليها من جديد وكأنها تنتظر حدثاً مجهولاً تصنعه تكوينات مختلفة لما يسمى بالحراك السلمي بالأمس والمسلح اليوم لتعيش معها ردفان مشهداً درامياً لمطالب سياسية ينتظر في نهاية فصله الأول تحليق إحدى تكوينات ذلك الحراك المسلح إلى مربع القيادة وكأن ردفان أصبحت اليوم ساحة مناورات فما بين حركة "نجاح" بقيادة الشفرة وهيئتي باعوم والنوبة وفصيل طماح باتت ردفان سلماً يسعى الجميع لصعوده لغرض الفوز لما يعتبرونه الأحقية في التمثيل لمفاوضة أجهزة الدولة والسلطات المحلية.

هكذا بدأ المشهد في ردفان أمس بحسب ما أكدته مصادر محلية بمحافظة لحج والتي أوضحت ل "أخبار اليوم" بأن اللجنة الرئاسية المكلفة بنزع فتيل التوتر بردفان قد تمكنت من إحراز تقدماً نحو النجاح وذلك بتعاون وجهادت ومشائخ مديريات ردفان. . حيث كان أبرز تلك النجاحات الوصول إلى اتفاق يقضي بإنهاء المظاهر المسلحة وانسحاب الجيش من المواقع المستحدثة والذي دخل حيز التنفيذ مع ساعات الصباح الأول ليوم أمس بإشراف اللجنة الرئاسية التي يقودها الأستاذ/ عبدالقادر هلال. . حيث تم إخلاء جبل "لحمرين" ليتولى زمام الأمر ذلك الموقع العميد الركن/ ثابت مثنى جواس، وقد نقل عن اللجنة إحرازها التقدم من خلال توصلها إلى التوقيع على وثيقة بين السلطة المحلية ومشائخ وأعيان ردفان خلصت في مضمونها إلى منع المظاهر المسلحة وتجريم أي من أعمال قطع الطرقات والإخلال بالأمن وأن يؤول مسؤولية الحفاظ على الأمن المجالس المحلية.

وأمام هذا الاتفاق الذي مثل أرضية لانفراج حالة التوتر فوجئ معظم مشائخ وأعيان ردفان باصطدامه بخروقات جماعات مسلحة تابعة لفصيل "طماح" وأخرى الشنفرة. . الأمر الذي دعا أحد أعيان ردفان إلى إبداء مخاوفه من أن تكون مديريات ردفان ضحية لصراع وخلافات تدور بين ما يسمى أقطاب الحراك المسلح في وجه الدولة خاصة بعد أن أقدمت مجموعة مسلحة تابعة لحركة "نجاح" التي باتت تعتبر نفسها الممثل الشرعي للمحافظات الجنوبية وترفض أي حوارات تجري مع أطراف أخرى قامت بمهاجمة إحدى الأطقم العسكرية التابع للواء "201" في منطقة "الرويس" القريبة من الحبيلين والمطلة على الخط العام. . حيث أدى ذلك الهجوم إلى مقتل أركان حرب كتيبة عسكرية ويدعى "أحمد مهدي" وضابط آخر يدعى "أحمد الأمير"، بالإضافة إلى جندي يدعى "عارف الحاج" لتقوم أجهزة الأمن بعد ذلك بإلقاء القبض على شخص يدعى "م. ف. ع. ط" حيث يشتبه به أنه من قاد الهجوم الذي استهدف الطقم العسكري عند الساعة السادسة من مساء أمس أثناء مغادرة اللجنة الرئاسية التي كانت قد اعتبرت الحادث يهدف بصورة مباشرة إلى إفشال مساعي نزع فتيل التوتر وأن الجهة التي تقف وراء ذلك الهجوم لا يستبعد تورطها في التآمر على مديريات وأبناء ردفان لتحقيق أهداف شخصية. . الأمر الذي دعا قيادات في المجلس المحلي إلى التحذير منه وعدم الوقوع في شراك طموحات الخارجين عن القانون متساءلة في الوقت نفسه "هل هذا هو الحراك السلمي لتحقيق المطالب المنشودة؟ وهل انتشار المظاهر المسلحة تعبيراً عن رأي؟ وهل تعريض أبناء ردفان للمخاطر وسيلة مشروعة؟ وتمنت القيادات في المجالس المحلية على العقلاء من أبناء مديريات ردفان أن يعملوا مع اللجنة الرئاسية وجهود كل الخيرين على إخراج ردفان وأبنائها من حالة عدم الاستقرار والتوتر شبه المستمر الذي خيم عليها منذ أسابيع.

إلى ذلك قال الشيخ/ عبدالرحمن الجهوري أحد أعضاء اللجنة الرئاسية في تصريح ل "أخبار اليوم" إن القوة العسكرية المرابطة في الجهة الغربية لجبل لحمرين قد انسحبت وبالمقابل أيضاً انسحبت بعض العناصر المسلحة من الجهة الشرقية للجبل التي كانت مرابطة هناك.

وأضاف الجهوري أن الأوضاع في عاصمة مديرية ردفان الحبيلين قد سادها الهدوء العام وعادت الحياة الطبيعية للمدينة كما كانت عليها سابقاً.

وحمل الشيخ الجهوري الدولة المسؤولية في معالجة قضايا المواطنين في مديرية ردفان متهماً في الوقت نفسه رؤوساً لم يسمها تغذي تلك العناصر المسلحة لإثارة الفوضى والكراهية بين أبناء اليمن الواحد. <

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد