أخبار اليوم/ خاص
كشفت وثائق رسمية حصلت عليها "أخبار اليوم" عن توجيهات محافظ محافظة صعدة بالإفراج عن شحنة مبيدات مهربة كانت محتجزة في منفذ البقع وتابعة لعضو لجنة الوساطة بصعدة دغسان أحمد دغسان.
وأوضحت الوثائق أن محافظ صعدة وجه مدير عام مكتب وزارة الزراعة والري بالمحافظة بالإفراج عن المبيدات المهربة التي تخص مؤسسة بن دغسان مؤكداً -محافظ صعدة- بأن لديه توجيهات عليا بضرورة الإفراج عن المبيدات وبصورة استثنائية.
ورغم أن المادة 14 من كانون تنظيم تداول مبيدات الآفات النباتية رقم "25" لعام 1999م حظر استيراد وتصدير المبيدات على أي شخص ما لم تكن حاصلاً على تصريح مسبق من الجهة المختصة إلا أن محافظ صعدة أفرج عن شحنة مبيدات مهربة وقد تكون مدمرة دون أن يحصل صاحبها على ترخيص.
وقضى القانون بحبس المخالف مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد عن خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن "مليون وثمانمائة ألف ريال وإعادة المبيد إلى مصدره على نفقته.
ولفتت الوثائق إلى أن وزارة الزراعة أعدت قائمة بشروط ومتطلبات تسجيل واستيراد المبيدات والتي تتضمن سلامة وجودة المبيد المستورد وتم تسليمها للتجارة ومن ضمن القائمة مؤسسة بن دغسان لإرسالها إلى الشركات التي يستوردون منها لدراستها والرد عليها بالموافقة أو الرفض إلا أنه حتى اليوم لم يعطى أي تصريح للمستوردين حتى يتم استلام الردود ودراستها.
وأكدت الوثائق أن مؤسسة بن دغسان رفضت الخضوع للقانون واصرت على إدخال المبيدات عن طريق التهريب وبدون تصريح ومنها ما حدث في صعدة.
وطالبت إحدى الوثائق المعمدة بختم وزير الزراعة والري الدكتور منصور أحمد الحوشبي من مدير مكتب رئيس الجمهورية الأخ علي محمد الآنسي رئيس الجهاز المركزي للأمن القومي بمخاطبة محافظ محافظة صعدة بعدم الإفراج عن أي مبيد سواء لمؤسسة دغسان أو غيرها ما لم يكن حاصلاً على ترخيص مسبق وإلزامهم بإعادتها إلى البلد التي جلبت منها وعدم الضغط على مكتب الزراعة بالمحافظة والمختصين بالمنافذ للسماح بالإفراج عن المبيدات المهربة.
وطالب وزير الزراعة في مذكرته التوجيه إلى وزير العدل بتطبيق قانون تنظيم تداول المبيدات.
في السياق ذاته كان مقرر لجنة الوساطة الرئاسية بصعدة فهد الشرفي كشف في حوار أجرته ونشرته أخبار اليوم في عدد سابق أن ثلاثة إلى أربعة من قيادة لجنة الوساطة يستغلون موقعهم في هذه اللجنة لتمرير مصالحهم الشخصية وتمرير صفقات مشبوهة خاصة بالمبيدات والأسلحة المحضورة وذلك على حساب إحلال الأمن بمحافظة صعدة.
وأكد الشرفي بأن مهمة اللجنة باتت تقتصر على المتاجرة بصعدة وبدماء أبنائها لمصالح شخصية.
وكان فهد الشرفي قد عرف بنفسه بحسب التكليف الذي لديه بأنه مقرر لجنة الوساطة إلا أن فارس مناع رئيس اللجنة زود الصحيفة بورقة موقعة بتوقيعه بتاريخ 24/أبريل 2009م بعد نشر الحوار مع الشرفي أفاد فيها بأن فهد الشرفي لم يعد يمثل اللجنة وإنه تم الاستغناء عنه.
تجدر الإشارة إلى أن مصادر محلية بمحافظة صعدة سبق وأن أكدت ل«أخبار اليوم» والعديد من وسائل الإعلام بأن عناصر التمرد تستخدم أنواع معينة من المبيدات الزراعية المحظورة وشديدة السمية في صناعة العبوات الناسفة والمتفجرة والألغام محلية الصنع. . الأمر الذي يثير أكثر من تساؤل حول علاقة عضو لجنة وساطة دغسان أحمد دغسان بحركة التمرد والدور الذي تلعبه لجنة الوساطة بأسم إحلال السلام.
