الوطن وفعالياته وقواها الوطنية بين.. خطاب الرئيس وبيان دول التعاون الخليجي

2009-05-06 03:22:09


المحرر السياسي

بين موقف دول مجلس التعاون الخليجي الذي عبرت عنه _القمة التشاورية الخليجية الحادية عشر_التي أكدت في بيانها على دعم اليمن ووحدته واستقراره وأمنه والوقوف إلى جانبه ومساعدته من خلال دعم مسيرته التنموية , بين هذا الموقف الخليجي الواضح والحاسم والصريح وبين خطاب فخامة الأخ / علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية الذي ألقاه أمام _المؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام_ يوم أمس بين هذين الموقفين الذين حملا الكثير من الوضوح والشفافية وبما يتطلب من الجميع الوقوف أمام مضمون _الخطابين_اللذين أكدا ودون مواربة أهمية أمن واستقرار اليمن الأرض والإنسان وأهمية تفاعل الفعاليات السياسية اليمنية مع أوضاعهم وحل قضاياهم عن طريق الحوار وما حمله خطاب الأخ الرئيس كان واضحا ولا يحتاج للتأويل وفيه ما يسقط كل الحجج والذرائع التي يتحجج بها البعض سواء من الحزب الحاكم أو من أحزاب المعارضة وبالتالي فإن المطلوب لتجاوز راهن الحال الوطني بكل معطياته هو أولا أن نرتقي بخطابنا وسلوكنا ومواقفنا إلى مستوى خطاب الأشقاء ثم التفاعل مع خطاب فخامة الأخ الرئيس الذي أكد فيه على أن الوحدة اليمنية قد حصنت نفسها من الخارج وخاصة دول الجوار وبالتالي يبقى وكما قال فخامته تحصين الوحدة من الداخل الوطني ومن خلال احتوى بؤر التوتر وتيارات الفوضى والشغب عبر الحوار المباشر طالبا من كل الفعاليات السياسية الوطنية العمل على الإسهام الفعال والشراكة الوطنية في حل واحتوى كل بؤر التوتر ..

بيد أن بيان دول مجلس التعاون الخليجي حمل في طياته أكثر من رسالة سياسية لأطراف عدة منها في الداخل الوطني ومنها في دول الشتات ومنها لدول ومحاور إقليمية ودولية , فالموقف الخليجي صدر عن لقاء الرياض التشاوري ومن المهم التوقف أمام هذه الإشارة الصريحة والواضحة وهي أن المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي كافة مع اليمن ومع وحدته ومع أمنه واستقراره وبالتالي أكدت المملكة ودول مجلس التعاون الخليجي التزاماتها في دعم المسيرة التنموية اليمنية وحمل البيان الخليجي تأكيدات جازمة في هذا الجانب من خلال تأكيد البيان علي مواصلة دور دول مجلس التعاون الذي تم بلورته خلال (مؤتمر المانحين 2006م) وبالتالي فإن من راهن علي سياسة خلط الأوراق وتعكير مسار العلاقة اليمنية الخليجية وخاصة اليمنية _السعودية قد بآت مساعيه بالفشل ومن ثم فإن هذا الموقف الخليجي موجه بدرجة أساسية لبعض الرموز السياسية اليمنية التي تعيش خارج الوطن وتحاول من حين لأخر إرسال رسائل أو التعبير عن حضورها من خلال إثارة بعض القلاقل وهذا ما لم يعد ممكنا بعد بيان مجلس التعاون وهو البيان الذي جاء متناغما مع خطاب الأخ الرئيس الذي وكما قال فخامته أنه ليس موجها للمؤتمر الشعبي العام بل لكل القوى السياسية الوطنية ولكل أبناء اليمن جاعلا من (الحوار) بعيدا عن ثقافة العنف والحقد والكره والنزوع الطائفي والمناطقي رابطا بين هذه الغايات الوطنية والحضارية ودور القوى السياسية اليمنية التي عليها أن تغادر المنطقة (الرمادية ) التي تعيش فيها ولا تزل وبالتالي فإن كثيراً من الرهانات قد سقطت وخاصة محاولة البعض توظيف ما حدث خلال الأيام الماضية في بعض المحافظات الجنوبية وما تحاول قوى الفتنة والتمرد في بعض محافظات صعده إيصاله من رسائل لاشك أنها تبخرت كل هذه المواقف التي حاولت إظهار راهن الحال الوطني بطريقة مضخمة وهذا يعني الاستكانة والخفوت وجلسة القرفصاء بل لا بد من التفاعل والمشاركة الإيجابية بحيث نتمكن من تطويق مشاكلنا والعمل برؤى وطنية متكاملة ومتكاتفة وموحدة صونا للمكاسب الوطنية التي لا تعني النظام والرئيس وحسب بل كل مواطن يمني هو معني ومسئول وشريك وبالتالي على كل مكونات الخارطة الوطنية أن يتحملوا مسئولياتهم كل في موقعه وعلى الجميع أن يساهم ويشارك بتعزيز قيم الهوية الوطنية ونبذ ثقافة الكره والأحقاد والمساومة والابتزاز ..ولقد طرح فخامة الأخ الرئيس في خطابه ما لم نتعود عليه سابقا خاصة تأكيده على الحوار ونبذ كل التصرفات القاصرة وهو ما يلزم الجميع التفاعل مع هذه المؤشرات الإيجابية التي أسقطت كل الرهانات الخاسرة والحسابات الخاطئة ..

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد